يعجبني كثيراً بيان المهام الخاص بشركة جوجل – لا تكن شريراً قد تكون تلك مجرد كلمات دعائية، إلا أنني معجب بها بشدة، فإذا وجدت أنه من أجل كسب المال يكون عليك أن تكذب وتخدع وتسرق وتحتال وتفقد راحة البال وتختبئ وتراوغ القانون بأي صورة من الصور أو تكسر القواعد أو حتى تتصرف بصورة مسيئة، فعلا تفعل، فالأمر حقاً لا يستحق.
فإذا كان كسب المال أو جني الثراء سيجعلك لا تحصل على أي متعة - واتباع أساليب شريرة سيجعلك بالفعل لا تحصل على أي متعة – فلا داعي إذن من فعل كل هذا، وإذا كنت لا تستطيع الاستمتاع بالتحدي الكامن في محاولة كسب المال بطرق شريفة، فمن الأفضل لك الابتعاد وفعل شيء آخر.
لقد تعرفت ذات مرة على أحد المجرمين الخطرين، والذي قال لي إنه لا يجد أي متعة في كونه "منحرفاً"، حيث أنه في الحقيقة مجبر على إطاعة القانون أكثر من بقية الناس، فهو لا يستطيع المخاطرة بارتكاب مخالفة مرورية بسيطة قد يوقفه لأجلها رجال الشرطة على الطريق، كما لا يمكنه التأخر في الحفلات ليلاً خوفاً من أن توقفه الشرطة في الطريق، ولا يستطيع أن يركب سيارة فارهة
حتى لا يجذب الانتباه إليه، ولا يمكنه العيش بصورة مرفهة وإلا سيضعه هذا في دائرة الضوء
لكن هناك في الحياة الشريفة من مزايا ما يفوق مجرد الإسراع في القيادة وإقامة الحفلات، فالعيش وكسب المال من طرق شريفة يجعلك تنام قرير العين. ستكون قادراً على النظر في عيون أطفالك – والنظر لنفسك في المرآة – مستمتعاً بذلك الشعور الطيب، ولا مال العالم كله يستطيع شراء ذلك لك.
وإذا ما وجدت نفسك مضطراً لاتباع وسائل خبيثة، فاعلم أنك قد فشلت، لقد خسرت الرهان، حيث إن هذا يعني أنك لم تكن قادراً على إدارة الأمر بصورته السلمية. إنه يعني أنك قد فشلت فشلاً
ذريعاً، وأنك قد فشلت في العثور على أفكار مناسبة، كما أنه يعني أنك إنسان كسول يائس غير مبدع وممل.
يمكنني أن أذكر لك أمثلة عديدة لأناس فاحشي الثراء صنعوا ثرواتهم من طرق خبيثة. أجل، إنهم أثرياء حقاً، لكن انظر في عيونهم وقل لي ماذا ترى بها؟ هل تريد ذلك النوع من الحياة التي تضطرب فيها لكما سمعت صوت جرس الباب؟ هل تريد الدخول في علاقات لا تكون فيها محل ثقة من أحد؟ أم هل تريد الاسترخاء وانت تعرف أنك كونت ثروتك بصورة قانونية أمينة عادلة؟ الأمر لا يستحق ذكاء خارقاً لكي تقرر، أليس كذلك؟
ما دمت قادراً على تكوين ثروتك دون سرقة الناس، أو أن تتصرف بقسوة أو ظلم أو مخالفة القانون أو محاولة كسر القواعد، ستظل بخير حال. كل ما يتطلبه الأمر هو مراجعة سريعة، ثم تظل يقظاً حيال ما تفعله أنت – واموالك – في كل لحظة.