الوقاية من السرطان

قد يهاجم السرطان النساء بأشكال مختلفة كثيرة ولكنه يتميز دائماً بالنمو المجنون والإنتشار لخلايا غير طبيعية. على أية حال فإنه رغم كل الدراسات المكثفة المتوالية على مدار خمسين عاماً مضت مازال العلماء غير متأكدين من الأسباب التي تدفع الخلايا إلى هذه التصرفات غير الطبيعية الفجائية لتصبح خلايا سرطانية.

الخلايا في جسمك تجدد نفسها بالإنقسام والنضوج بإستمرار، كما يحل نسيج جديد محل القديم وتلتئم الجروح بهذه الطريقة.                                                        وعندما تسير الأمور بطريقة طبيعية يسيطر الجسم على إنقسام الخلايا ولا يخرج تصرف الخلية عن الحدود المرسومة له، ولكن لسبب ما تتحرر خلايا السرطان من هذه السيطرة وهذه القيود، وتنقسم الخلية بأعداد كبيرة على مدى واسع بلا قيود وبدون الرجوع إلى شكلها الأصلي لتدخل في صراع مع الخلايا الطبيعية على الموارد الغذائية التي تحافظ على حياة الخلايا الأخرى الطبيعية.          وما أن تخرج الخلايا السرطانية عن السيطرة في نموها وتكاثرها إلا وتهاجم المناطق المحيطة بها في الجسم لدرجة أنها قد تنتشر إلى أركان بعيدة في الجسم وتهاجم أجهزة وأعضاء أخرى لتكون أوراماً جديدة. وإذا لم يتم السيطرة عليها وإزالتها أو قتلها بالعقاقير، فإنها في آخر الأمر- يمكن أن تكون قاتلة للإنسان.

ولا يعني ذلك أن تشخيص السرطان هو حكم بالموت تلقائياً. فإن الأبحاث المتقدمة في علاج السرطان تبين أنه في المتوسط، يبقى 50% من النساء اللاتي تم تشخيص حالاتهن بلا أية أعراض أو أمراض لمدة خمس سنوات على الأقل بعد تشخيص الحالة.                                                                                                                في بعض حالات السرطان يظل معدل فترة الحياة أو البقاء أفضل من ذلك بكثير. والواضح تماماًًً مع أي نوع من أنواع السرطان أن التشخيص المبكر يوفر أفضل الفرص للعلاج. في هذا الفصل سوف نركز على أنواع متعددة من السرطان تصيب النساء فقط (أما في حالة سرطان الثدي فإنه يصيب النساء بصفة عامة، ونادراً ما يصيب الرجال).

التشخيص المبكر

لأنه من الضروري إكتشاف أعمال هذه الخلايا العدوانية قبل أن تمارس إنتشارها القاتل في كل أنحاء الجسم فقد تم تطوير مجموعة من إختبارات الفحص الكاشف واسعة النطاق لمراقبة وإكتشاف هذه العواصف الخلوية المجنونة. ولتقومي بنصيبك في المراقبة والوقاية من السرطان يجب ألا تنسى الفحص الذاتي لنفسك فتفحصي جلدكِ وثدييكِ كل شهر بحثاً عن وجود كتل في الثدي     أو إزدياد في السمك، أو إفرازات من الثدي أو أية آلام به.                                 بالإضافة إلى عدة فحوص كاشفة أخرى مهمة يجب إلقاء الضوء عليها:

* فحص منطقة الحوض: كل سنة مرة بعد سن ۱۸ سنة (أو بعد الزواج مباشرة في أي سن) لإكتشاف سرطان عنق الرحم أو المبيضين أو الرحم.

* مسحة (باب): مسحة في كل سنة بعد سن ۱۸ سنة (أو عقب الزواج) للكشف عن سرطان عنق الرحم.

* أشعة الثديين : مرة كل سنة أو سنتين في فترة العمر ما بين 40 و44 سنة، ثم كل سنة بعد هذه السن. مع ملاحظة أن السيدات اللاتي في وضع عالي الخطورة يجب فحصهن كل سنة بعد سن 40 سنة. وقد غيرت بعض المؤسسات الطبية حديثاً من نظامها فأصبحت تؤید الفحص بالأشعة للثديين سنوياً بعد سن 40 سنة، بينما مازال بعض الخبراء يحتفظون بنظامهم القديم وهو الفحص بأشعة الثديين كل سنة أو سنتين ما بين سن 40 و 49 عاماً.

