لا أستطيع أن أعبر لك عن مدى ايماني بهذه القاعدة، فأنا أشاهد وأتعلم من الأثرياء وقد توصلت إلى نتيجة مفادها أن كل واحدة منهم في سن مبكرة. لقد سهروا الليل يعملون، وضحوا بالكثير، ولم يأخذوا فترات راحة للغداء، إنهم لن يضيعوا أي وقت، إنهم لم يشاهدوا التلفاز في المساء، بل عملوا بجد واجتهاد، حيث إنهم يعلمون أن المال لا ينمو على الأشجار.

إذا ما كنت مصراً حقاً على أن تصيب الثراء، عليك إذن أن تفعل مثلما فعلوا. لابد أن تعمل بجد واجتهاد حتى تصيب من الثراء ما يغنيك من الكدح في العمل، لكن لا بد أن تعمل وتكد أولاً.

 

 

 

 

إذن إلى أي مدى أنت مخلص لهذا الأمر؟ ما مدى جديتك؟ هذه هي النقطة الفارقة التي يمتاز فيها الغث من السمين، الرجال من الأولاد، النساء من البنات الصغار، الفائزون من الخاسرين.

أما زلت معنا؟ حسناً. من الواضح أنك تمتلك الالتزام القوي. إذا ما كنت مستعداً للعمل لساعات طويلة. وبذل تلك الساعات في مكانها الصحيح، فسوف تنجح. ربما لا يأتيك النجاح فوراً. ربما لا يأتيك النجاح من فكرتك الأولى لكن بالجد والكدح ستصل لمبتغاك. كيف أعرف هذا؟ لأنني فعلت هذا بنفسي، وأنا لم أعظك من برجي العاجي (آمل ألا تعتقد أنني أقدم المواعظ على الإطلاق) لكني بدأت حياتي فقيراً، وعملت بجد واجتهاد واخترت المكان المناسب لبذل هذا الجهد. والآن أنا شخص ثري. الأمر حقاً بهذه البساطة. قد يبدو في الأمر شيء من الحظ ظاهرياً. لكن الأمر يبدو كذلك لأنني أنا من جعلته يبدو كذلك. في كتابي "قواعد العمل" كتبت عن أهمية أن يتحلى المرء بالمظهر الهادئ المسترخي كما لو انه لا يبذل أي مجهود. وأنا أفعل هذا مراراً فدائماً ما أعود من عملي متأخراً بالليل بعد أن يكون الجميع قد خلدوا للنوم – أو استيقظ مبكراً في الصباح، ولا أخبر أحداً لأنني أحب أن أكون عن نفسي صورة الشخص المتراخي الكسول، حتى يظن الجميع بي أنني اتجنب العمل وأتكاسل وأتهرب منه، لكن الحقيقة عكس ذلك تماماً. لا بد لك من أن تتصرف بالمثل.

 

 

 

 

سأطلعك الآن على أهم سر في حياة الأثرياء – لا بد لك من أن تعمل كما لم تعمل من قبل. اعمل كما لو أن أحداً لا يراقبك. اعمل كما لو كنت لا تملك رئيساً في العمل، اعمل كما لو كانت حياتك نفسها معتمدة على عملك هذا. أما السر الثاني في الأهمية فهو: لابد أن تستمتع بعملك، فلو اعتبرت العمل عبئاً ثقيلاًن فلن تنجزه أبداً.

دعني أوضح لك نقطة مهمة في هذا الصدد. هذه القاعدة لا تعني أنك لو عملت بجد في أي شيء فسوف تصير ثرياً، فذلك الذي ينظف المكاتب لقاء أجر زهيد لن يصير ثرياً بالعمل لساعات طويلة في وظيفته هذه مهما نظف المكاتب بهمة وكفاءة، لكنه، مع ذلك، قد يصير ثرياً إذا ما بدأ شركة النظافة الخاصة به واجتهد في إنشائها ووجد عملاء لها، وتأكد من أن العاملين بها نشطاء سعداء وذوي دوافع قوية.

إن ما أقوله هنا هو أنه حتى لو كانت لديك فكرة عمل رائعة لو قمت بالاستثمار في الأسهم، فسيمكنك مضاعفة أرباحك بان تجتهد في العمل على فكرتك تلك، أو أن تستثمر مالك بحكمة وتديره بكفاءة وحرص. لا بد لك من ان تبذل الجهد قبل أن تتطلع لحصد ثمار عملك.