ماذا تفعلين مع آثار السنين؟

عندما تتقدمين في العمر هل تعتقدين أن ذلك أفضل أم أنكِ فقط تقدمت في العمر وبسرعة؟ إن معرفة ما أنتِ مقبلة عليه سيساعدك في التعايش مع ما يطرأ عليكِ من تغيرات مع كل سنة تتقدمین فيها. هذه التغيرات تشمل تبدلاً في طبيعة الجلد، سيكون أجف مما كان، وأكثر ميلاً إلى التجعد وتظهر عليه بقع حمراء (النمش) . أما شعرك فقد يصير أخف ويتساقط أو يتغير لونه فيميل إلى إكتساب اللون الرمادي أو الأبيض. وتفقد الكثيرات من السيدات شعرهن ولكن ليس بنفس الطريقة تحدث للرجال ، ولكن المواد التي تسبب خفة شعر النساء ليست هي نفسها التي تسبب تساقط شعر الرجال. ثم لنتكلم عن الذاكرة، هل حقاً تفقدين قدرتك على التفكير أم يبدو لكِ ذلك فقط؟

الجلد الناعم البريء: السؤال الأزلي

إنه يبدو أمام ناظرينا كما لوكان بالأمس عندما كنا جميعاً نتمتع بالجلد الأملس الناعم في حالة الإنسجام التام. أما اليوم  فنحن كبار في السن أكثر حكمة ولدينا الكثير من الترهلات والتجاعيد. (تنتج التجاعيد من نقص مادة الكولاجين وفقدان الجلد لمرونته).                                                                                                         وعملاًً بالمثل القائل بأنه إذا كان القليل حسنا فالكثير أفضل، فإن النساء ينفقن ويبحثن عن كل الوسائل المتاحة للعناية بالجلد في وسط ثورة تقدم المنتجات الخاصة بالعناية بالبشرة ومستحضرات التجميل ومن جميع التركيبات.

فرد الجلد بالليزر

عندما نبدأ في الكبر تظهر على معظم النساء العلامات الروتينية لكبر السن، ويبدأ الجلد في الجفاف وينطفئ لمعانه ثم تطبع عليه الشمس البقع البنية وتبدأ التجاعيد. في الماضي كان على المرأة لكي تزيل آثار السنين من وجهها أن تستخدم مواد كيماوية وتجري عملية الصنفرة.

وللأسف فإن الكيماويات التي تفرد الوجه أو الصنفرة (وهي  آلة صغيرة تستخدم لكحت الطبقة المجعدة) لا يستطيعان أن يأتيا بالنتائج التي يتمناها الطبيب. أما الآن فقد ظهرت حديثاً  وسيلة جديدة لفرد الجلد وهي التسوية بأشعة الليزر والتي تزيل  التجاعيد الدقيقة والمتوسطة بواسطة جهاز نبضات الليزر بعد ضبطه. وبواسطة جهاز الليزر يمكن للسيدة أن تتخلص من  حوالي 50 بالمائة من تجاعيد الجلد ولونه المختلف. وتحصل النساء على نتائج مبهرة فيما يخص التجاعيد والندب البارزة  والغائرة.

ويعمل جهاز ليزر ثاني أكسيد الكربون بإنتاج نبضات من الضوء عالي الشدة وبسرعة كبيرة جداً لحظية حتى لا يحترق  الجلد ولكن بقوة تكفي لتبخير الطبقات الرديئة من الجلد  وتنظيفه.                                                                                                 ولأن ضوء الليزر لا يخترق من الجلد إلا ما يساوي  نصف سمك الشعرة فإن ذلك يكفي لإزالة طبقة التجعدات بدون أن يترك أية آثار.                                              ومنذ أوائل التسعينات والعديد من أجهزة الليزر التي تعمل بطريقة النبضات           أو المسح تظهر كل يوم حتی وصلت سرعة بعضها إلى أقل من  1/10000 من الثانية. وبتبخير هذه الطبقات المجعدة التالفة من الجلد يستطيع الطبيب أن يزيل طبقات من الجلد من غير أن يصيب ما حولها إلا بالقليل من الأضرار. ويمكن إجراء العملية في العيادة الخارجية ويستغرق حوالي 30 دقيقة إلى ساعة كاملة.

وتستجيب تجاعيد الجلد والطبقة التالفة للعلاج في الحال لعملية التبخير بالليزر إذا قام بها طبيب ماهر. ويفيد شعاع الليزر أيضاً في التخلص من ندب حب الشباب والندب الجراحية وآثار الجروح والبقع الجلدية التي قد تؤدي إلى السرطان في الجلد وبعض الأورام الحميدة في بداية نشاطها.

