الأمراض المعدية
في كل يوم يتعرض جسمك لهجمات متكررة من قوافل من الكائنات الحية تتنافس على الحياة حولنا.
فالهواء الذي تتنفسينه والطعام الذي تأكلينه والأرض التي تمشين عليها والماء الذي تشربينه والبناء الذي تعيشين فيه وكل ما حولنا من نبات كل ذلك يأوي داخله كائنات تسبب المرض. إنها تأتي في أشكال وأحجام مختلفة من الفيروسات والبكتريا والأوليات المجهرية إلى ما يوازي طول القدم من الطفيليات والديدان وكلها تتشارك في الإعتماد على الإنسان كجزء على الأقل من دورة حياتها.
ولحسن الحظ فإن جسمك لا يخلو من وسائل الدفاع. ولأن الوسط البشري عبارة عن مأوى حيوي، فإن جسمك قد أعد طرقاً شديدة الحساسية لحمايته من هذه الكائنات الحية. جلدكِ وجهازكِ المناعي هي خطوط الدفاع الأولي في محاربة العدوى - وعندما تكون سليمة تقوم بحمايتك على أكمل وجه.
فقط عندما تمرض هذه الخطوط الدفاعية أو تكون مصابة بأحد الأمراض يصبح جسمك عرضة للغزو بسيل من الكائنات الحية البسيطة والقاتلة.
الوقاية من نزلات البرد والأنفلونزا
من المحتمل دائماً إصابتك بفيروس البرد أو الأنفلونزا على الأقل مرة واحدة خلال فصل الشتاء ولكن هناك طرقاً لتخفيض عدد مرات إصابتك بالعدوى.
ومن أحسن الطرق أن تغسلي يديك عدة مرات يومياً أثناء فصل البرد (الشتاء) خاصة إذا كان الذين يعيشون معك أو يعملون مع مرضى. أغلب الناس لا يدركون أن فيروسات البرد تنتقل من اليد إلى الأنف وليس بواسطة الفم. ولكن لمسك لما في المنزل، لمقبض الباب مثلاً ثم لمس يدك لأنفك أو عينيك ينقل إليك العدوى. فبالإضافة إلى غسل يديك يجب أن تغسلي وتطهري الأسطح التي لمسها غيرك (مثل التليفون ومقبض الباب ولوحة مفاتيح الكمبيوتر) ولا تلمسي المناشف والمناديل التي إستعملها غيرك.
ولأن فيروسات نزلات البرد ليست بدرجة عالية من العدوى بعكس الحصبة والجديري على سبيل المثال فإنكِ لن تصابي بالعدوى بسبب جلوسكِ في انتظار فحصكِ في عيادة الطبيب لمدة ۲۰ دقيقة، حتى ولو كنتِ محاطة بمجموعة من المرضى الذين يسعلون هذا ما لم يقترب أحدهم منك ويعطس في وجهك- ! ومع ذلك فإن لم يحدث ذلك فقد تظلين في منزلكِ في رعاية أولادكِ المرضی تجمعين المناديل الورقية بيديك وتلمسين المناشف الملوثة والمفارش والملايات والأغطية، ثم تحكين أو تلمسين وجهك وعينيك وأنفك وتظنين أنكِ بمأمن إلا أنكِ في غضون بضعة أيام ستعطسين أيضاً!
إذا أردت تجنب نزلة البرد فمن الواجب أن تبذلي قصاری جهدك لتقوية جهاز مناعتك فتبقين في صحة :
* إحصلي على المزيد من الراحة.
* إتبعي نظاماً غذائياً جيداً.
* إشربي كثيراً من الماء.
* تجنبي التوتر (أو تعلمي كيف تسترخين إذا كنتِ لا تستطيعين ضبط نفسك في مواجهة المشاكل).
* تناولي 500 مجم من فيتامين (ج) مرتين أو ثلاث مرات يومياً.
* إغسلي يديكِ جيداً ثلاث أو أربع مرات يومياً على الأقل .
*طهري أسطح منقولات منزلكِ (التليفون والصنابير ومقابض الأبواب)
وعلى غير ما هو شائع فإن نزلة البرد لا تتسبب من التالي:
* تقبيل المرضى بنزلة البرد
* الخروج من المنزل بدون الحذاء ذي الرقبة العالية أو المعطف
* الخروج من المنزل وشعرك مبلل .
*الجلوس في الحافلة أو القطار بجوار شخص مریض بنزلة برد (ومع ذلك، فإن الجلوس لفترة طويلة داخل الطائرة يجعلكِ عرضة بدرجة عالية للعدوى بالبرد، خاصة وأن هواء الطائرة لا يتجدد ، بل يعاد تدويره)
يتسبب في الأنفلونزا مجموعة مختلفة من الفيروسات تختلف عن التي تسبب نزلة البرد-وهي أكثر إصابة بالعدوى من أي من ال ۲۰۰ نوع من أنواع فيروسات نزلة البرد الشائعة. ويتجدد بصفة دائمة سلالات ضارية من فيروسات الأنفلونزا التي تتغير كل عام لتتحول إلى أشكال تسبب الأوبئة والتي تنتشر في أنحاء الكرة الأرضية، وكان أكبر وباء أنفلونزا عام ۱۹۱۸ في الولايات المتحدة الذي قتل عددا كبيراً من الصغار بخلاف ما قتله من الكبار الأصحاء.
