خطر الإنفصال عن شريك حياتك
كانت "تشارلوت" مُطلقة في الأربعين من عمرها تعيش في أيداهو، وكانت ثرية ومستقلة وكان لعائلتها أعمال يديرونها بنجاح لعدة أجيال. سافرت للخارج وقابلت رجلا يونانيا يدعی دیمتری، وانجذبت تشارلوت السحر دیمتری وفطنته فى أعماله وأصبح هو محور عالمها. كان دیمتری شخصية مسيطرة ومتحكمة وبمرور الوقت، أقنع تشارلوت ببطء أنه يعلم كل الإجابات ويجب عليها أن تستمع إليه هو فقط.
تشارلوت كانت مبهورة بديمتري لدرجة أنها أصبحت مثل زوجة ستينفورد في فيلم يحمل نفس الاسم، تستجيب لكل رغبة أو امر.
كان يخبرها کیف دیر عملها، كيف تربي أطفالها، وكيف تهاب شعرها وكانت تتخذ قراراتها وأفعالها بناء على موافقته وقراراته ، وتخلت عن الكثير من مقاييسها التي كانت تقيس بها الأمور.
مثل الاستماع إلى الأوبرا (فدیمتری لايحب الموسيقی)، وركوب الخيل (ليس على قائمة ديمتری) وتناول الغداء مع أصدقاء طفولتها (دیمتری يعتقد أن ذلك مضيعة للوقت). وعندما كانت عائلتها وأسرتها تحذرها من أفعالها ومن أن ديمتري ربما لا يكون الإنسان الذي يستحقها كانت تتخلص منهم، وتقول: "إنكم لايمكن أن تقدروا" كانت مقتنعة تماما أن آراء دیمتری می آراؤها، وفقدت اتصالها بالذي كان هاما لها لصالح ماهو مهم له هو.
وفي كل مرة كان يحاول أحد من دائرتها تذكيرها بتشارلوت ذات الإرادة القوية والمستقلة، كانت خبر دیمتری بذلك. فكان يجيبها بأن أصدقاءها وعائلتها يحاولون أن يعترضوا سبيلها، وأنهم يغارون منها.
وفي النهاية، أقنع دیمتری تشارلوت بأن تبتعد عن كل هذه المؤثرات وتقطع كل روابطها بكل من يعيدها إلى (مرساها) وطبيعتها الأولية.
وبعد أن قام دیمتری بعزل تشارلوت عن أصدقائها وعائلتها، انتقلا إلى الولايات المتحدة وأصبحا منهمكين في أعمال عائلتهما، وأصبحت تشارلوت حاملا وبدأت في إعداد ما كانت تؤمن به في إقامة أسرة سعيدة، وبعد مرورعامين، قام دیمتری بتصفية أعماله من أصولها. وترك تشارلوت وطفلها عائدا إلى اليونان.
واستغرقت تشارلوت الكثير من الوقت لإعادة تكوين حياتها المفككة، وبجانب كل الخسائر المادية التي تعرضت لها في عملها، كانت بحاجة إلى إصلاح ماتمزق من روابطها العاطفية مع عائلتها وأصدقائها. كانت بحاجة لأن تسامح نفسها وتستعيد ثقتها بنفسها داخليا، وتستعيد قدرتها على الاختبار السليم، واستغرق الأمر منها أعواما لتتمكن من فهم واستيعاب ماحدث لها، وعند هذا الحد من الإدراك المتأخر واستعادة الوعي، تمكنت من استيعاب الدرس وطوت هذه الصفحة من حياتها.
ومع الأسف، فقصة تشارلوت المأساوية ليست فريدة، هناك الكثيرون في هذا العالم مثل دیمتری الذين يظهرون في ثبات الحمل الوديع بينما هم ذئاب. فعندما تتخلى عن معارفك، وقوتك، وقدرتك على الاختيار وعن مرساتك فأنت هكذا تبحث عن المشاكل، وتصبح سريع التأثر بهم، ويمكن أن تكون الجراح قاتلة ، فعندما تتجاهل الرسمي الخاص بك، فأنت بذلك تترك نفسك للتيار وبدون رادار، أو حتى استخدام آليات الأمان.
يمكن أن يكون الوقوع في الحب من أكثر التجارب روعة وإثارة في حياتك ، ويمكن أيضا أن يكون من أكثر التجارب تحديا، فهي التجربة التي تفقدك التوازن.
ابق مرتبطا بمرساك، خاصة عندما تنسحب في المياه المجهولة العلاقة عاطفية جديدة، فالمرسي سيبقيك مرتبطا بما أنت عليه حقا، ويحول دون تحطم سفينة العواطف.
ابق على الطريق الصحيح عند وقوعك في الحب
المفتاح السري للحفاظ على كينونتك والبقاء على طريق الصحيح عندما تقع في الحب هو أن تتذكر كل ما تعلمته.
عندما تتذكر كينونتك والاستمرار في حب واحترام ذاتك، فستمنح نفسك أفضل فرصة لبناء علاقة ناجحة وحقيقية بخلاف السعادة غير الملموسة التي يمنحها لنا الحب.
عليك أن تحب ذاتك أولاً :
إذا شعرت بالحب الكامل نحو ذاتك فلن تفقد نفسك في الآخر. إذا كنت کاملا مكتملا داخل ذاتك فستحتفظ بمركزك، وإذا شعرت بأنك راعی نفسك وتقدرها، فستكون الإشارات في هذه الحالة واضحة، وإذا كان لديك مفهوم واضح عن كيفية معاملتك بالطريقة المناسبة لذاتك فسيكون الديك المقياس الصحيح التي سيبقيك على الطريق السليم، فإذا كنت تريد الاحترام، والعطف، والرعاية، والاستقامة وأي سلوك مخالف لذلك سيكون واضحًا، وإذا قبلت نفسك ماهي عليه، فستتمكن من معرفة أي شخص آخر ليس مثلك. وإذا كان يحيطك الرعاة الذين يخبرونك بالحقيقة يكون عليك أن تهتم بأولئك الذين تحبهم وتثق بهم.
وإذا كنت ملتصقا بشدة بمن تكون حقيقة، فلن تجد نفسك أبدا في علاقة تضعك في مخاطرة. وحتى إذا نسيت كل تلك القوانين لحظة وقوعك في الحب، فيمكنك أن تتذكرهم وتستيقظ من حلمك وذلك بأن تتذكر من أنت.
قوانين العلاقات الصحيحة كانت حقيقة منذ أن انبثق الحب لأول مرة، فأنا لم أخترعها ولكني قمت بتلخيصها وحسب، وقدمتها لك من أجل سعادتك وراحتك.
أنت بالفعل على علم بتلك القوانين في أعماقك. والتحدي هنا هو أن تتذكرها عندما تشتعل شرارة الحب في عينيك وتقع تحت تاثير الحب، أتمني لك أن تحب، وأن تحب في أصح علاقة لأطول مدة تتمناها.