سوف تنسى كل قوانين الحب عندما تحب
أنت على علم بكل قوانين الحب بصورة متأصلة، والتحدي هنا هو أن تتذكرها عندما تقع في الحب.
في مسرحية شكسبير " حلم منتصف ليلة صيف" قام جنی لعوب بنشر رحيق الزهور السحرية داخل عيون البشر النائمين في الغابة، فوقع الجميع في الحب لحظة استيقاظهم من النوم، وتبع ذلك إعلان للحب ومظاهرات للتفانی فيه.
الحياة الواقعية ليست مختلفة تماما عن الحياة في الغابة الخيالية. فسحر الحب يمكن أن يجعلنا نفقد وعينا، ولا ترى أعيننا سوى كل ماهو جميل ورائع في محبوبنا، حيث تمتلئ قلوبنا بالعطف والدفء وتسرى البهجة في عروقنا. فتعلا قوة الحب كياننا، ويصعد بنا إلى حالة من السمو والسعادة.
شعور الوقوع في الحب لأول مرة:
الوقوع في الحب مثل الغوص في سحابة سحرية، حيث نشعر بالهواء أكثر إنعاشة، والزهور تصبح رائحتها أجمل، ويصبح الطعام مذاقه أفضل، وتتلألأ النجوم في السماء ليلا، وتشعر أنك خفيف وسهل الحركة وكأنك تسبح في الحياة، وتجد مشاكلك وتحدياتك قد أصبحت فجأة لا أهمية لها، بل ويمكن تجاوزها بسهولة، وتشعر بالحياة تدب في جسدك، وتستيقظ في الصباح وعلى وجهك ابتسامة، فتجد نفسك في حالة من السعادة لا حد لها.
فالحب هو شعور وفعل يخرج من أكثر الأماكن حساسية كالقلب. ومع ذلك، فإقامة علاقة تعد عملية يمكن تعلمها، وهذه العملية تسمح لمشاعر الحب بأن يتم تجربتها وتعديلها وتغذيتها، فالعلاقة العاطفية عبارة عن مركب يحمل حمولة قيمة من الحب عبر الزمن.
هذه القوانين العشرة التي عرفناها هي أسس العلاقات العاطفية الحقيقية ، والتحدي الحقيقي هنا هو أن نتذكرها وسط لعبة الحب فإذا تذكرت هذه الحقائق العالية، سيحظى حبك بأكبر فرصة للازدهار، وستصبح العلاقة أكبر دليل على النجاح.
الحب وفقدان الذاكرة المؤقت
حتى هذه اللحظة، ربما تكون قد اقتنعت بالقوانين العشرة. ولكن عندما تقع في الحب، تنسی جزءاً كبيرًا منها، فالحب لديه القدرة على التفوق على أنماط العقل والمنطق والتعقل.
فعلى سبيل المثال، عندما قابلت أوليفيا، كيفين وقعت في الحب لجاذبيته ، فقد كان ذكية ومحبوبة وأغرقها في الهدايا ورسائل الحب والمجاملات التي لا تنتهي، وكانت المشكلة هي أن كيفين يعيش في ولاية أخرى، تبعد 2000 میل من أوليفيا.
كانت أوليفيا في غاية البهجة والسعادة لدرجة أنها رفضت تحذيرات واعتراضات أصدقائها وعائلتها فتركت وظيفتها وتركت شقتها وانتقلت إلى المدينة التي بها كيفين بعد أن عرفته لمدة 3 شهور فقط وصدق الاثنان أن قوة حبها يمكن أن تعوضها عن أي شقاء يمكن أن تسببه حياتهما الجديدة، وخلال أسابيع قليلة من وصولها بدأ الواقع يزحف بين الحب والإعجاب ، وفجأة أفاقت أوليفيا من حلم يقظتها، وأدركت فداحة ماصنعته بنفسها.
ماذا يحدث عندما تُحب
الحب عبارة عن أكسير أو عقار يجذبنا بعيدا عن الواقع إلى مملكة الخيال، فيكون تأثيره كالمخدر الذي يوجد حالة من اللاوعي تساهم في حدوثها الكثير من العوامل. أولا، يبدو وكأن هناك شخصا ما ذا أهمية خاصة يهتم بك كثيرا.
وتميل رغبتك الكامنة لاعتقاد أنه يحبك ويعشقك ويقذرك، وتمتلئ بصورة مؤقتة بأحاسيس فارغة بداخلك.
ثانيا، يركز نفس هذا الشخص انتباهه، غالبا إن لم يكن بصورة كاملة عليك ويبدو هذا شعورا بالنشاط والخفة.
ثالثاً، يبدو وأنه أخيرًا سيصبح حلمك حقيقة، وسيكون باستطاعتك أن تعيش في قصة جميلة من الآن وللأبد، فالأمل الذي ينبثق من هذا الإيمان يمكن أن يكون فعالا جدا لدرجة يمكن أن تعمى عينيك عن أي حقيقة معارضة.
رابعًا، وربما أكثرهم قوة، هو أن هرموناتك تحصل على الإشارة وتبدأ الكيمياء بجسدك في العمل.
