إن عملية تأليف هذا الكتاب جعلتني أتشكك في وجهة نظري تجاه المال بصورة كبيرة ، وكم كانت تلك عملية شيقة .

لابد لنا جميعاً من التعامل مع شئون المال ، فكلنا نملك أرصدة في البنوك، وبطاقات ائتمان ، ونتعامل مع القروض ونسحب مبالغ كبيرة من أرصدتنا ، ونحتاج إلى الرهونات العقارية . إننا نتعامل مع الصورة المتعددة للمال في كل منحى من مناحي حياتنا ، وكلنا نريد ونحتاج لقدر أكبر من المال . ماهي المشكلة إذن ؟

الأمر كله يتعلق بما يدور في عقولنا ، فأنا مثلك تماماً ، أتعامل مع شئون المال المختلفة ، أقوم بإنفاق المال وادخاره ، وأرغب في أن أتولى هذه الشئون بصورة أكثر كفاءة وسعادة .

لذا وقبل أن أقوم بتأليف هذا الكتاب من أجلك كان لزاماً على أن أخضع نفسي لقدر من التحقيق والتمحيص بشأن المال ، ولقد خرجت من هذه العملية ، وأنا مؤمن بأن المال في حد ذاته لا هو بالشيء الجيد ، أو الشيء الشرير الذي نظنه ، فبدونه سيتداعى كيان حياتنا . إن المال هو الذي يمهد لنا طرق الحياة الوعرة . إن ما نفعله به _ انظر القاعدة التالية _ هو ما قد يكون شيئاً جيداً أو سيئاً ؛ صحيحاً أو خاطئاً ، يجعله صديقاً لنا أو عدواً .

كرر ورائي : المال شيء حسن . المال شيء عظيم . المال شيء ضروري . المال لابأس به . المال هو صديقي ، وليس عدوي . كرر هذا في سرك بالطبع ، وإلا ستظن عائلتك ، وأصدقاؤك أنك قد جننت . تعلم ألا تقاوم المال ، ولا تشعر بالإحراج من امتلاكك له .

وأخيراً إن امتلاك المال والعمل من أجل تحقيق الثراء لا يعني أنه عليك تغيير سياستك على الإطلاق . يمكنك أن تظل على مبادئك اليسارية ، أو حتى الراديكالية ، إذا ما رغبت في هذا . إن أحد أغنى الرجال في بريطانيا هو وزير من حزب العمل " اللورد سينسبري " ، إن امتلاك المال لن يقلل من قيمتك الروحانية ، أو توازنك النفسي ، أو يؤثر على مستقبلك. ‘ أعدك بهذا . قد تتأثر كل تلك الجوانب بما تفعله بالمال ، أما المال ذاته فهو صديق لك ، وليس عدواً .