إن كلاً منا تقريبًا تراوده نفسه لأن يتحكم في الآخرين ويضطلع بالسلطة عليهم، دون أن يكون لنا قبل هذا تحكم وسلطة على أنفسنا، والأمر لا يصلح بهذا الشكل إذ لابد للمرء کی يتحكم في الأخرين أن يتحكم في نفسه أولا، وهذا بدوره يتطلب من المرء انضباطا ذاتيا وفهما كاملا لدوافعه.
لهذا جاء الباب الأول ليتناول أهم عناصر تنمية السلطة الذاتية . ففي الفصل الأول على سبيل المثال والذي يمثل الجزء الأول من البرنامج سوف تتعلم الصفات الشخصية الإحدى عشرة التي تجعل منك قائدا فعالا على الآخرين . وإليك حقيقة لابد أن تكون على ثقة منها : إذا كنت تريد أن تحظى بسلطة على الآخرين لابد أولا أن تكون قائدة لهم .
وفي اليوم الثاني من البرنامج سوف تعلم مدى أهمية أن ترسم نموذجا شخصية ليحتذى به الآخرون ، ذلك لأن الجميع يميلون إلى أن يفعلوا كما يفعل رؤساؤهم لا كما يأمرهم رؤساؤهم ، ولا يمكن أن تخلق صورة القائد لدى الآخرين حتى تكون مثالا لهم يهتمون به.
وفي اليوم الثالث من البرنامج ستكتشف أنه ينبغي عليك أن لا ترضى بالأمر الواقع ، وحتي تنمي سلطتك الذاتية بحيث تكون قادرة على التحكم وقيادة الآخرين فلابد أن تسعى دائما إلى تطوير الذات ، وليس معنى ذلك أن لا تكون راضية عن أدائك وإنما المقصود أن تسعى دائما لأن تكون في وضع أفضل مما أنت عليه .
وفي اليوم الرابع من البرنامج سوف تعرف كيف تبرز قوة شخصيتك حتى يمكنك أن تحوز السلطة المطلقة في التعامل مع الآخرين وذلك من خلال استخدام لغة الجسد . كما ستعرف مدى أهمية فهم هذه اللغة ، و ستعرف في هذا الجزء أيضا كيف تفعل كل ما من شأنه أن يتفق مع شخصية تحظى بالسلطة والقيادة ، كما ستعرف كيف تنمي ثقتك في نفسك وكيف تنقل هذه الثقة للآخرين ، بالإضافة إلى كيفية تنمية تقديرك لذاتك.
وفي اليوم الخامس من البرنامج سوف تطلع على القواعد العامة التي تساعدك على تنمية الصفات القيادية والتي تجعلك تتحكم في أفعال الآخرين وتؤثر فيها ، ولقد كانت بداية معرفتي بهذه الوسائل منذ سنوات مضت على يد رجل أدين له بكل الحب والاحترام ، وبرغم مرور أعوام عديدة على ذلك فمازالت هذه الوسائل تحتفظ بأهميتها بالنسبة لى ، ولقد بذلت قصارى جهدي لتطبيق هذه الوسائل بشكل دائم .
وعلى الرغم من صغر حجم الباب الأول ( كيف تنمي سلطتك الذاتية؟ ) عن الباب الثاني ( دليلك إلى تطوير سلطتك غير المحدودة في التعامل مع الآخرين ) إلا أن هذا ليس إشارة إلى انعدام أهمية موضوع الباب الأول ، فكل ما في الأمر أن موضوع الباب الثاني يرتبط بالآخرين وعند التعامل مع الآخرين يكون هناك تنوع أكبر في الطرق والوسائل التي يمكن استخدامها .
والآن دعنا نتجه صوب الفصل الأول حيث اليوم الأول الذي تعلم فيه الصفات الشخصية الإحدى عشرة التي تجعل منك قائدة مؤثرة على الآخرين.