كلنا سمعنا عن هذا المثل الذي يصيب النجاح والشهرة ما بين عشية وضحاها بعد أدائه لأحد الأدوار الناجحة. والكل يقول عنه إنه محظوظ بقدر كبير. محظوظ؟ لقد قام هذا الممثل بالتمثيل في كل إنتاج مدرسي. ودرس الدراما لثلاث سنوات في معهد الدراما، وعمل بأقصى جهد له في أحد المسلسلات السيئة. عمل لفترات طويلة على المسرح أثناء عرض مسرحية "مايند يور مانرز" للكاتبة أجاثا كريستى، ولعب دوراً تافهاً في مسلسل "اكتراز" وعمل في التمثيل الصامت في الأعياد – لاعباً دور ثمرة اليقطين بالطبع – وأخيراً وجد وظيفته التي طالما سعى إليها، الدور الهام الذي ينتظرهن في فيلم ناجح، ويأتي الناس بعد ذلك ليقولوا: كم هو محظوظ هذا الممثل!".
إن تكوين الثروة لا يختلف قليلاً عن هذه الأمور، فأنت تكدح لسنوات وفجأة يأتيك الحظ السعيد. إنك تقتصد وتدخر وتضحي وفجأة تسعد وتهنأ عندما يطرق الحظ السعيد بابك.
وفي الحقيقة ينبغي عليك أن تغمر وتجازف حتى تصيب الثراء. وإن لم تجازف فإنك لن تصيب شيئاً. كلا، كلا، أنا لا أقترح عليك المقامرة إطلاقاً. إنك إذا استثمرت في سوق الأسهم، وبعد الاطلاع وأخذ النصيحة ودراسة الشركات وأدائها، ستكون المجازفة هنا مقبولة، أما إذا ما أسرفت في الإنفاق وأصبحت مديناً للبنك، فهذه هي المغامرة الخطرة، لكن إذا عملت بجد واجتهاد لعشرين عاماً ثم كوفئت على هذا، فهذا ليس من المقامرة في شيء.
إن المجازفة تحمل أربعة معان مختلفة – أن تناقش، وتتفكر ملياً، وتستثمر ، ثم تؤمن بشيء لم تتضح كافة معالمه بعد، وأعتقد أن هذا يلخص طريقك لتحقيق الثراء.
- المناقشة _ تحدث مع الجميع عن الثروة وتعرف على آرائهم وما يفعلونه في هذا الصدد. ادرسهم عن كتُب.
- التفكر ملياً – تفهم موضوعك جيداً.
- الاستثمار – جازف بجزء من وقتك ومالك وحياتك.
- الإيمان بشيء لم تتضح كافة معالمه بعد – لا توجد ضمانات، لكنك فقط تقلل من احتمالات الخسارة إذا ما اتبعت القواعد التي صاغها الآخرون من أجلك.
اعلم أنه قد يتبادر لذهنك أنني أدعوك للمضاربة والمغامرة بمالك الذي كسبته بعد كد وتعب. أنا لا ادعو لهذا، إنني أريد أن تجازف بوقتك وجهدك وتفكيرك وتخطيطك وطاقتك وإخلاصك، وكلما أخلصت في هذا الأمر، زاد ربحك.
من ناحية أخرى يمكنك أن تذهب لتنفق مالك كله سدى، إنني أمزح فقط.