لقد تجمع لديك مبلغ من المال وتنوي استثماره، لكن فيم ستستثمره تحديداً؟ إن العقارات والأسهم هما من أكثر الاختيارات شيوعاً، لكن أيهما ستختار؟

 بعد انهيار أسهم شركات الانترنت في عام 2000 والذي أدى لانخفاض أسعار الأسهم بصورة عامة تحول الناس في المملكة المتحدة من ا استثمار في الأسهم إلى الاستثمار في العقارات، وهو ليس بالأمر المستغرب حقيقة، حيث إن العديد من الناس الذين استثمروا أموالهم بكثرة في الأسهم في أواخر التسعينات شاهدوا بأعينهم أسعار أسهمهم وهي تنخفض بشدة بدرجة آلمتهم للغاية – بل وأفلست بعض الشركات تماماً، وهو ما يعني أن المستثمرين خسروا أموالهم بالكامل.

ومع اتاه الناس نحو شراء العقارات بأعداد ضخمة فقد ازدهرت سوق العقارات التي يتم شراؤها بغرض الاحتفاظ بها، ومع وجود طلب كبير من المستثمرين المشترين، ارتفعت أسعار العقارات، وفي النهاية وصلنا إلى مرحلة معينة في بعض المناطق، حيث أصبح العديد من العقارات متاحة للإيجار وبأسعار زهيدة، مما أدى إلى انخفاض الدخل من العقارات المؤجرة لدرجة أصبحت لا تتماشى مع الطلب المتزايد عليها، ومع ذلك فإن من اشتروا في بداية هذه الموجة في

 

نفس المناطق أبلوا بلاءً حسناً. ومع ذلك، وفي السنوات التي تلت سنة 2000 استردت أسعار الأسهم عافيتها، وبالنسبة لأولئك الذين تمسكوا بأسهمهم لمدة طويلة حتى تجاوزوا الأزمة، شهدوا ارتفاع قيمة استثماراتهم مجدداً.

ما هو الأسلوب الأفضل إذن، الاستثمار في الأسهم أم في العقارات؟ حسناً، على المدى القصير لن يكون الفارق كبيراً، أما على المدى البعيد فسوف تفوق الأسهم سوق العقارات.

لكن لا تخطئ فهمي هنا – فهناك دائماً مكان محجوز في استثماراتك للعقارات – وما أعنيه هنا هو أنك يجب أن تنوع من استثماراتك – أي تكون حافظة استثمارية متنوعة كما يسميها المحترفون، وأي حافظة استثمارية جيدة لا بد أن تتضمن نسبة من أسهم العقارات.

إحدى المميزات الكبرى للاستثمار في العقارات هي أنك يمكن أن تعيش بداخلها (فكما ذكرنا في القاعدة 43 لا بد أن يكون لك مكان لتعيش فيه). وعلى الجانب الآخر، وإذا كنت تشتري العقار بغرض تأجيره، فسوف يأتيك دخل من العين المؤجرة (لكن لا بد أن

تكون حريصاً على أن يكون الإيجار الذي ستحصل عليه كما تتمنى، وعليك التأكد من أن هناك طلباً على تأجير المساكن في تلك المنطقة وما إلى ذلك).

في حالة الأسهم، أنت تأمل في الحصول على دخل منتظم على شكل توزيعات أرباح تدفع لحملة الأسهم، لكن العائد الأعظم يأتي غالباً من الزيادة التي تحدث في قيمة أسهمك على المدى الطويل.

وببساطة، بما أن الشركات أمامها إمكانية نمو مستقبلية أكبر من العقارات ، فمن المفترض أن تعطيك الأسهم عائداً أعلى على المدى الطويل، وأؤكد هنا على كلمة إمكانية، حيث لا يحدث النمو بصورة حتمية دوماً – فيمكن لقيمة أسهمك أو عقاراتك أن تنخفض تماماً مثلما هو محتمل أن ترتفع، فالمخاطرة قدر لا فكاك منه. أما السبب الثاني لتفضيلي الأسهم عن العقارات فهو أن الأسهم – خصوصاً لو كانت الحافظة محترمة ومتوازنة – ستقلل من عامل المخاطرة، وكلما زاد التنوع في حافظتك، قلت نسبة المخاطر. بالإضافة لذلك، ألا نعلم جميعاً أنه حتى في اسوأ حالات السوق تدهوراً سترتفع مبيعات بعض السلع؟