يتعلق بهذا
هل تعتقد أنني أقول إن المال يمكن فقط كسبه عن طريق الاستثمارات المحفوفة بالمخاطرة والمغامرات والصدف؟ كلا، أنا لا أقول هذا. في هذه الحالة، هل تعتقد أنني أدعوك للتمسك بحرص بكل قرش وعدم المغامرة إطلاقاً؟ كلا، أنا لا أدعوك لهذا أيضاً.
إن ما أقوله لك هو أن عملية تحديد مستوى المخاطر الذي تقبله هو أمر مرده لك وحدك – فمن غير المفيد إطلاقاً أن أحدد لك أنا مستوى المخاطر الخاص بك. لابد لك أن تحدد مفهومك للمخاطر ومدى استعدادك لها. وبصفة شخصية، فأنا أحب فكرة الإبحار ضد التيار وذلك فيما يتعلق بشئون المال. ومع ذلك، فإنني بالطبع أحب الالتزام بالجانب الآمن حيث لا أتحمل مخاطر كثيرة. إنني أجد الخطط المنطوية على مخاطر كبيرة والتي قد تطيح بأموالك كلها أو تجعلك فاحش الثراء شيئاً مقبولاً، لكنني لا اتبع أهوائي في هذا الصدد، حيث إن لديَ أطفالاً صغاراً وهم يأتون على قائمة أولوياتي.
بمجرد تحديدك لمستوى المخاطر المقبول لديك سيكون من السهل عليك وضع خططك، فهذا التحديد يسمح لك بتبني الأسلوب المناسب لك لتحقيق الثراء ، سواء بسرعة أبو ببطء.
ومن الواضح أن مستوى تحملك للمخاطر سوف يختلف باختلاف المشروع الذي تعتمد عليه، وإليك الأشياء التي يتوجب وضعها في الاعتبار:
- عمرك – كلما كنت أصغر في السن، كان تحملك للمخاطر أعلى.
- الالتزامات العائلية – إذا كان لديك – مثلي – أطفال صغار، ستكون أكثر حذراً، ولكن إذا ما كانوا قد غادروا المنزل، ربما تكون مستعداً لتحمل قد أعلى من المخاطر.
- الدخل/ أو الأصول – يجب أن تقدر حجم ثروتك ومدى استعدادك للمخاطر، فكلما زاد ما تمتلكه، قلت المخاطر التي ستتحملها – اللهم إذا كنت مستعداً للمخاطرة بكل ما تملك.
إذا ما كنت ستقدم على تحمل المخاطر، حاول إذن التخفيف منها. استعن ببعض الاحتمالات:
- لا تضع البيض كله في سلة واحدة (وسنناقش هذه النقطة بالتفصيل فيما بعد).
- حدد مقدار الضغط العصبي والإثارة اللذين تستطيع تحملهما.
- حدد المدى – المدى البعيد مقابل المدى القريب.
- فكر في المقدار الذي تستطيع المخاطرة به. قم بتخيل سيناريو لأسوأ الاحتمالات.
- كم من المعلومات تملك عن المشروع الذي أمامك؟ كلما قلت كمية المعلومات التي لديك، زادت المخاطرة.
الشيء الأخير الذي يجب تدبره هو كيفية استجابتك للمخاطر بصفة عامة في الحياة. إن الحياة في حد ذاتها مليئة بالمخاطر ولا يوجد شيء مؤكد فيها. كيف تتكيف مع الظروف عندما تسوء الأمور. هل تستجيب بإيجابية، وحيوية، حماس وتفاؤل؟ أم هل تكتئب وتبتئس وتنظر إلى النصف الفارغ من الكوب؟ اعرف نفسك واعرف كيفية استجابتك لتغييرات الحياة، وتذكر أن الخطورة ليست شيئاً سيئاً على الدوام. إنها تعني أنك فقط لا تعلم تحديداً كيف ستنتهي الأمور.