وأحسن طرق لمقاومة الأنفلونزا هي أخذ لقاحها في فترة موسم الخريف. لا تتأخري في أخذ حقنة اللقاح حتى يدخل فصل الشتاء تماماً، لأن مفعول حقنة اللقاح يستغرق حوالي ستة أسابيع حتى يصل إلى قمة فعاليته. وحقن اللقاح ليست مخصصة فقط لكبار السن ولكنها أيضاً لأي شخص يعاني من مرض مزمن (السرطان أو السكر أو غيرها) أو مرض القلب أو مرض الجهاز التنفسي (مثل الربو الشعبي) وللمرأة الحامل أيضاً فيما بعد المرحلة الأولى من الحمل وأيضاً للعاملين بالخدمات الصحية والعاملين في رعاية الأطفال وللمدرسين.
الوقاية من أمراض عدوی (إلتهابات) الجهاز البولي
هناك أربعة أجزاء يتكون منها الجهاز البولي *الكليتان والحالبان (وهما القناتان الموصلتان بين الكليتين والمثانة البولية) *والمثانة البولية ومجرى البول (وهي الأنبوبة التي يمر بها البول الخارج من المثانة البولية) ومعظم العدوى الميكروبية تدخل إلى فتحة مجرى البول ثم تصعد إلى المثانة البولية ثم الحالبين ثم الكليتين. وفي الحالة الطبيعية فإن سائل البول معقم ويحتوي على سوائل وأملاح ونفایات سامة، ولكنه خالِ من البكتيريا والفيروسات والفطريات .
وتحدث حالة عدوى المسالك البولية. عندما تدخل الكائنات الحية الميكروبية (تأتي غالبا من الجهاز الهضمي) إلى فتحة البول وتسكن بها ثم تتكاثر. ومعظم العدوى والإصابة تأتي من نوع واحد من البكتيريا إيشيريشيا كولاي والتي تقطن بصورة عادية منطقة القولون. وفي معظم الحالات تتكاثر وتنمو البكتيريا في منطقة مجرى البول ثم تتحرك نحو المثانة البولية وتسبب إلتهاب المثانة البولية. فإذا لم يعالج التهاب المثانة البولية جيداًً ينتقل الإلتهاب إلى الحالبين فيتسبب في إلتهاب الكليتين.
غير رسمي
يتوقع - قريباً جداً. إدخال نوع جديد من لقاح الأنفلونزا على شكل رذاذ للأنف، حتی يمكن وقاية كل إنسان حتی الأطفال بسهولة من الأنفلونزا.
وقد يتسبب نوعان من الكائنات الدقيقة- وهما "كلاميديا" و"ميكوبلازما" في إلتهاب المسالك البولية وتظل إصابتهما مركزة في منطقة مجرى البول والجهاز الإنجابي. وبعكس بكتيريا إيشيريشيا كولاي فإن الكلاميديا والميكوبلازما قد ينتقلان بالعدوى عن طريق الجهاز التناسلي ويجب علاج الزوجين في حالة العدوى بهما.
كما أن أي شيء غير طبيعي يعوق سريان البول في المسالك البولية ويقفل جزءاً منها أو يسدها (حصاة كلوية مثلاً) يتسبب في حدوث إلتهاب المسالك البولية. وقسطرة البول من أسباب إصابة المسالك البولية بالعدوى الميكروبية من الميكروبات المتواجدة على سطح القسطرة البولية. ولذلك فإن الأخصائيين وطاقم التمريض يحرصون دائماً على تعقيم القسطرة البولية ويزيلونها من مكانها في أسرع وقت ممكن بعد أدائها لوظيفتها. الأشخاص المصابون بمرض السكر هم أكثر تعرضاً لإلتهابات المسالك البولية بسبب ما يطرأ على جهاز المناعة من تغيرات ، وفي الواقع أي علة تصيب جهاز المناعة بالضعف تزيد قابلية الإصابة بإلتهاب المسالك البولية.
وبصفة عامة نجد أن النساء أكثر إصابة بإلتهاب المسالك البولية وذلك بسبب قصر طول مجرى البول الذي يسمح بوصول الميكروبات بسهولة إلى المثانة البولية. والأكثر من ذلك أن فتحة مجری بول النساء تقع بالقرب من مصدرين للتلوث وهما المهبل والشرج. ولذلك فإن واحدة من خمس نساء يصبن بإلتهاب المسالك البولية على مدى حياتها. ويتسبب الجماع في الحث علی إلتهاب المسالك البولية لدى كثير من النساء مع أن أسباب تلك الصلة غير واضحة.
