أغلب الناس يعملون لأنهم بحاجة إلى المال، لكن البعض يظهرون هذا والبعض الآخر لا يظهرون هذا، وغذا بدا أن أحدهم يعمل دون أن تكون به حاجة إلى المال، فهذا يرجع لسبب من اثنين. إما (أ) أنه يتظاهر هذا الأمر جيداً، أو (ب) أنه يستمتع بعمله حقاً ويعمل هذا العمل لأنه يحبه – فهوا سيواصل هذا العمل حتى وغن لم يكن بحاجة إلى المال الذي سيأتي من ورائه.

بالطبع الحالة (ب) هي حالة مثالية والتي ينطمح جميعنا في الوصول إليها، لكن حتى وغن لم تكن هذه الحالة تنطبق عليك بعد، هناك من الأسباب ما يكفي لكي يدعوك للتصرف تماماً كما لو كنت في غنى عن المال الذي يجلبه إليك عملك، فإذا ظن الناس (أو عرفوا) أنك تحتاج إلى المال حقاً، فسوف يعطيهم هذا القوة والسيطرة عليك وبالتالي سيتسبب لك ذلك في عدم الشعور بالأمان، وهذا ما يجعلك تشعر بعدم الأمان، لكن إذا ما كنت تعمل كما لو أنك لست بحاجة إلى المال، فلن يمتلكوا تلك القوة، بل ستملكها أنت.

منذ سنوات عديدة خَلَتْ عملتُ في وظيفة كنت أمقتها وكنت أشعر بالتعاسة. بعدها بدأت عملاً خاصاً لم أكن أحبه بالقدر الكافي، وبالتالي فشل هذا المشروع، لكني دائماً كنت أواظب على الكتابة. فهل أنا كاتب بالسليقة؟ ليس تماماً، فأنا لا أكتب أعمال الأدب الرائعة. أتمنى لو كنت أستطيع هذا لكني أعرف حدودي جيداً واقصر كتابتي على تدوين ما أرى الآخرين يفعلونه، لكني دائماً ما أواظب على الكتابة، سواء جنيت من ورائها مقابلاً مادياً أم لا. وسواء تم نشر ما أكتبه أم لا، وهذا هو السر، فأنا أواظب على الكتابة لأني شغوف بها. إنها قلبي وروحي وإيماني وطموحي. إنها بمثابة جزء مني لا يستطيع أحد أن يلمسه أو يتحكم فيه أو يسلبه مني. هل تعلم كم تجعلني الكتابة سعيداً؟ هل تعلم كم تجعلني الكتابة ثرياً؟ هل تعلم كم من القوة تمدني؟

ما هو سرك إذن؟ ما الذي يسعد قلبك؟ ما هو حلمك؟ لابد أن يكون هناك ما يشعل حماسك. إن عملية تكوين الثروة لا مكان فيها لعهبارات من قبيل "لا أدري" أو "أنا لست واثقاً". لابد أن تعلم يقيناً، لا بد أن تكون واثقاً. لماذا؟ لأن هذا هو ما يفعله الأثرياء.

إنهم يعلمون يقيناً أين هم ذاهبون، وما سيفعلونه عندما يصلون على وجهتهم . إن لديهم العاطفة والدافعية والطموح والعزم والتصميم.

إنهم يعملون بجد فقط لأنهم يريدون ذلك.[1]

آه، قد أسمعك تقول إن العاطفة والتصميم هي أشياء يولد المرء بها، وإنها جزء من شخصيته الطبيعية. ربما كان الأمر كذلك.

لكنها أيضاً صفات يمكنك محاكاتها وتقليدها. افعل مثل الأغنياء لكي تصير مثلهم . اعمل كما لو كنت لست بحاجة إلى المال. اجعل هدفك ألا تفعل شيئاً إلا إذا كنت تحبه من صميم قلبك.[2]

[1] وهنا لا أعني سعيداً من الناحية المالية، على الرغم من أن السعادة المالية جزء مهم من سعادة الإنسان الكلية.

[2] من الواضح أنه حتى لو أنك كنت تسعى وراء أحلام، ستأتي عليك لحظات تشعر فيها أنك سئمت من كل شيء ... إننا نعني هنا ما نستمتع به على وجه العموم، وعموماً حاول أن تجد الأشياء التي تستمتع بعملها.