فعندما تقع في الحب تخرج من جسدك مادة كيميائية "فينيليثيلامين" او PEA وتوجد شعورا بالبهجة والهدوء والسعادة . وبالمصادفة، نجد هذه المادة PEA في الشكولاته ، وهذا هو سبب أن الشكولاته تعمل كدواء عام لجميع الناس، ويمكن أن يرتفع PEA من خلال جهازك إلى إحساس بالواقعية وذلك يجعلك تشعر أنك في حالة نفسية طبيعية.
ويمكن لفقدان الذاكرة المؤقت أن يجعلك تتجاهل إن لم تكن تنسی العقلانية، والبيانات السليمة والمعقولة التي توجه مشاعرك العاطفية نحو علاقة حقيقية، وفجأة من خلال ضباب الغرام والوله تستسلم لبعض المفاهيم الخاطئة. ربما حتى تتجاهل أنه يجب أن تحب ذاتك أولا وتجد نفسك تنكر: "إن حبيبي يعطيني كل الحب الذي يمكن أن أحتاجه".
وربما تؤمن بانك أنت وشريكك حالة خاصة ومختلفة وأنكما قد يمكنكما أن تنعطفا في خطوات الاكتشاف والتقييم وبناء المودة والألفة بينكما، وربما تبدو قوة رباطكما قوية وصلبة حتى تصدق أنه يمكنكما التقدم في الخطوات نحو الارتباط، ربما تتأرجح مع الأفكار مثل: "لابد وأن يكون هو، يجب أن يكون شعوره حقيقى" أو "هذا مختلف: لم يمر أحد بهذا النوع من الارتباط العميق".
ربما ستتجاهل أهمية التواصل، لأنك تصدق أنكما مرتبطان بشدة، لأنك دائما تعلم بماذا يفكر الآخر وكيف يشعر، وربما تعتقد بأن التفاهم لاداعي له بالنسبة لك وللآخر، لأن الاتفاقات تحدث دون تدخل منكما. وربما تتخيل بان لاشيء في علاقتكما سيتغير لأنك متأكد من أن كليكما سيقدر الآخر مثلما تفعلان الآن.
كل هذه المعتقدات تبدو صحيحة في بعض الأوقات، وعندما تكون في قبضة العواطف والوله ، وعندما يبدأ ثوب الكمال في النهرا من المهم جدا أن تستعيد القوانين لخلق العلاقات الحقيقية، ومن خلال الزمن والتجربة فقط ستتمكن من تمييز دور هذه المعتقدات في التعطيل المؤقت للواقعية، وسیمكنك تحقيق التوازن بين أن تفقد نفسك في خضم النشوة والمحافظة على تفكيرك العقلي.
تذكر قوانين الحُب
المشاعر التي يجلبها الحب الجديد يجب الاستمتاع بها، لأنها تعتبر ضمن متع الحياة الصعب الوصول إليها. فمذاق البداية الرومانسية والمشاعر الخاصة والذكريات القيمة في ذلك الوقت ستشكل أساسا لما يمكن أن يؤدي إليه الاتحاد الأبدی، قدر كل لحظة حلوة واستمتع بها.
في نفس الوقت، سيكون التحدي هو أن تحاول تذكر هذه القوانين العشرة للحب وسط شعورك بالنشاط والخفة. استمتع بالتجربة، ولكن أيضا حاول، إذا كان باستطاعتك، أن تحتفظ بهذه القوانين في الذاكرة بعقلك حتى تتمكن من اختلاس النظر خلال قناع فقدان الذاكرة المؤقت قبل أن تضل عن الآلام الخاصة بالكيمياء أو الولع بالحب الحقيقي.
والطريق الوحيد للخروج من فقدان الذاكرة المؤقت هو تذكير نفسك بكل شي عرفته. لذلك فهو يبدو مستحيل التطبيق أو غير ضروري في تلك اللحظة، وعلى سبيل المثال، إذا طارت طائرة خلف الجبل ووراء مستوى النظر، هل يعني ذلك أنها اختفت؟ الطائرة موجودة حتى لو لم يكن باستطاعتك أن تراها وإذا لم تكن تری قيمة هذه القوانين، فإن ذلك يعني أنك لا تستطيع رؤيتها مؤقتا.
والسر هنا هو أن تدرك أن ما تشعر به في أوج مشاعر الحب ليس ضرورية أن يكون الحياة الواقعية. فكر في الوله بالحب كانه می: فبينما أنت تحت قبضتها ترى وتسمع أو تشعر بأشياء تبدو شديدة الواقعية لك ولكن في الواقع وهمية، ويمكنك أن تختبر الواقع وتحدده ولكن ليس قبل أن تنتهي الحمى، فيمكنك أن تحدد ما هي الحقيقة وما هي الهلوسة، ستحتاج إلى سحر الحب لكي تفرق قبل أن تحدد فعلاً ما هو الواقعي.
ذكر نفسك بقوانين الحب دائماً، خاصة وأنت تعتقد أنها لا صلة لها بالموضوع أو لايمكن تطبيقها. هذا هو الطريق الوحيد لتأكد من أن علاقتك يمكن أن تشكل منزلا يسكن فيه الحب الحقيقي ويمكنه الصمود أمام اختبار الزمن.