 

غير رسمي

يوجد نوع أخر من الليزر (هو جهاز ليزر ثاني أكسيد الكربون الذي يعمل بطريقة المسح ) . وهو لاينتج نبضات من ضوء الليزر , ولكنه يستخدم المرايا لمسح نقطة الليزر بسرعة بشكل لولبي.وفي حين أن الخبراء ليست لديهن حتي الآنمعلومات كافية لإجراء مقارنات مباشرة بين النوعين . إلا أن كلاً منهما علي مايبدو – يحقق نتائج قوية .

 

 

كيف يعمل

إذا رغبت في فهم عملية تجديد سطح الجلد، فتخيلي كيف يقوم فريق الصيانة برصف شوارع المدينة. إنهم يقومون أولاً بإزالة الطبقة السطحية التالفة بتكسيرها وإزالتها ثم يضعون مكانها طبقة ملساء.                                                                      وتجديد سطح الجلد يقوم على نفس النظرية ، فعندما يقوم جهاز الليزر بإزالة الطبقة السطحية التي أضرت بها أشعة الشمس تقوم الأنسجة الجلدية ببناء طبقة سطحية جديدة ملساء ناعمة جديدة. ويفسر المحنكون في الوسط الطبي سبب أن الطبقة الجديدة تكون محكمة ومشدودة بما يحدث من تقلص الطبقة الكولاجين الموجودة تحت سطح الجلد.                                                                                    

وبالرغم من أن تجديد أو شد الجلد بالليزر لم يظهر إلا منذ عدة سنوات (كان محدوداًً في أماكن قليلة من قبل) فإن الأطباء لا يعانون من نقص المرضى على الرغم من إرتفاع التكلفة.

وقد ساعدت خبرة النساء مع عمليات تجميل الوجه في وضع قواعد تطویر إستخدام الليزر هذا بالإضافة إلى بعض الدراسات القصيرة التي تمت في إنتظار دراسات مطولة عن إستخدام الليزر.

المزايا والعيوب

بعد تجمع عدد لا بأس به من الدراسات تعرف العاملون بمؤسسات الخدمات الصحية على الكثير من الآثار الجانبية السلبية من جراء عملية شد وتجميل الجلد. فشعاع الليزر الذي يستخدم في عمليات أخرى غير تجميل الوجه لا يترك وراءه أثراً وتختفي آثار الجراحة بسرعة كبيرة ولا يحدث ذلك في حالة أشعة الليزر المستخدمة لتجميل الجلد. فلعدة أيام بعد الجراحة يظل وجه السيدة مثيراً للشفقة، فتكون هناك إفرازات وورم وإحمرار.                                                    وتستغرق المرحلة الأولى من الشفاء من 10 إلى 14 يوماً وتعتمد على مدى ومساحة الجلد والحالة الصحية العامة للمريضة. وخلال هذه المدة يجب أن تحصلي على إجازة من العمل وتظلين في منزلك في راحة تامة.

وخلال هذه الفترة أيضاً يجب أن تضعي كمادات على وجهكِ وغطاء رقيقاً على الأماكن التي أجريت فيها العملية لتلطيف آثار الحروق والمساعدة على سرعة الشفاء. وللوقاية من الإلتهابات الميكروبية، يجب أن تتناولی مضادات حيوية وأدوية مضادة للفيروسات لمدة أسبوع قبل العملية وبعدها. ويميل الإحمرار للإستمرار لمدة ثلاثة شهور.

 أما السيدات اللاتي يميل جلادهن للإسمرار وظهور البقع فهن معرضات لبقع لونية غزيرة ويحتجن لإستكمال العلاج بإستخدام كريمات حمض ريتينويك وحمض هيدروكينون خلال عدة أسابيع أو شهور.                                                      والبعض الآخر يتفتح لون بشرته جداً. آثار ندب العملية قليلة الحدوث ولكن ككل العمليات الجراحية فمن الممكن أن تحدث.

ولأن هذا النوع من العمليات مازال حديثاً فإنه لا يتوفر لدينا الكثير من الدراسات المطولة كما أن الجيل الجديد من الليزر والذي مازال تحت التطوير            في طريقه إلينا. ولكن حتى وقتنا الحالي يردد الأطباء المعالجون قولهم بأن النتائج التي نحصل عليها تبدو مشجعة على أيدي الأطباء المناسبين، مع سرعة في الشفاء والقليل من المضاعفات عما كان يحدث من قبل في العمليات القديمة.

البحث عن طبيب جيد

من أهم الأشياء التي يجب أن تفكري فيها إذا كنتِ مقدمة على التفكير في عملية تجميل وشد الوجه بالليزر هي أن تجدي طبيباً جيداً ذا خبرة في هذا المجال.            بعد العديد من الدعاية والأخبار التي تناقلتها الروايات عن البدايات المشجعة لاستخدام هذا العلاج.

