من السهل أن يعتقد المرء منا أنه لا توجد وسيلة على تحسين حياته التي يعيشها قط. أو أن يقول: "حسناً كان ينبغي عليّ البدء في الادخار لتقاعدي منذ أن كنت في العشرينات من عمري – أما الآن، فقد فات أوان ذلك"، ولكن بإمكاننا حقاً تغيير كل ما نرغب في تغييره – فلم يفت ابداً أوان تحقيق الثراء.

انظر للقاعدة الأولى مجدداً – كل شخص بمقدوره أن يكسب المال، وهذا الأمر ليس مقصوراً على عمر محدد أو أي عامل آخر متصل بالوقت. كل ما يتطلبه الأمر هو أن تحول تركيزك تجاه تحقيق الثراء وسترى أن الأمور ستبدأ في السير كما تريد دون أن تجد نفسك مضطراً لفعل أي شيء. من المعروف بالطبع أنك لو كنت تريد الارتقاء بمستوى حياتك على أي صعيد من الأصعدة، فلابد أن تبذل في ذلك من الجهد قدراً كبيراً، لكن عن طريق تحويل تركيزك نحو تحقيق الثراء، سوف تبدأ العجلة في الدوران وسيأتيك الثراء، وليس هذا حديثاً مبنياً على الخرافات، بل هي حقائق الكون، ومن حقائق الكون أن مجرد تحويل تركيزك على أمر ما قد يعد شيئاً كافياً في حد ذاته.

بغض النظر عن المدة التي قضيتها حتى الآن في طريق ما – الفقر ، عدم النجاح وما شابه – لا يحتاج الأمر منك إلى مجهود ضخم لكي تغير من مسارك، وعملية تغيير مسار حياتك هذه يمكنها أن تحدث بسهولة ، مهما تأخرت فيها، فلم يفت أوان أي شيء بعد.

إن الأمر يشبه ركوب عبارة محيطات كبيرة، فقد تكون العبارة بحاجة لمساحة كبيرة للتوقف، لكن لا يلزمها إلا القليل من الجهد لتغيير الاتجاه. فقط أدر المقصود لبضع درجات وستجد نفسك تسلك درباً آخر في خلال أميال قليلة.

وعند تحقيق الثروة، كما هو الأمر في معظم الأمور الأخرى، هناك دائماً نقطة فاصلة، فبمجرد البدء في تعديل مسارك بدرجة أو اثنتين ، ستجد تغيراً كبيراً ناتجاً في مسار حياتك، وكل هذا يحدث بصورة متراكمة.

إن الوقت لم يفت بعد أيضاً للاستثمار في سوق الأسهم أو الأوراق المالية الأخرى أو خطط المعاشات أو أن تغير أسلوبك أو تسعى للجودة أو حتى تغير حياتك ككل. إننا عندما نكون منتبهين نشطين، نستطيع عندئذ مقاومة الوقوع في هوة الاستكانة والرثاء للنفس وهي الصفات التي تجعلنا نشعر بالكبر والعجز. إن حماي (وهو دائماً مصدر إلهام بالنسبة لي) بدأ في إنشاء عمل جديد وهو في الخامسة والسبعين من عمره، ولم يكن هذا عملاً قديماً معتاداً، بل كان تكنولوجياً حديثة لم يكن باستطاعة من هم في الخميسين من عمرهم استيعابها من الأساس.

لكن إذا كنت تعتقد في داخلك حقاً أن الوقت قد فات، فعلى الأرجح سيكون الأمر كذلك حقاً. إن السر يكمن في عدم التفكير بهذه الصورة من الأساس. إذا ما ظننت أنك ستستسلم بسهولة، فالأرجح أنك ستفعل ذلك، لا تفكر بهذه الصورة. اسمع، لقد خضنا أنا وأنت هذا الكتاب سوياً لكي نجني المال، لك ولي، وسوف أؤدي واجبي حتى أساعدك على جني المال وزيادة ثروتك. لكن إذا ما كنت تؤمن بأن هناك حواجز بينك وبين هذا الأمر – العمر أو الجنس أو النوع أو القدرات – فاعلم أنك بهذا التفكير تسير في المسار الخاطئ.

تخلص من هذه المفاهيم وثق بي. لم يفت بعد أوان تحقيق الثراء. ابدأ من الآن.