الحلأ التناسلي
الحلأ التناسلی مرض من الأمراض المنتقلة جنسياً واسعة الإنتشار. وقد وضعت الأوساط الطبية في إعتبارها دائماً أن الحلأ التناسلي هو مجرد حالة إزعاج أكثر منه حالة عدوی تهدد الحياة! تنتقل العدوى بالحلأ عند ملامسة الجلد، ولكن الفيروس يغزو الجسم خلال العلاقة الجنسية، حيث يبقی مدی الحياة، وينشط من آن لآخر عدة مرات في العام الواحد على شکل قرح صغيرة مؤلة. ولقد قدر عدد المصابين الجدد به في كل عام إلى ما يربو على 700 ألف حالة جديدة وهو السبب وراء أكثر من 500 ألف زيارة طبية للأطباء كل عام.
إحترس
حتى يُمنع تكرار العدوى لأي مرض جنسي بكتيري يجب الإمتناع عن الجماع مع الزوج الى حين تناول جميع المضادات الحيوية المطلوبة وإختفاء جميع الأعراض.
ويتسبب الحلأ البسيط نوع ۲ في معظم حالات الإصابة بالحلأ التناسلي، أما الحلأ البسيط نوع ۱ فهو الذي يتسبب في القرح الصغيرة غير المؤلمة فوق منطقة الخصر. ويصيب الحلأ۲ أي جلد أو غشاء مخاطي بالعدوى. وبينما ينتشر فيه الحلأ كالمعتاد عند إتصال الإفرازات الجنسية بقرحة مفتوحة ولكن قد بات واضحاً أنه يمكن العدوى به بدون هذه القروح. ويصاب به الأطفال حديثو الولادة أيضاً خلال رحلتهم للخروج من الرحم في لحظات الولادة من أم مصابة به. ويتسبب حلأ الأطفال حديثي الولادة في أضرار خطيرة للمخ وأجهزة أخرى في جسم الطفل ، وحتی رغم العلاج للحالة فإن أكثر من ۲۰ بالمائة من الأطفال يموتون وإذا كتبت لهم الحياة، فلا يتبقى للطفل من الكفاءة ككائن حي ما يعينه عليها، ولهذا السبب فإن آلاف من السيدات المريضات بالحلأ تجرى لهن قبيل موعد ولادتهن جراحات قيصرية للولادة بدلاً من الولادة الطبيعية. وعلى السيدات المصابات بعدوى متكررة بالحلأ ألا ينزعجن؛ لأن الغالبية العظمى من الأطفال الذين يصابون بالحلأ تحدث لهم العدوى من أم حديثة المرض بالحلأ أو لديها حالة عدوى مرضية لأول مرة.
إن 60 بالمائة من مريضات الحلأ لا يبدو عليهن أية أعراض، وإذا حدث ذلك، فإن أول إصابة لها بالعدوى تمثل أشدها وأقساها جميعاً وتستغرق ما يصل إلى ثلاثة أسابيع لتشفى منه. وبعد أن تختفي القرح الصغيرة يتبقى الفيروس داخل جسمك حتي ينشط مرة أخرى فينطلق مرة أخرى ليظهر على عنق الرحم أو الفرج أو الجلد ما بين المهبل والشرج وأعلى الفخذين وحول منطقة الشرج، أو إلى الخلف. وتظهر القرح الصغيرة مرة أخرى خلال ستة أشهر من أول إصابة بالفيروس ويبدأ تكرار النشاط الفيروسي في العادة في المرة التالية بإنذار مبكر، عبارة عن تنميل أو وخز في المنطقة التي دخل منها الفيروس إلى الجسم في أول إصابة به. وفي أول الأمر ربط العلماء بين الفيروس وسرطان عنق الرحم ولكن الدراسات الحديثة أثبتت ألا علاقة بين الإثنين (في الغالب).
ومن الممكن لمضادات الفيروسات "فامفير" و"فالتريكس" أن يقللا من عدد وشدة نوبات الإصابة بالفيروس ولكن لا يعتبر ذلك علاجاً نهائياً، لأنهما لا يستطيعان قتل الفيروس. وإذا أخذت الدواء مع أول إنذار بقدومه (عندما يبدأ التنميل) فقد يحصر الدواء مدة الشفاء في وقت أقل (أي من خمسة أيام إلى يوم واحد). إذا كانت نوبات الفيروس تحدث لك أكثر من ست مرات في العام، فإن تناول دواء (أسيكلوفير) كل يوم يمنع تكرار النوبات، ولكن أغلب النساء لا يرغبن في أخذ الدواء يومياً لمدة ثلاث سنوات أو أكثر. القليلات جداً من النساء هن اللاتي شعرن بآثار جانبية للدواء. وتوجد الآن شركتان على الأقل تجربان لقاحاً جديداً لمنع العدوى بالفيروس، ولكن لم تتم الموافقة على أي لقاح حتى الآن.
