هناك ثمانی وسائل سنقدمها لك في هذا الفصل يمكنك أن تستخدمها لكي تضرب المثل للآخرين کی يحذوا حذوك ، ولاشك أن هناك وسائل غير هذه ولكنك إذا استطعت أن تتقن هذه الثماني، فلن يكون هناك داع للقلق بشأن ضرب مثل يحتذى به الآخرون.
وما عليك إلا أن تستخدم هذه الوسائل وتطبقها بشكل يومي وسوف تجد نفسك سريعة، قادرة على تنمية هذه الصفات الشخصية إلى الحد الذي يجعل موظفيك يقتدون بالمثل الذي ضربته لهم ، وسوف تحفزهم على بذل قصاری جهدهم من أجلك ، وسوف يكون بمقدورك أن تجعلهم يفعلون كما تريد منهم ، وهذه هي القيادة الحقيقية التي سوف تنتهي بك إلى السلطة المطلقة في التعامل مع الآخرين.
وينبغي أن تتذكر دائما أن القائد هو مثال يجب أن يحتذى به الآخرين ، وليس نموذجا يعجب به الآخرين ، وليس بالأمر السهل أن تجعل من نفسك مثالا يحتذى به الآخرين، وذلك لأن هذا يعني أن عليك أن تعمق في شخصيتك تلك الصفات الشخصية القديمة التي اعتدنا جميعا أن نسمع بها في الخطب الدينية منذ أن كنا أطفالا.
ولكي تجعل من نفسك مثالا يحتذى به الآخرين، فلابد أن تنمي في نفسك بعض الصفات مثل الشجاعة والأمانة والذوق والإيثار وأن تحظى بثقة الآخرين وغير ذلك من الصفات التي تناولناها في الفصل الأول ، ولكي تكون مثالا للآخرين يجب أن تلتزم بما تراه طريق الصواب مهما كانت صعوبته .
ولكن كما يقول ألبرت شویتزر المبعوث الطبي لدولة الجابون بغرب أفريقيا والحائز على جائزة نوبل للسلام : (القدرة ليست الشيء الأساسي في الحياة بل إنها الشيء الوحيد في الحياة ، ولذلك فما عليك إلا أن تكون قدوة عملية لموظفيك ولن تجد نفسك بعد ذلك مضطرا لإلقاء الخطب والمواعظ على أسماعهم ، وذلك لأنهم لن يحتاجوا إلا إلى السير على خطاك حتى يتقنوا ما يفعلون) .
ويصفتك قائدا فسوف تكون نظرة الموظفين إليك نظرة القدوة التي يجب أن تتبع ، وانطلاقا من أدائك لواجبك كما ينبغي وسلوكك المثالي فسوف يحترمك موظفوك ويفخرون بك وتزداد رغبتهم في فعل ما تريده منهم حتى يكونوا عند حسن ظنك بهم.