لنكن صرحاء. إننا جميعاً نرغب في أن نكون أفضل حالاً، وأثرياء، ولدينا الكثير لننفقه، كما أننا ننبهر كثيراً بالآخرين الذين هم على هذه الشاكلة. كيف تمكنوا من تحقيق هذا؟ وكيف يتأتى لنا تحقيقه نحن أيضاً؟
الحقيقة أن الأثرياء ببساطة يميلون إلى فهم وفعل أشياء بعينها لا يفهمها أو يفعلها الباقون منا، فبداية من الأفكار المبدئية وحتى الأفعال الحقيقية، نجد أنهم يتبعون نماذج سلوكية محددة حينما يتعلق الأمر بثراتهم وهذه القواعد هي ما تجعلهم متميزين عن الآخرين، وهذا الكتاب يلخص لك تلك السلوكيات، وذلك حتى تتمكن من أن تصبح أنت أيضاً ثرياً، وهذه القواعد تنبع أساساً (كما هو الحال مع الكتب الأخرى التي تقدم لك أي قواعد) من ملاحظتي لكل الأشياء التي يفعلها الأثرياء. وهذا، إذا ما شئت أن تسميه كذلك، له مفعول السحر، فإذا ما تصرفنا مثلهم، سنصبح في نهاية المطاف مثلهم، وهذه حقيقة لا جدال فيها.
وبكل بساطة يكشف لك هذا الكتاب عن:
- ما يفعله الناس للحصول على الأموال.
- كيفية استمراراهم ، ومواصلتهم لكسب المال.
- كيفية حفاظهم عليه بمجرد ربحه.
- كيفية انفاقهم له.
- كيفية الاستمتاع به.
- كيفية انفاقهم له في أوجه الخير.
- وعلى وجه العموم فنحن نرغب جميعنا في أن نبذل أقل مجهود ممكن لكي نصبح أثرياء أغنياء وفي رغد من العيش، ففي المملكة المتحدة يتم انفاق مبلغ خمسين ملياراً من الجنيهات على المقامرة وحدها كل عام، ومثل هذا المبلغ يعني أنه يوجد العديد من الناس الذين يبحثون عن طرق سهلة لكسب المال ومبلغ المقامرة البالغ خميسين ملياراً من الجنيهات هذا يعني أيضاً أن الكثير منهم سيصيبه الإحباط في نهاية المطاف، لكن معظمهم لا يكترثون لذلك، فصالات القمار تحصل على نسب من أموال المقامرة، تماماً مثلما تفعل أي مؤسسة أخرى. ففي لعبة الروليت مثلاً تحصل نوادي القمار على نسبة 28 بالمئة من الأموال التي تستخدم في المقامرة، وهذا يعني أنه لو تمت المقامرة بمبلغ مائة جنيه على إحدى الموائد فإن النادي سيحصل على 28 جنيهاً منها، بينما يعود مبلغ الـ 72 جنيهاً الباقية للاعبين، ولكن ليس بالضرورة لأولئك الذين قامروا كلهم بالطبع، فالعض سيخسر، والبعض سيكسب، وآخرون سيخرجون متعادلين. لكن نادي القمار دائماً ما يكسب باستمرار على المدى البعيد، وهذه حقيقة دامغة.
والآن[1]، طالما أن الكثيرين من الناس يقامرون بهذه الصورة، فهذا يوحي لي- وهو ما لاحظته بكثرة من معرفتي بمثل هؤلاء الأشخاص – بأنهم:
يملكون القدر الكبير من المال، ويريدون التخلص من جزء منه.
يؤمنون بشدة بـ "حسن حظهم".
يودون أن لو يخسروا المال حتى يشعروا بالرثاء لأنفسهم.
يتحرقون شوقاً لكسب المال دون أدنى أي عناء.
وذا الكتاب غير موجه لأي من هذه الفئات من الناس. كلا، ولا حتى لهؤلاء الذين يسعون لكسب المال دون عناء (آسف لذلك)، ومع ذلك سيحدث هذا تحسناً واضحاً في مستوى معيشتك.