فكرة ذكية
إذا كانت القرح مؤلمة أو تسبب الحكة يمكن للمريضة تجربة أخذ حمام ماء فاتر(في حوض إستحمام )وبعد ذلك تجفف القرح بمجفف للشعر (في وضع التبريد)ثم يوضع قدر قليل من الفازلين علي القرح وهذا يمكن أن يقلل التهيج الذي يحدث أثناء التبول . وفي فترات تفشي المرض يفضل إرتداء ملابس داخلية قطنية فضفاضة وليست ضيقة .
السيلان
السيلان من أشهر الأمراض المعدية التناسلية ومن أكثرها إنتشاراً، على الرغم من تناقص عدد السيدات اللاتي يصبن به منذ عام 1980. ومع ذلك فإنه مازال عدد يبلغ مليوناً من الحالات التي تصاب به تسجل سنوياً، وأغلبهم لنساء أعمارهن تتراوح ما بين 15 و 24 عاماً، ويعتقد بعض الخبراء أن العدد الحقيقي هو ضعف هذا الرقم.
وينشأ المرض بنوع من البكتريا يسمى (نيسيريا جونوریا) التي تتكاثر وتعيش في الأماكن الدافئة المبللة. والمرأة التي تجامع الزوج المصاب بالسيلان تعتبر في وضع قابل للعدوى بنسبة من ۸۰ إلى 90 بالمائة. وخلافاً لما يعتقد فمن المستحيل أن تحدث العدوى بالسيلان من مقعد التواليت أو حمامات السباحة.
حوالي نصف عدد النساء المصابات بالسيلان سوف يلاحظن بعض الأعراض والتي تشمل تورم المهبل وإفرازات خضراء مصفرة ونزيفاً مهبلياً بين دورات الحيض وحكة وحرقة أو ألم أثناء التبول. وفي حالات الإصابة الشديدة يتأثر الجسم أيضاً فيصاحبها غثيان وقيء وحمی وسرعة في ضربات القلب. ويصاب حوالي 40 بالمائة من النساء بمرض إلتهاب الحوض کنتيجة للعدوى مما يتسبب في إلتهابات وندب (تليفات) في قناتي فالوب وبالتالي يتسبب في العقم.
أما النساء الحوامل اللاتي لا يعالجن فإنهن قد يلدن أطفالاً صغار الحجم أو يلدن أطفالاً قبل موعد الولادة، والأطفال المولودون لأمهات مريضات بالسيلان قد يصيبهم إلتهاب الملتحمة السيلاني أثناء عملية الولادة (ما لم يعالج الطفل حديث الولادة فقد يصاب بالعمى).
ويشخص الطبيب الحالة بعمل مزرعة ميكروبية من إفراز عنق الرحم والمنطقة المحيطة به، وتظهر نتائج المزرعة في خلال 48 ساعة عادة. ولأن السيلان والكلاميديا، يحدثان معاًً في الغالب فإن الطبيب يصف علاجاً مضاداً للميكروبين. وعلى الرغم من مقاومة ميكروب السيلان لبعض المضادات الحيوية فقد ظهرت عقاقير جديدة يمكنها علاج المرض بكفاءة.
الإلتهاب الكبدي (ب)
يعتبر الإلتهاب الكبدي (ب) من أكثر الأمراض القابلة الشائعة للوقاية من بين الأمراض المعدية التناسلية. وينشأ المرض من فيروس مُعد بدرجة عالية جداً بنسبة تفوق الفيروس المسبب لمرض الإيدز بمائة مرة!
ويعتقد الخبراء أن الحالات المصابة به لا تقل عن 300 ألف حالة سنوية وإن كان المسجل منها حوالي 15 ألفاً فقط. ومتوسط حاملي الفيروس من الأمريكان حوالي 1.25مليون يبقون حاملين للعدوى مدى الحياة ، ويموت بسبب الإلتهاب الكبدي الحاد من العدوى بفيروس الكبد (ب) أو بسبب مضاعفاته حوالي ۹۰۰۰ أمريكي سنوية. ورغم أنه من المنطقي أنه يمكن الوقاية من الفيروس الكبدي (ب) بواسطة لقاح (سلالة من ثلاث لقاحات فيروسية) إلا أن 5 بالمائة فقط من الذين يستحقون التطعيم المراهقين فيما بين (15 و 19 سنة) هم الذين يحصلون على اللقاح. وقد أوصي حالياً باللقاح لجميع الأطفال لمنع وفاة 6 آلاف طفل سنوياً.
