دائماً ماكنت أعتقد أنه لو جاءني مبلغ كبير من المال لادخرت منه جزءاً ضخماً ، وستكون هذه الوسيلة المثالية للادخار ، لكن أحد أصدقائي يقول إن هذا هراء وإن ادخار القدر القليل هو أفضل أسلوب للادخار . من منا مصيب ومن منا مخطيء ؟ من الواضح أنه لابد أن أكون أنا على الصواب ؛ فهذا هو كتابي أنا على أية حال .

لننظر إلى الأمر بعقلانية أكبر . لنقل إنني ادخرت مبلغاً ضخماً . لنقل عشرين ألفاً من الجنيهات التي ربحتها من عملي أو من شيء بعته ، وأنني أنفقت نصف هذا المبلغ وادخرت نصفه الآخر ، وأنني فعلت هذا وأنا في سن الخمسين . كم سيكون هذا المبلغ حينما أصل لسن التقاعد .

أما صديقي فيقدّر على نفسه ويدخر عشرة دولارات شهرياً _ وهو ماأطلق عليه رقائق البطاطس الصغيرة ، لكنه بدأ مبكراً _ في سن العشرين ولم يفوت شهراً واحداً . من منا سيحصل على مبلغ أكبر عند التقاعد ومن منا سيضطر للتوفيرفي أكياس الشاي؟ هيا ، بإمكانك حساب هذا الأمر في عقلك ، أليس كذلك لايمكنك . حسناً ، في هذه الصفحة جدول ( محسوب على فرض وجود نسبة فائدة قدرها خمسة بالمائة ).

 

أرأيت ؟ لقد قلت إنني محق . لكن ليس بفارق كبير . آمل أن تكون قد تعلمت درساً قيماً هنا. من الجيد أن تكون مقتصداً وتدخر القليل بانتظام ، لكن على المدى البعيد فإن ادخار مبلغ كبير في مرحلة لاحقة من حياتك سيمكنك من أن تحظى بنفس القدر من المال الوفير .