* فحص البراز لخلايا الدم المختفية: سنوياً بعد سن 40عاماً للكشف عن الدم بالبراز (غير الظاهر) الذي قد يكون إشارة إلى سرطان القولون أو المستقيم.

* المنظار الضوئي للمستقيم: كل ثلاث أو خمس سنوات بعد سن 50 عاماً للكشف عن أية تغيرات في القولون أو المستقيم الذي قد ينبئ بالسرطان.

فكرة ذكية

يجب ان تفحصي ثدييك في نفس الوقت من كل شهر خلال دورتكِ الشهرية،أو في نفس اليوم من كل شهر إذا كنت تعيشين مرحلة ما بعد إنقطاع الحيض وذلك لأن الثديين يتغیران خلال الدورة الشهرية.

 

 

عيشي حياة قليلة الأخطار

تشعر كثيرات من النساء بأن السرطان يكاد يكون جزءاً لا مفر من حدوثه في الحياة، ولكن الموضوع غير ذلك. ففي الحقيقة أن 80٪ من جميع أنواع السرطان يبدو واضحاً إرتباطها بإختيارات لنمط حياتنا والتي نستطيع التحكم فيها: مثل الأشياء التي نأكلها أو نشربها أو ندخنها والهواء الذي نستنشقه.

ماذا تأكلين؟

العديد من الدراسات من مختلف أنحاء العالم تربط بين المأكولات عالية الدهنيات وأنواع كثيرة من السرطانات وتشمل سرطان القولون والمستقيم والمبيضين.                                                                                                                          ومع أن العلماء لا يستطيعون تفسير هذه الصلة بين الأمرين إلا أنهم يتفقون على أن تناول أطعمة مختلفة من المأكولات الغنية بالألياف والحد من المشبعة

بالدهنيات (مثل تلك التي من مصدر حيواني) والكوليسترول يعتبر بداية جيدة ضد السرطان.                                                                                                                  وإذا كنت تأكلين فواكه طازجة وخضراوات كل يوم فقد أنقصت الخطر إلى النصف، في نفس الوقت، إذا رفعت مقدار ما تحصلين عليه من الأطعمة الغنية بفيتامينات أ، ج ، ه (المضاد للأكسدة) فإنكِ بذلك تساعدين في وقاية نفسك بنفسك.

تناول الأغذية المحتوية على فيتامينات أ، بيتا كاروتين والفواكه والخضراوات يبدو أنه يخفض من خطر سرطان الثدي في النساء فيما قبل سن اليأس من المحيض وبالذات لهؤلاء اللاتي في درجة خطورة عالية بسبب تاريخهن العائلي المرضي بالسرطان أو مدخنات.                                                                                                   وهذا ما جاءت به مقتطفات من أبحاث ودراسات صحية لهيئة تمريض هارفارد. إن فوائد فيتامين أو بيتا كاروتين والفواكه والخضراوات مثل البروكولي والقنبيط لها قيمة أقوي للنساء فيما قبل سن اليأس من المحيض ذوات إحتمال الخطورة من سرطان الثدي خاصة عند وجود تاریخ عائلي لسرطان الثدي.                              وللأسف أن العناصر الغذائية لم يظهر أنها تضيف كثيراً إلى النساء فيما بعد سن اليأس من المحيض في الوقاية من السرطان.

 

الهرمونات

كل امرأة يفرز جسمها هرمون الإستروجين وبعض الهرمونات الأخرى التي تحميها من هشاشة العظام وأمراض القلب. ومع ذلك يرتبط هرمون الإستروجين بعدة أنواع من السرطانات وخاصة سرطان الثدي وسرطان بطانة الرحم اللذين تزداد سرعة نموهما عندما يتعرضان للإستروجين.                                                        وفي الواقع أن دراسة حديثة وجدت أن النساء فوق سن 15 عاماً اللاتي لديهن أعلى مستويات من الإستروجين والتستوستيرون في الدم كن أكثر قابلية بمقدار ثلاث مرات للإصابة بسرطان الثدي بعد ثلاث سنوات.