وينتقل الفيروس من خلال الدم واللعاب والإفرازات المنوية وبقية سوائل الجسم ويتشابه في إنتشاره في الجسم مع فيروس الإيدز إلى حد كبير، ولا ينتشر عشوائياً بالملامسة. ولكي يحدث الفيروس العدوى فلابد أن يدخل إلى الدم أولاً إما من خلال الجماع وإما من خلال نقل الدم أو الإبر الملوثة أو من فرش الأسنان المشتركة أو من أمواس الحلاقة أو من أوعية الطعام. ومن الممكن أيضاً أن تنقليه إلى طفلكِ خلال الثلاث شهور الأخيرة من الحمل أو أثناء الولادة أو أثناء الرضاعة.
وهذا الفيروس من الأنواع المقاومة جداً لدرجة أنه يعيش على الأسطح الجافة لعدة أيام. وما زلنا نقول إن أكثر من نصف عدد الحالات المصابة بالعدوى تأتي من خلال مجامعة زوج مصاب.
وقد يستغرق الفيروس ما يصل إلى ستة أشهر حتى تظهر أعراضه بعد الإصابة به، وقد تبدأ هذه الأعراض في الظهور تدريجياً ، هذا إذا ظهرت كلها وليس بعضاًً منها.
وقد تشمل الأعراض الشعور بالإعياء أو آلام المفاصل والعضلات أو آلام خفيفة بالمعدة، وضعف الشهية وحساسية بالجلد أو طفح جلدي وإسهال بسيط، ونصف هذا العدد يظهر عليه أعراض الصفراء. وثلث النساء تقريباً لا يظهر عليه أعراض وثلث آخر قد يشكو من توعكِ بسيط (قابلية التحول إلى حامل للعدوى يكون أكبر إذا لم تكن هناك أعراض شديدة). حوالي ۲۰ بالمائة من حاملي العدوى يتحولوا إلى مرضی مزمنين ولديهم أكبر قابلية لخطر تليف الكبد. ويمكن العثور على الفيروس في الدم أو في سوائل الجسم قبل ظهور أعراض المرض بعدة أسابيع ولعدة أشهر فيما بعد ذلك. والأشخاص الذين يعتبرون حاملين للمرض بشكل مزمن دائماً ما يكونوا مسببين للعدوى، بالرغم مما يبدو عليهم من أنهم غير مرضي. أما الذين يشفون من المرض فيظلون في مناعة مدى الحياة.
يتم تشخيص الإلتهاب الكبدي (ب) بإختبارات في الدم، وهناك إختبارات أخرى تفرق بينه وبين الأنواع الأخرى من الإلتهاب الكبدي. يعالج الإلتهاب الكبدي (ب) المزمن النشط بعقاقير ألفا- إنترفيرون وإن كان العلاج نفسه يسبب كثيراً من التأثيرات الجانبية التي تشبه الأنفلونزا. لا يوجد علاج للإلتهاب الكبدي الفيروسي (ب) الحاد إلا الراحة بالفراش وغذاء عالي الكربوهيدرات وقليل الدهنيات. بعد تحسن الحالة يجب فحص الدم للبحث عن المضادات الخاصة بالمرض فإن وجدت بالدم فمعنى ذلك أنك حاملة للعدوی ومسببة للعدوی بدرجة عالية وأكثر تعرضاً لخطر المضاعفات. يفقد حوالي ۱۰ بالمائة من هؤلاء الأشخاص من حاملي العدوي المزمنين مولدات المضاد كل عام. بينما تتطور حالة نسبة عالية من المرضى ليصبحوا من مرضى الإلتهاب الكبدي المزمن مما يتسبب في سوء وظائف الكبد بشكل مستمر. وأغلب الناس يشفون من الإلتهاب تماماً وينجون من خطر المضاعفات طويلة الأمد.
وعلى الرغم من قدرة اللقاح على منع الإصابة بالإلتهاب الكبدي (ب) إلا أنه مازال الآلاف يتساقطون من هذا المرض كل عام. كل الأفراد المتعرضين للخطورة بسبب هذا المرض (بمن في ذلك الأطباء وهيئات التمريض) يجب أن يتم تحصينهم. وبحلول نوفمبر ۱۹۹۱ أصبح التحصين للأطفال المواليد إجبارياً، وليست الجرعة التنشيطية إجبارية. أما الذين لم يحصلوا على اللقاح ولكنهم معرضون للعدوى، فيمكنهم الحصول على مناعة بنسبة 90 بالمائة بالحقن بالجلوبيولين المناعي (HBIG).
يجب على حاملي الفيروس أن يتبعوا الإجراءات الوقائية الصارمة حتى لا يتسببوا في إصابة القريبين منهم بالعدوى. فيجب عدم التشارك في ماكينات وأمواس الحلاقة ولا فرشاة الأسنان أو أي غرض آخر من الأغراض التي يمكن أن تتلوث بالدم. كما يجب أن يتم تحصين كل القريبين والمقيمين بالمنزل بلقاح الإلتهاب الكبدي (ب). وإذا كنتِ حاملة للعدوى فيجب تنبيه طبيبكِ المعالج وطبيب الأسنان بذلك.