الآن وقد قررت خوض غمار رحلتك الجديدة ، وشق طريقك الجديد ، من الأفضل لك أن تحتفظ بالأمر سراً . قد يمر عليك وقت تكون فيه بحاجة لأن تناقش الامر مع ذوي الخبرة في شئون المال ( انظر القاعدة 64) ، لكن الآن لا يتوجب عليك أن تكشف عما تفعل ، وهناك أسباب عدة لهذا:
- يمكن أن تؤثر عليك آراء الآخرين بالسلب وتثبط من همتك .
- إذا وجدت أن الجميع يفعل نفس الشيء ، فربما لاتتبقى لك مساحة للعمل .
- لا حاجة لك لأن تكشف عن أفكارك الخاصة .
- إن السماح للآخرين بمناقشة شئونك فيما بينهم أمر ليس في صالحك على الإطلاق .
- ليس من المحبب أن تظهر نفسك في موقف الواعظ ، أو من يحاول حمل الناس على تغيير طرق تفكيرهم .
- لا أحد يرغب حقاً في معرفة ما تفعل بالتفصيل _ فإذا ما سألك أحدهم عن أحوالك ، اكتف برد بسيط مثل " على ما يرام " بدلاً من إعطاء السائل شرحاً مفصلاً عما تفعله في حياتك الآن .
- من الجيد أن يكتم الإنسان سراً في أعماقه _ فهذا يمنحه إحساساً دافئاً مريحاً بداخله .
فإذا ما شرعت في الحديث عما تفعل لمن حولك ، سيشعر الكثير من الناس بالغيرة منك ، وسيبذلون قصارى جهدهم لإثنائك عنه ؛ فبصورة أو بأخرى تكون هكذا تبتعد عنهم ، حيث إنك تقول صراحة بأن شخصيتك القديمة ، وأسلوب حياتك لم يعودا جيدين في نظرك ، وأنك تسعى لما هو أفضل . وهذا بالطبع قد يغضب من حولك ، لذا عليك بكتمان الأمر ، وهذا لن يكلفك شيئاً ولا يتطلب منك فعل أي شيء .
فليكن هذا سرنا الصغير . استمر في تعلم القواعد الواردة هنا والتدريب عليها ، لكن لا تتسرع في الحديث عنه _ مهما كان ظنك أن هذا الكتاب سيفيد الآخرين . يمكنك ترك نسخة متاحة لهم بالطبع.
والأمر المثير هنا هو أنك حتى لو أخبرت الناس عنه ، من غير المحتمل أن يفعلوا شيئاً ليساعدوا به أنفسهم حقاً . إن معظم الناس يفضلون مشاهدة التلفاز عن بذل الجهد لإخراج أنفسهم من دائرة الفقر . إنني أفكر بأمرك أنت حين أخبرك بأن تبقى الأمر سراً . إن كل من يؤمن بمبدأ معين ، يجب أن يبقى فمه مغلقاً . إن الناس يكرهون الوعظ ، أو المحاضرات ، أو حتى حملهم على التفكير في أسلوب حياتهم المعتاد ، أو أن يقال لهم إن ما يفعلونه شيء خاطئ . إن صنع الثروة هو أحد تلك الأشياء ، والتي تفعلها سراً وفي هدوء وبعيداً عن أعين الآخرين ، ولا يعني هذا أن هناك شيئاً خطأ في هذا الأمر ، فقط من الأفضل أن تفعله وحدك .