هل تقوم بتسوية حساب بطاقة ائتمانك كل شهر؟ إذا كنتت تفعل، ولم يكن لديك أي ديون أو قروض قائمة، فحسن ما تفعل، فأنت هكذا لا تضيع المال على دفع الفوائد وأنت في موقع قوي يتيح لك المضي قدماً، ويمكنك أن تتغاضى عن قراءة بقية هذه القاعدة والانتقال للقاعدة التالية.
لكن إذا كان لديك بطاقة ائتمان (أو خمسة) وبطاقة أخرى مثقلة بالديون وقروض أو ديون أخرى[1]، فأنت لست وحدك بالتاكيد في هذا الأمر، فمن السهل للغاية أن يحصل المرء على بطاقة ائتمان في أيامنا هذه، ونحن نعيش في مجتمع تسوده سياسة "استمتع بالأشياء الآن، ثم ادفع فيما بعد". والمشكلة عنا هي أن الديون تكبلنا وتقيد حركتنا، ونحن نضيع لمال سدى عن طريق دفع الفوائد (فملاً إذا اقترضت مائتي ألف جنيه، سينتهي بك الأمر وقد دفعت عدة آلاف من الجنيهات كفوائد – ويعتمد الرقم النهائي الذي تدفعه على مدة الرض، بالإضافة على معدل الفائدة). إن الدين هو حبل مشدود حول العن – إنه يشعرك بالضيق، ويمثل إزعاجاً دائماً في عقلك، ويمكن بسهولة أن يتحول على مشكلة عويصة تؤثر على صحتك وكذلك ثروتك.
لا يوجد شك في هذا. إن أول شيء يتوجب علينا فعله في رحلتك لتكوين الثراء هو أن تسدد ديونك أو قروضك بأسرع وقت ممكن، ولا تقدم على شيء آخر حتى إكمال هذا الأمر، فلا توجد أي فائدة على الإطلاق من البدء في وضع المال في حساب ادخاري يقدم لك أرباحاً قدرها عشرة بالمائة على الأموال التي تدين بها للبنك أو لأي شخص آخر. إن هذا الأمر لا يعقل مطلقاً إنها حقيقة ثابتة تقتضي أن هؤلاء الذين يقترضون المال يدفعون معدل فوائد أعلى من ذلك الذي يتلقاه من يدخرون أموالهم.
أعترف أنه قد يصادف أحياناً أن تجد قرضاً ميسراً تدفع فيه نسبة فوائد قليلة وتقوم باستغلال ذلك المال ليحقق لك نسبة أرباح أعلى، لكني أحثك على أن تتوخى أقصى درجات الحذر. إنك تلهو بالنار هكذا، وغذا لم تكن استثماراتك خالية تماماً من المخاطر (وهو ما أشك فيه بشدة) فعليك أن تقوم بسداد الدين أو القرض بأسرع ما يمكنك.
وأحب أن أؤكد هنا على أن هناك القليل من الاستثناءات المحتملة لهذه القاعدة. على سبيل المثال، عندما تقترض المال بغرض الاستثمار في شركة ما معينة وكنت تعرف ما تفعل حقاً. إننا نتحدث في هذه القاعدة
عن الديون الشخصية بشكل أساسي.
إنني أعلم مقدار الصعوبة اللازمة لكي تعيش حياة خالية من الديون.
لكن لا بد لك من أن تفعل هذا. ارسم خطة تحدد فيها الطريقة التي تنوي بها التخلص من ديونك – وابدأ بسداد تلك الديون ذات الفوائد الأعلى إذا كان لديك أكثر من دين.
ستحتاج لحافز كبير لتحمل هذا الألم الوقتي في سبيل تحقيق فائدة وربح عظيم مستقبلاً، وبالطبع بمجرد أن تسدد كل ديونك، لن تقدم على هذا الأمر مجدد بالطبع، أليس كذلك؟ (انظر القاعدة 36) بالطبع لن تفعل، إنك إنسان ملتزم بالقواعد الآن.
[1] لم أدرج هنا الرهن العقاري بالمناسبة – على الرغم من أنه في الأساس يعد ديناً، لأنه يمكن النظر إليه على أنه استثمار ونأمل ذلك، ولذا فهو يمثل حالة خاصة.