يمكننا أن نعمل من أجل مجد الجنس البشري، أو يمكننا أن نترك أنفسنا للاضمحلال والتدهور. إن شكسبير يعني المجد، أما المنزل المنهار يعني الانهيار، احتفال القرية في يوم صيف دافئ يعني المجد، سرقة حافظة شخص آخر يعني الانهيار، لا يجب أن يكون الفعل مبالغاً فيه، إن القفز بالمظلة من أجل الأعمال الخيرية يعني المجد أما الإباحية فهي تعني الانهيار. يمكن أن تكون الأفلام الرومانسية للمجد، هل فهمت ما أعنيه؟
أي شيء يجعلنا أفضل مما نحن عليه، أي شيء يجعلنا نسعى للكمال، ويحسن أحوالنا، أي شيء يثير فينا روح التحدي، روح الإثارة على نحو جيد، أي شيء يجعلنا نسمو على طبيعتنا الأساسية، ويجعلنا نستمتع بدفء الشمس، فهو للمجد.
إذن أي جانب سوف تتخذ، المجد أم الاضمحلال؟ حسناً، سوف تتخذ جانب المجد بالطبع. ولكنني أخشى أن ينصف كل تفكيرك على أنني أطالبك بأن تكون جيداً بالمعنى الذي يترك لدينا انطباعاً سيئاً. لقد ترسخ بداخلنا طوال حياتنا أن الشخص الجيد يمثل أمراً سيئاً، ومملاً إلى حد ما، وسطحياً، يرتدي الملابس التقليدية، يملك قيماً غير منطقية. ولكنني أعني ما هو أبعد من ذلك بكثير. أنت كطفل في المدرسة إن حاولت أن تكون جيداً سوف تتعرض للضرب. وفي العمل إن أردت أن تكون جيد سوف يطلق عليك اسم خادم الرئيس.
حسناً، أن تكون جيداً، فهذا يعني أن تكون في جانب المجد، وهو أمر شخصي خاص بك فقط. أنت لست مطالباً بأن تخبر أحداً. إن تكتمت الأمر فهذا يعني أنك جيد. أما إن تفاخرت به فسوف تبدو شخصاً متباهياً بمثاليته. وإن تدخلت في حياة الغير،
وحاولت أن تصلح حالهم فسوف تبدو مصلحاً. فقط اتخذ قراراً بأن تكون في جانب المجد، ولا تنبس ببنت شفة.