وبالإضافة إلى الإستروجين المختزن بصورة طبيعية في جسم المرأة فمن الممكن أن تزداد نسبته إذا تناولت أقراص تنظيم النسل أو علاجاً هرمونياً تعويضياً.       وبعد دراسات مكثفة ومرهقة لم يستطع العلماء الربط بين خطر السرطان وبين أقراص تنظيم النسل في معظم النساء، والحقيقة أن أقراص تنظيم النسل تساهم  في حماية المرأة من أنواع معينة من السرطان. ومع ذلك فإذا كنتِ قد تجاوزتِ سن اليأس من المحيض وتتناولين أقراص إستروجين كعلاج هرموني تعويضي فسوف يكون ذلك سبباً في تعرض لخطر السرطان. ولهذا السبب فإن النساء فيما بعد سن اليأس من المحيض اللاتي يحتفظن بالرحم، عليهن أن يتناولن هرمون البروجيسترون كعلاج هرموني تعويضي مع الإستروجين فهذا يحد من الإصابة بسرطان بطانة الرحم.

ومن كل 100 ألف امرأة تتناول هرمونات تعويضية نرى أن 5 آلاف امرأة      ينجون من أمراض القلب وأن حوالی 500 ينجون من مضاعفات هشاشة العظام بالقياس إلى 18 أخريات من حالات سرطان الثدي.                                        هذا بالإضافة إلى أنه من الضروري أن نعرف أن النساء اللاتي يتعرضن لسرطان الثدي أثناء تناول علاج هرموني تعویضي في هذه السن فإن إصابتهن بالمرض تكون أكثر تبكيراً وأقل درجة وأكثر سهولة في الشفاء منها.

التدخين

بمضي الوقت أصبحت معظم السيدات على علم بأن التدخين هو أكبر أسباب سرطان الرئتين ولكنه أيضاً يحمل في طياته خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم والفم والحلق والمريء والبنكرياس والمثانة البولية ومن المحتمل أن تصاب به المعدة أيضاً. الموضوع ليس بسيطاًً، ولكن إذا إستطعت الإقلاع عن التدخين بأسرع ما يمكنك فإن خطر السرطان سيبدأ على الفور في التراجع.

الوراثة

 لم يستطع العلماء تماماً فهم سبب ظاهرة الإصابة بأنواع من السرطان متوارثة عائلية (وخاصة سرطان الثدي والمبيضين والقولون والجلد).                               وإعتمادا على نوع السرطان المسئول فإن الخطورة ترتفع إذا كانت أمكِ أو أبوك أو أختك أو أخوك قد أصاب أحدهم مرض السرطان. وكذلك يفعل سرطان المبيض. أما سرطان القولون والرئة فيسري خطرهما على الجانبين الأم والأب.

سرطان الثدي

سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطان إنتشاراً من بين جميع السرطانات التي تصيب النساء وثاني أكبر سبب للموت بعد سرطان الرئة.                                      وتقول الإحصائيات إن واحدة من كل ثماني نساء يُتوقع أن تصاب في فترة من حياتها بسرطان الثدي.

إن من يرى أن هذه النسبة مبالغ فيها جداً فإنه لا يدرك أن هذه الإحصاءات تدل على معدل الإصابة بسرطان الثدي عند نقطة معينة في مسار الحياة.                      مع إفتراض أن تعيش المرأة حتى سن 15 عاماً! ولذلك فلننظر إلى هذه النسبة بصورة أخرى  واقعية، فعلى فرض أنكِ امرأة عادية وسنك يقع في شريحة  الثلاثينات من العمر وبيضاء فإن قابليتكِ للإصابة بالسرطان تبلغ  فقط ۱ من بين 5۹۰۰ في العام الحالي .

غير رسمي

النساء من سن 70 إلي 74 سنة لهن قابلية للإصابة بسرطان الثدي تزيد بمقدار 56 مرة عن النساء من سن 25-29 سنة ,وذلك بغض النظر عن التاريخ العائلي أو التاريخ الإنجابي أو سن حدوث الحيض لأول مرة, أو أيه عوامل خطورة أخري تم إكتشافها حتي الآن .

 

 

تقييم الخطر الحقيقي

سرطان الثدي ليس شيئاً لا مفر منه (في الواقع أن النساء کمجموعة واحدة من المحتمل وفاتهن بأمراض القلب أكثر  بكثير من وفاتهن بسرطان الثدي).                 وحتى لو كنت عرضة للإصابة بسرطان الثدي بدرجة عالية جداً إلا أنه من المتوقع أكثر عدم إصابتكِ به. حقيقة أن واحدة من كل ثماني نساء  معرضة للإصابة بسرطان الثدي في حياتها. وذلك يعني أن النسبة المئوية للنساء اللاتي يمكن إصابتهن خلال حياتهن تساوي12.6٪ من مجموع النساء وبالتالي فإن       ذلك يعني أن ۸۸ بالمائة لن يصبن أبداً بسرطان الثدي.