إن هذا الكتاب يقدم لك مجموعة من القواعد، والاستراتيجيات، والأشياء التي عليك أن تتفهمها ثم تنفذها، والتي لن تجعلك تحقق الثراء بسرعة، ولكن ستزيد من فرصتك في زيادة مكاسبك من المال، وزيادة ثروتك، كل هذا دون الإخلال بنزاهتك، أي إنك ستصير مثل النوادي السالف ذكرها وستربح على الدوام. ما الذي يتعين علينا فعله إذن؟
حسناً، هناك العديد من الأشياء التي يمكننا فعلها. لا يمكن لقاعدة واحدة أن تضمن لك، لكن كل واحدة تزيد من فرصتك في النجاح ، وكلها تزيد من فرص حصولك على مبالغ أكثر من المال ، واتباع تلك القواعد ليس امراً سهلاً سريعاً مثل الربح في ألعاب القمار ، لكنه شيء مضمون النجاح على المدى البعيد ، كما أنه لم يجعل منك مدمنا مثل مدمن المقامرة، ولن يجعلك تطارد أوهاماً تتسبب في خسارة كافة أموالك.
لن أوذي آذانكم الآن بالحديث عن طفولتي البائسة، ولكن كنت في طفولتي أعيش في فقر مدقع ، وكنت أعيش على الكفاف، وكنت أعلم ان الاخرين يملكون أكثر مني، أكثر مني بكثير. لكن كنت أعلم يقينا أنه لا بد عليِّ أن اخرج نفسي من هذه الطفولة الفقيرة، لكني في سبيل ذلك سلكت طرقاً خاطئة، ومررت بتجارب فشل كثيرة حتى عرفت أخيراً طريق النجاح، ولم أتمكن من معرفة السبيل الصحيح إلا عندما قضيت وقتاً، وبذلت مجهوداً في ملاحظة ما يفعله الأثرياء من الناس، وهذه المعرفة المبنية على هذه الملاحظات هي ما أنقله لكم بكل سعادة عبر هذا الكتاب.
إنني سأفترض أنك تريد:
- أن تصبح غنياً.
- أن تفعل هذا بصورة لا تخالف القانون.
- أن تحسن استخدام المال بعد كسبك له.
- أن تنفق منه على أوجه الخير.
- وأن تحتفظ بجزء منه تحسباً لأوقات الشدة.
وأنك على استعداد لأن تبذل القليل من المجهود لتحقيق ذلك.
ولمساعدتك في تحقيق هذا، قمت بتقسيم الكتاب لخمسة أقسام:
- فكر كما يفكر الأثرياء.
- تحقيق الثروة.
- كن أكثر ثراءً.
- الاحتفاظ بالثروة.
- مشاركة الآخرين بجزء من ثروتك.
ولقد بدأت بالفصل الخاص ب " التفكير كما يفكر الأثرياء"، لأن هذا هو الأساس الذي سيبني عليه كل ماله علاقة بموضوع الثروة.
إننا جميعاً لدينا معتقدات معينة بخصوص المال ، فمعظمنا يؤمن أنه حتى إذا كان المال لا يجلب لنا السعادة في حد ذاته (لكننا في أعماقنا نؤمن بأنه كذلك بالفعل ) ، فإنه على الأقل يمنحنا شعوراً بالراحة.
إننا جميعاً نؤمن بأن المال يجعلنا قادرين على شراء أشياء أفضل وهذا سيجعلنا أكثر سعادة بالطبع، وأنا لا أحاول هنا إثناءك عن أي من هذه المعتقدات، لكنى ببساطة أحاول إعطاءك الوسيلة التي تمكنك من اكتشاف مدى صحتها أو خطئها بنفسك.
لقد حان وقت البدء. هلا بدأنا ؟ وأياً كان ما سيحدث، فلا شك أنه سيحقق لك المزيد من الرفاهية.
[1] البعض منهم يذهب هناك لغسيل الأموال - حيث يقامرون بأموال كثيرة ويستردونها على هيئة شيكات للارحين، وذلك حتى لا يضطروا لدفع أي ضرائب عليها. ياله من تفكير حاذق. المشكلة هنا هي أن نادي القمار يحصل على نسبة الـ28 بالمائة، مهما حاولوا عدم الإفراط في اللعب.