كلنا نريد أن نفوز في العمل، وفي معظم جوانب الحياة، الفوز جيد، كما أننا لا نحب أن نخسر. لا أحد يريد أن يصبح خاسراً. ولكننا نميل إلى الاعتقاد بأن فوزنا يعني أن هناك شخصاً ما، شخصاً ما حولنا يجب أن يخسر. ولكن الأمور لا يجب أن تسير وفق هذا التصور.
في كل موقف، يجب على اللاعب الماهر أن يقيم الظروف، ويسأل نفسه: "ما الذي يحمله هذا لهم؟" أو ماذا يعني هذا بالنسبة لهم؟"، إن كنت تعرف ما الذي يعمل على تحفيز الطرف الآخر، فإنه يمكنك أن تدير الموقف (وتدير أفعالك) بحيث تحصل على ما تريده، ولكن مع شعور الطرف الآخر أنه هو أيضاً قد حصل على ما يريده، إن عقلية "عدم ترجيح كفة طرف على الطرف الآخر" ربما تكون قد خرجت من مجال العمل، ولكنها تنطبق على كل موقف وكل علاقة.
لكي تتفكر فيما يريده الآخرون وما يحتاجون إليه، عليك أن تتراجع خطوة إلى الوراء، وتنفصل قليلاً، وتنظر إلى الموقف، وتقيمه من الخارج وفجأة سوف تجد أن ألفاظ "أنت" و "هم" قد تلاشت، وسوف تكف عن التفكير عن أنهم بحاجة للاستسلام لكي تفوز أنت.
إن التعامل مع شخص يعرف هذه القاعدة سوف يكون بمثابة تجربة مثمرة – سوف يتطلع الآخرون للعمل معك، لنك تشيع جوًّا من التعاون والتفهم. بمجرد أن تتعلم كيف تحرص دائماص على أن تضع في اعتبارك طاقة الغير سوف تصبح متمرساً في التفاوض، وسوف تعرف أنك شخص ناضج ومساند، ولعل هذا يعد بمثابة فوز آخر بالنسبة لك.
لا تقتصر فوائد قاعدة "عدم ترجيح كفة طرف على الطرف الآخر" في مجال العمل فقط. وإنما عليك أن تجربها في البيت أيضاً. إن كنت تناقش بشأن مكان قضاء العطلة وأنت تتوق إلى السفر لممارسة ركوب الخيل في بلدتك، فعليك أن تفكر فيما سوف يعنيه هذا بالنسبة لهم؟ ما الذي سوف يسعدهم في مثل هذه العطلة؟ ركز على هذه الجوانب التي سوف تسعدهم، وسوف يميلون إلى الموافقة عليها. إن كنت تجد مشكلة في العثور على مكان يناسبهم، فأنت بحاجة لتوسيع نطاق تفكيرك، ربما يمكنك أن تعثر على مكان تمارس فيه أنت ركوب الخيل بينما يذهبون هم لممارسة الصيد أو الإبحار. هكذا تسير الأمور. إن مرجد طرح سؤال: "ما الذي يعنيه هذا بالنسبة لهم؟" سوف يساعدك على الوصول إلى نتيجة.
إن عملك كأب أيضاً هو أحد المجالات الأخرى التي يمكن أن توظف فيها هذا السؤال، إن كنت تكتفي دائماً بفعل ما تريده بدون أن تفكر في رغبات أبنائك واحتياجاتهم، فسوف يتمردون عليك، أو على الأقل سوف يصبحون صعبي الرأس. ولكن عليك ثانية أن تسأل نفسك: "ما الذي يعنيه هذا بالنسبة لهم؟" وسوف ترى هذا الموقف من وجهة نظرهم، وتتعامل معه بشكل أفضل. وستصبح أنت الفائز.