أكثر عوامل الخطر لسرطان الثدي إنتشاراً هو السن. فإن ۸۰ بالمائة من النساء المصابات بسرطان الثدي فوق سن 50 عاماً.                                                                    أما عوامل الخطر الأخرى فتشمل:

* امرأة لم تحمل ولم تلد.

* أو رزقت بأول طفل (حملت) بعد سن ۳۰ سنة.

* تاریخ صحي عائلي بإصابة أحد أفرادها بسرطان الثدي.

* بدأت في الحيض قبل سن ۱۲ سنة.

* أكملت سن اليأس من المحيض بعد سن 55 سنة.

* وزنها أكبر من الطبيعي.

أكثر من 70 بالمائة من النساء اللاتي يصبن بسرطان الثدي لا تكون لديهن عوامل خطورة من اللاتي ذكرناها، وعلى الرغم من توفر مجموعة من عوامل الخطورة التي قد تتسبب معاً في زيادة قابليتكِ للإصابة بسرطان الثدي                         إلا أن العوامل تتفاعل مع بعضها بطريقة معقدة.                                                                    وأفضل الطرق لفهم عوامل الخطورة المحدقة بكِ هو طلب المشورة من أحد المراكز المتخصصة في السرطان .

غير رسمي

إن قابليتك للإصابة بسرطان الثدي ترتفع بمقدار ۱٫۹% كل عام بعد سن العشرين إذا حملت بأول طفل في هذه السن. وهذا يعني أنك إذا حملت للمرة الأولى عند سن 25 عاماً فعليك أن تضربي 1.9في 5 لتحصلي على النسبة الدالة على عامل الخطورة لديك وهي9.5 % أعلى لو أنك حملت لأول مرة في سن ۲۵ بدلا من سن ۲۰ عاماً.

 

 

إذا كان بالعائلة من أصابَه هذا السرطان

 إذا كانت أمك أو أختك ممن شخصت حالتهن بسرطان الثدي فإن نسبة الخطورة عليكِ ترتفع، ولكن هذا لا يعني إصابتك بسرطان الثدي تلقائياً، حتى إذا كانت عائلتكم فيها ما يسمى "ملازمة السرطان" أي أنها عائلة : "الذين يصابون بالسرطان" (وهي العائلة التي يعرف عنها أن أفرادها يصابون بأنواع مختلفة من السرطان في سن مبكرة وتتوارث الأجيال هذه اللعنة)!

في أحدث دراسات جامعة هارفارد أجريت على ۲٫۳۸۹ امرأة فيما بين سن ۳۰ إلى 50 عاماًً أصبن بسرطان الثدي تبين أن ۲۱5 کان منهن كان لعائلاتهن تاريخ مع حدوث سرطان الثدي، السبب وراء اعتبار كل القريبات من الدرجة الأولى لإمرأة مصابة بسرطان الثدي معرضات بدرجة أعلى لخطر سرطان الثدي هو           أن الأطباء حتى هذه اللحظة لا يستطيعون أن يحددن أي حالات سرطان الثدي وراثية وأنها ليست كذلك. ولذلك يضعون كل قريبات الدرجة الأولى في وضع "خطر" الإصابة بالسرطان بالرغم من عدم إصابتهن بالسرطان.

من بين النساء اللاتي يرثن قابلية الإصابة بسرطان الثدي، فإن بعضاً منهن يبدو أن حالاتهن تتسبب عن عيب في أحد الجينات الذي يسمى "برکا ۱"                 (BRCA1) وكل امرأة تحمل نسختين من جين (برکا ۱) كل من نسختي واحدة مكتسبة من الأم والأخرى من الأب. وفي معظم الناس يعمل جين (برکا ۱) بصورة طبيعية. ولكن في بعض النساء تحمل إحدى نسختی جین (برکا ۱) خطأ ما. هذا الخطأ يمكن أن يحدث في أي جزء على طول جين (برکا ۱) ولكن بعض من هذه الأخطاء قد يزيد خطر إصابتكِ بسرطان الثدي أو المبيضين.

