العلاج التعويضي بالهرمونات الطبيعية

توجد ثلاث مجموعات من الإستروجينات النباتية. وهي الأيسوفلافون والليجنان والكوميستان. وأغلب النباتات تحتوي على الإستروجينات النباتية بدرجة ما ولكن المجموعة التي تكون أقرب شبها بالإستروجين البشري هي مجموعة الأيسوفلافون والتي تتوافر في البقول، مثل فول الصويا والعدس واللوبيا. أما مجموعة الليجنان فتوجد في الخبز والحبوب النشوية والفاكهة والخضراوات. وتوجد مجموعة الكوميستان في الحبوب النباتية ومحاصيل علف الماشية. وهذه الإستروجينات النباتية تكمل مفعول الإستروجين البشري عندما تكون مستوياته منخفضة وتعوق مفعوله عندما تكون مستوياته مرتفعة.                  وهذا يجعل تلك الإستروجينات مناسبة للسيدات في بدايات مرحلة إنقطاع الطمث حين تكون مستويات الهرمونات متقلبة بشدة وتوجد إستروجينات نباتية طبيعية أخرى في بعض الأعشاب مثل دونج كواي، والجنسنج، وبلاك كوهوش، والفيتكش.

ولكن يحذر بعض المعارضين المتشددين من الإكثار من تناول الإستروجينات النباتية بزعم أنها عديمة الضرر لأنها طبيعية، فهذا غير صحيح. إذ إن الإسراف في تناولها يمكن أن يسبب نمواً غير طبيعي في خلايا بطانة الرحم.                                  وإذا زاد مستوى الإستروجين دون عوائق فقد يحدث سرطان بطانة الرحم. والتحكم في جرعات الإستروجين في بعض صوره مثل الكريمات الجلدية يكون صعباً. كما أن البروجستيرون الطبيعي أيضاً (مثل النوع التخليقي) يمكن أن يسبب تراكم السوائل بالجسم وتهيج الأعصاب وزيادة الوزن.

وقد وجد الباحثون أن بعض الإستروجينات الطبيعية في نبات الجنسنج تسبب تأثيرات مشابهة للإستروجين في الحيوانات وهذا يؤكد أن تلك النباتات يمكنها تخفيف أعراض سن إنقطاع الطمث. ولكن آثار تناولها على المدى الطويل غير واضحة، ولهذا السبب، إذا تقرر عدم تناولكِ للإستروجين بسبب وجود تاريخ عائلي لكِ من الإصابة بسرطان الثدي مثلاً فعليكِ أيضاً تجنب تلك النباتات الإستروجينية.                                                                                                                         وإن المتحمسين لتناول الإستروجينات النباتية يجادلون قائلين أنها تعمل كعوامل مضادة للأورام في الرحم والثديين أيضاً. وصحيح أن نتائج بعض الأبحاث الأولية تفيد أن المكونات الإستروجينة التي يحتوي عليها فول الصويا (جنستين ودیازین) يمكنها تخفيف حدة الهبات الساخنة وخفض نسبة الكوليسترول . ولكن لم يثبت حتى الآن أن فول الصويا يمكن أن يحقق جميع مزايا العلاج التعويضي بالإستروجين بدون آثاره السلبية.

ومن المؤكد في الحقيقة أن الذين يعيشون في الدول التي يتناول الناس فيها الأطعمة الغنية بالإستروجينات النباتية (خاصة فول الصويا) تكون لديهم قابلية أقل للإصابة بأمراض القلب وسرطان الثدي، وبينما يعاني 80٪ في النساء الأمريكيات من الهبات الساخنة والعرق الليلي والجفاف المهبلي فإن 10٪ فقط من النساء اليابانيات يعانين تلك الأعراض. كما أن النساء في إندونيسيا والهند وتايوان لديهن معدلات أقل للإصابة بأمراض القلب وسرطان الثدي وكسور الورك. ويبدو أن فول الصويا هو الذي يسبب هذا الفارق الكبير،                        ولكن يبدو أيضاً أنه توجد عوامل أخرى مساعدة مثل النشاط البدني في تلك البلاد الآسيوية مع قلة التدخين وقلة تناول الدهون والأطعمة الحيوانية.

ولسوء الحظ، فإن الخبراء ليسوا على يقين بالنسبة للجرعة المطلوبة من تلك الإستروجينات النباتية. وتفيد إحدى الدراسات بأن النساء يمكنهن تخفيف الأعراض بتناول مشروب من خلاصة فول الصويا يحتوي على ۲۰ ملجم من الأيسوفلافون. ويمكنك أيضا كبديل لذلك تناول كمية كبيرة من الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة مع حوالي ۷۰جم من الطوفو (من منتجات فول الصويا) 4 مرات أسبوعياً.

وبصفة عامة، فإن صلصة الصويا وزيوت الصويا تكون منخفضة في محتواها من الأيسوفلافون بينما تكون الصويا المحمصة والطوفو غنية بها (حوالي 40 مجم لكل نصف كوب). وتتناول النساء اليابانيات من 40 -50 ملجم من الأيسوفلافون يومياً (وقد يصل إستهلاك كثير من الآسيويين إلى 100 ملجم يومياً دون آثار ضارة).

غير رسمي

لوحظ ان مستويات الإستروجينات النباتية في الدم في النساء اليابانيات تكون أعلى بمقدار ۱۰ الى 40 مرة منها في النساء الأمريكيات .بل إنه لا توجد في اللغة اليابانية كلمة مرادفة لعبارة "الهبات الساخنة"