ومع هذا الإندفاع الطائش لتعلم الطريقة بسرعة ظهرت الحكايات عن آثار العملية من إختلاف لون الجلد وبقايا آثار العملية (الندب) اللذين أثارا الخوف من العملية والقول بقلة خبرة الأطباء في التعامل مع الآثار الجانبية.

تذكري أنه يمكن لأي طبيب أن يتدرب على إستخدام الليزر في عمليات تسوية الوجه وتجميله ليس فقط أخصائيو الجلدية ولا أخصائيو جراحة التجميل.          وعلى الرغم من قدرة الأطباء على إستيعاب أساسيات هذه الطرق بسرعة

 إلا أن الطبيب غير الحاصل على مؤهلات علمية عالية في تخصص يتصل بالجلد ليس هو الطبيب المناسب لإجراء هذه الطرق الجراحية ولا أن يتكفل بعلاج الآثار الجانبية.

 أسئلة يجب أن تطرح قبل أن تختاري طبيباًًً لتلك المهمة هناك عدد من الأشياء التي يجب أن تبحثي عنها أولاًً :

* كم عدد الحالات التي أجرى لها الطبيب عملية التسوية جلد الوجه.

*إطلبي منه الإطلاع على صورة فوتوغرافية لبعض المريضات اللاتي أجري لهن العملية قبل وبعد العملية، والأصح أن تكون صورة بعد العملية بستة أشهر.

* إحصلي على أرقام تليفونات ثلاث من المريضات اللاتي أجريت لهن العملية وإطلبيهن لتستفيدي من رأيهن.

* إعرفي من أين حصل الطبيب على خبرته في هذا النوع من العلاج. ومن الأفضل أن يكون طبيباً جديداً في هذا المجال الذي أنفق وقتاً في ملاحظة العديد من العمليات التي يجريها طبيب أكثر خبرة وقام بعلاج حالات عديدة تحت إشرافه.

تذكري أن الليزر وتسوية جلد الوجه ليست نوعا من السحر فإنها تحتاج إلى مهارة بل تحتاج إلى لمسات فنية في إستخدام الليزر خلال مروره على جلد الوجه. ورغم أن العملية تتم داخل عيادة الطبيب وتحتاج حوالي ساعة أو ساعتين إلا أنها أولاً وأخيراً من العمليات الجراحية التي تحتاج إلى عدة أسابيع على الأقل ليكتمل الشفاء.

العلاج بالكولاجين

الكولاجين نوع من العلاج المؤقت الذي يقلل من التجاعيد والخطوط والندب ولتحسين شكل وتقاسيم الأنسجة. ولأن الكولاجين يکسره جسم الإنسان، فإن الجلد يحتاج إلى تكرار الحقن به للحفاظ على مظهر شباب الجلد.                   والكولاجين يتواجد بصورة طبيعية في الجسم كأساس بنائي تحت الجلد، وكان أول وأنقى أنواع الكولاجين الذي تم إستخدامه ۱۹۸۱. وتم الحصول على هذا الكولاجين من البقر وطرح في الأسواق تحت اسم زیدرم وزیبلاست.

و الأنواع الأخرى من الكولاجين وتشمل أوتولوجين وهو نوع يحقن تحت الجلد ويحصل عليه من كولاجين جسم المريضة نفسها.                                                         ونوع آخر يسمی درمالوجين وهو مشتق من كولاجين بشري يحتوي على المادة الخاصة اللازمة لمعاونة الجسم على إنتاج الكولاجين الطبيعي.

يتم حقن قطرات خفيفة من الكولاجين السميك تحت الجلد بواسطة إبرة رفيعة لإستبدال الكولاجين المفقود بواسطة الجسم. أثناء الحقن قد تشعر بعض المريضات بإحساس كأنه وخزات الإبر.                                                                ويستغرق الحقن بالفعل من ۲ إلى 10 دقائق، وسوف تستعيدين حالتك الطبيعية في خلال فترة تصل إلى ثلاث ساعات. بعد الحقن قد يتبقى بعض الحمرة على الوجه لمدة 10 أيام، وقلة من المريضات هن اللاتي يحدث لهن كدمات وبعض التنميل والإحساس بالحرقان وحمرة خفيفة وتورم أو انتفاخ.            والأخريات لا يعانين من أية ردود فعل تجاه الحقن.

في واحدة من أقل طرق إزالة التجعيدات ألماًًً يظل مفعول الكولاجين المؤقت لمدة من 3 إلى 18 شهراً (ستة أشهر في المتوسط). ويتوقف سعر العلاج على المكان الذي يتم فيه.

وككل جراحات التجميل فهناك خطورة من المضاعفات ، ومناقشة الموضوع جدياً هي إحدى المهام الأساسية قبل العملية.