يعتقد العلماء أن (بركا ۱) هو "جين مثبط للأورام" لأنه يعطي الصورة البسيطة لمادة بروتينية كابحة؛ يمكنها إيقاف النمو الخلوي.                                                   وجين ال (بركا 1) السليم يراجع عمل الخلية لكي لا تخرج عن نظام النمو والنضج العادي. والمرأة التي ترث جین (برکا ۱) سليمة وآخر متحوراً تظل لفترة طويلة بعيدة عن خطر السرطان فقط طالما أن الجين السليم هو الذي يسيطر على إنتاج الكابح الخلوي. فإذا حدث شيء ما مثل (المواد السامة في البيئة) يضر بالجين السليم فسوف تفقد خلايا الثدي ذلك الكابح المهم.                                وبدون حماية، تعمل الخلايا بلا ضوابط وتنقسم إنقساماتها العديدة مكونة ورماً سرطانياً.

والسيدات اللاتي يوجد بهن جین (برکا ۱) غير سليم (متحور) معرضات للإصابة بسرطان الثدي بنسبة تصل إلى ۸۷ بالمائة وبسرطان المبيضين بنسبة تصل إلى 60 بالمائة في سن ۷۰ سنة. ويأتي الخطر بنفس النسبة على النساء من جين له علاقة بالأول آخر يطلق عليه (برکا ۲) (BRCA2)،                                                 أما بالنسبة للرجال فتتصاعد معدلات الخطر مع هذا الجين الثاني في الإصابة بسرطان ثدي الرجال.

ولحسن الحظ فعلى قدر علمنا حتى الآن فإن الجينين المتحورين (برکا ۱)                  و (برکا ۲) نادران جداً ويمثلان فقط حوالي نصف عدد حالات السرطان المتوارث (أو خمسة بالمائة من كل الإصابات بسرطان الثدي).                                     ويتبقى أن العلماء مازالوا يعتقدون أن الآلاف من النساء قد يحملن الجينات المتحورة (المعيبة) بطریق الوراثة بدون أن يعلمن بذلك.                                            وفوق كل ذلك فإن تحورات هذه الجينات شديدة التعقيد مما يعني أنه قد تكون هناك أنواع مختلفة كثيرة من التحورات التي يمكن أن تحدث على طول إمتدادها، مما يجعل من الصعب التوصل إلى إختبار کاشف فعّال وغير مٌكلف.

معظم النساء اللاتي يصبن بسرطان الثدي لا يوجد بهن تحور في جينات (برکا ۱)، ولذلك فإن النتائج السلبية لإختبار جينات (برکا ۱)، لا يدعنا نسلم بالبراءة من إحتمال الإصابة بسرطان الثدي. فقد يكون هناك جينات أخرى تتسبب في زيادة قابلية الإصابة بسرطان الثدي أو المبيضين ولا ندري عنها شيئاً حتى الآن.

ومن جانب آخر فإن وجود تحور في جين (برکا ۱) في خلايا لا يعني أنك لابد بالضرورة أن تصابي بسرطان الثدي أو  سرطان المبيضين.                                وتحديداًً فأنت في الجانب الخطر ولكن هناك عوامل أخرى لم تتضح للعلماء بعد تعمل على الإصابة بالسرطان.

 

 

 

وبعيداًً عن استخدام وسائل الكشف عن جينات (بركا ۱) و (بركا۲) توجد بعض الدلائل على أن وجود سرطان الثدي في عائلة ما يكون وراثياًً وهي:

* إذا كان فردان من العائلة أقرباء من الدرجة الأولى قد أصيبا بسرطان الثدي (الأم والأخت مثلا).

* أورام منفصلة عن بعضها تظهر في كلا الثديين.

* تشخیص وجود أورام بالثديين في سن مبكرة، خاصة قبل سن اليأس من المحيض بفترة طويلة (كلما أصاب ورم الثدي المرأة في سن متأخرة كان سببه بعيداً عن الأسباب الوراثية).

وكما رأيت فإن الإصابة بسرطان الثدي لسبب متوارث تكاد تختلف أساسياتها على نطاق واسع. إذا كان قد تم تشخيص حالة والدتكِ على أنها سرطان بالثدي، فكم كانت تبلغ من العمر آنذاك؟ إذا تم ذلك قبل سن اليأس من المحيض، يزيد لديك خطر الإصابة بسرطان الثدي. وإذا كان سرطان ثديها في كلا الثديين دون وجود علاقة بينهما (أي سرطانات منفصلة في كلا الثديين سيزداد إحتمال إصابتك  وفي الواقع أن إصابة الأقارب من الدرجة الأولى بسرطان الثدي مبكرة أو في الثديين يعني خطورة أكبر عليك.