بعض النساء يشكين من تكرار الإصابة بإلتهاب المسالك البولية وعلى الأرجح أن حوالي ۲۰ بالمائة من النساء اللاتي يصبن مرة بإلتهاب المسالك البولية تتكرر إصابتهن مرة أخرى وأن 30 بالمائة من هؤلاء النساء بالتالي تتكرر إصابتهن لمرة أخرى كذلك. وحوالي أربعة من خمس نساء يصبن بإلتهاب المسالك البولية مرة ثانية على مدى 18 شهراً ولكن كثيرات غيرهن يصبن بعدد أكبر من المرات. فإذا أصبتِ بإلتهاب في المسالك البولية ثلاث مرات أو أكثر في العام، يجب أن تسألي طبيبكِ عن وسائل العلاج (ومن الغريب أن النساء اللاتي يسرفن في شرب الشاي لإحتوائه على نسبة كبيرة من حمض التانيك) يصبن بإلتهابات المثانة البولية أيضاً.
إلتهابات المسالك البولية
خلال الحمل في الوقت الذي يبدو فيه أن إستعداد الحوامل لإلتهابات المسالك البولية لا يزيد عن النساء الأخريات، عندما يحدث وتصاب إحدى الحوامل بإلتهاب المسالك البولية فإن الميكروب ينتقل بسرعة إلى الكليتين وهذا بسبب ما يطرأ على الهرمونات من تغييرات وكذلك التغيرات التي تطرأ على وضع المسالك البولية أثناء الحمل. وهذا هو السبب وراء توصية الأطباء بتحليل البول أثناء الحمل عدة مرات. والحامل التي تصاب بإلتهاب المسالك البولية يجب أن تعالج فورا وبحزم حتى لا يتسبب هذا الإلتهاب في الولادة المبكرة أو إلتهاب حوض الكلية وهو من أسباب الولادة المبكرة.
هل أنتِ مصابة بإلتهاب المسالك البولية؟
تشكو معظم النساء المصابات بإلتهاب المسالك البولية من أعراض مميزة وهي:
* كثرة الميل إلى التبول بشكل متكرر.
*آلام وحرقة في منطقة المثانة البولية أو مجرى البول أثناء التبول.
* إعياء.
* ضعف.
* إحساس بضغط غير مريح فوق منطقة العانة.
*نزول القليل من البول رغم الرغبة المستمرة في التبول.
* يصبح مظهر البول متعكراً أو به حمرة.
وإذا وصلت الإلتهابات إلى الكليتين فالأعراض تشمل :
* حمی (سخونة).
* آلام في الظهر أو من الجانب (تحت الضلوع).
* غثيان.
* قيء.
الإختبارات التي يطلبها الطبيب
لتشخيص إلتهاب المسالك البولية يطلب منكِ الطبيب تحليل عينة من البول بحثاً عن الصديد والبكتيريا. وعلى الرغم من أن الطبيب قد يبدأ في علاج قبل ظهور نتائج التحاليل إلا أن مزرعة البول الميكروبية هي الفاصل في تأكيد التشخيص وقد يلزم تغيير العلاج ووصف مضاد حيوي جديد. وإذا ما فشل علاجكِ فمن الأرجح أن يطلب طبيبكِ إستخدام وسيلة (مثل الأشعة) لإظهار المسالك البولية التي قد يكون إنسداد أو ضيق جزء منها سبباً في إلتهاب المسالك البولية ويبدأ في علاج السبب.
كيف تتجنبين إلتهابات المسالك البولية
من الممكن أن تقضي تماماً على الإصابة بإلتهاب المسالك البولية. ويمكنك مضاعفة فرصة عدم إصابتكِ بإلتهاب المسالك البولية إذا إتبعت الآتي:
* أن تشربي كميات كافية من الماء كل يوم.
* أن تتبولي عندما تشعرين بالرغبة في ذلك ولا تقاوميها.
* أن تمسحي منطقة فتحة البول في الإتجاه من الأمام أو أعلى إلى الخلف وأسفل وليس العكس- حتى لا يأتيها الميكروب من المهبل أو منطقة الشرج .
*أن تغسلي وتنظفي المنطقة التناسلية قبل الجماع وأن يستحم زوجكِ قبل ذلك أيضاً.
* أن تتبولي قبل وبعد الجماع.
* ألا تستخدمي العطور في تنظيف فتحة البول والمنطقة التناسلية أو تستخدمي الدش المهبلي المعطر، لأنه قد يهيج مجرى البول.
فكرة ذكية
للمساعدة على الوقاية من إلتهابات المسالك البولية يقترح بعض الأطباء شرب عصير التوت البري Cranberry Juice الذي إذا تم تناوله بكميات كبيرة فإنه يثبط تكاثر بعض أنواع تكاثر بعض أنواع البكتريا عن طريق زيادة حموضة البول. وعصير التوت البري وأيضا ثمار العنبية Blueberries يساعدان على منع البكتريا من الإلتصاق بجدار المثانة البولية.