الأمر سهل . إنك بحاجة لوظيفة لأننا جميعاً بحاجة لهذا حتى نعيش ، ثم تنشغل بعدها في طلب الرزق لدرجة تستهلك معظم وقتك وطاقتك حتى لايتبقى القدر الذي يمكنك من التفكير في فعل شيء مختلف أو إضافي أو شيء أكثر ذكاء حتى تجني من ورائه المال . كم منا يترك شئونه المالية تنفلت من بين يديه ، وماذاك إلا لأننا نشعر بصراحة بأن هناك أشياء أفضل نقضي فيها وقتنا الثمين عن أن نقضيه في محاولة فهم وتخطيط مواردنا المالية أو التخطيط لتغيير حياتك الخاصة أو المهنية تغييراً جذرياً ؟

أحياناً مما ننشغل في وظائفنا ، لدرجة أننا ننسى هدفنا الأساسي _ تحقيق قدر معقول من الثروة . حسناً لكي تصير ثرياً ، لابد أن تتذكر أن تفكر فيما وراء ساعات عملك الأساسية ( سواء من 9 إلى 5 أو من 8 إلى 8 أياً كانت ) وأعط نفسك الفرصة  للتفكير في الصورة الكاملة _ ثم أقدم على الفعل .

الكثير والكثير من الناس يعملون من أجل قوت يومهم _ وبدون هؤلاء لن يصبح الأثرياء أكثر ثراء ، وهذا لايعني أن هؤلاء العمال يساء استغلالهم . لكني أعني أنه لو أن الناس اققتنعوا واكتفوا بعملهم وأنفقوا وقتهم وجهدهم كله مقابل أجورهم الزهيدة ، فسيكون هناك أناس

آخرون ممن يرون الفرص وينتهزونها لكي يصبحوا أثرياء ،؛ ذلك لأنهم لم يقصروا تفكيرهم في عملهم فقط ونظروا للصورة الكاملة .

إنك تعمل لكسب قوت يومك فعلاً ، وأنت تعلم يقيناً أن تلك الوظيفة لن تجعلك ثرياً ، لابد إذن أنك تحب وظيفتك هذه ، أليس كذلك ؟ كلا ، هذا ليس سؤالاً صعباً أو مخادعاً ؛ إن الهدف منه هو أن تحدد أولوياتك . إذا كان الغرض الوحيد من عملنا هو المال ، فمن المعقول عندئذ أن نعمل لنكسب قدر استطاعتنا ، وكما نريد .

إذا كنت تحب عملك فقط . ولكن لايأتيك المال منه ، فسيكون بحاجة لإيجاد استراتيجية لتحقيق الثراء بحيث لاتعتمد على دخلك من " وظيفتك اليومية " إنه لشيء رائع أن تحب عملك ، لكن إذا ماكنت ترغب كذلك في الثراء ، احرص على ألا تضيع وقتك في وظيفتك هذه بحيث تغفل عن التخطيط لكيفية تحقيقك الثراء ، أو الاستراتيجيات والأفعال الأخرى التي تحتاج إليها لكي تخلق لنفسك مصدراً ثانياً بديلاً للدخل .

وإذا ماكنت غير راض عن أجرك و/ أو تكره وظيفتك فلابد أن تسأل نفسك عن سبب استمرارك في هذه الوظيفة ، ومايمكنك أن تفعله . وأسوأ الاحتمالات هو أنك لاتشعر بالرضا أو المكافأة عن وظيفتك ، لكنك منشغل بها لدرجة أنه لاوقت لديك للتفكير في خطة تجلب لك سعادة وثروة أكثر، وبينما أنت منكب في عملك لتكسب قوت يومك ، ستفوتك ملايين الفرص لتحقيق الثراء دون أن تراها . تخيل أنك أفقت بعد عشر سنوات وأدركت أن هذا هو ماحدث . إذا كان هذا هو حالك فافعل شيئاً الآن . غيّرمن منظورك واغتنم يومك قبل غدك .