وتظل تلك الإختلافات فقط مجرد دلائل وليست ضمانات مؤكدة، وحتى لو أصيبت إثنتين من أقارب بسرطان الثدي في حياتهن المبكرة فهذا لا يعني أنه قد يحدث لك بالضرورة. كل إنسان لديه من أصيب بالسرطان من أقاربه، وكلما كبرت العائلة وكلما عمرت أكثر كانت قابلية حدوث السرطان أكبر.                 ويقول العلماء : إنه لم يعثر أحد على سبب وحيد للإصابة بالسرطان.

وتحديداًً هم يعرفون أن توارث السرطان لا يحدث إلا لقلة من الناس.

 

الجينات مصدر الخطر: ماذا تفعلين؟

 معظم السيدات في عائلات بها مصابات بسرطان الثدي يعتقدن أن إصابتهن بسرطان الثدي حتمی لا محالة بنسبة 100 في المائة وهذا ليس صحيحاً.                   إلا أن أقلية من بعض النساء اللاتي أصابهن التوتر قد فضلت إستئصال الثدي (وهو سليم) تحسباً لعدم المعاناة من مضاعفات سرطان الثدي إذا حدث لهن ؟

والذي لا يفهمه كثير من النساء هو أن الإحتمال الكامن لحدوث السرطان الوراثي لا يشكل حقيقة تهديداً بالحجم الضخم الذي يعتقده معظم النساء.           فبينما تعتقد بنات وأخوات المصابة بسرطان الثدي أنهن في حالة من الخطورة بنسبة 100 في المائة، فإن الواقع يقول إن المرأة التي أصيبت أمها بسرطان الثدي لديها القابلية ليحدث ذلك لها بنسبة ۲۱ بالمائة فقط وأنه إذا أصيبت أمك وأختك بسرطان الثدي فإن نسبة تعرضكِ للخطر تبلغ ۲5 بالمائة فقط، والتي تعني أنه يظل لديكِ إحتمال بنسبة ۷5 بالمائة من عدم الإصابة بسرطان الثدي .                   فقط جين (بركا ۱) هو الذي يرفع النسبة إلى ما فوق 80 بالمائة.

إذا كنتِ في قائمة الخطر بسبب تاريخ عائلتك المرضی بسرطان الثدي فإن أول ما يجب أن تفعليه هو الحصول على معلومات صحيحة عن عوامل الخطورة وعن كيفية السيطرة على حالتك الصحية. وبهذه الطريقة فسوف تعرفين ما يجب وما لا يجب أن يفزعك ومتی تبدئين في طرح الأسئلة ومتي تبحثين عن مشورات طبية أخرى.

ومهما كان فإن بحث المرأة عن المعلومات أصعب ما يكون في موضوع سرطان الثدي بسبب أن المعلومات غالباً ما تكون موضع نزاع وجدال أو غير واضحة.

فإذا كنت تفكرين في أن الخطورة عليك منشؤها تاريخ أفراد عائلتك مع السرطان فإليك ما يجب أن تفعليه لتتخلصي من قلقكِ بهذا الشأن

*إتفقي على موعد لتحضري أحد برامج تقييم قابلية الإصابة بالسرطان في أحد مراكز السرطان المتقدمة أو المركز الطبي القريب منك.

* إستشيري أحد المتخصصين في علم الوراثة (الجينات).

* إبدئي برنامج وقائياً مكثفاً لفحص نفسك ذاتياً للكشف عن سرطان الثدي.

* لو أن إثنتين من أقرب قريباتك أصابهما سرطان الثدي (أو أصيبت به إحداهما قبل سن اليأس من المحيض بفترة ليست قصيرة أو أصيبت به في الثديين معاً فمن الضروري إجراء أشعة على الثديين كل عام عند سن 40 عاماً.

* إذا كان تاريخ أسرتك المرضي مليئاً بدرجة شديدة - بالإصابة بالسرطان في سن مبكرة، فإن الخبراء ينصحون بعمل أشعة على الثديين كل سنة تبدأ في سن مبكرة بمقدار خمس سنوات عن تلك التي تم فيها تشخیص سرطان الثدي في الجيل السابق لك.

* ضعي في إعتبارك ضرورة الفحص العمومي لجينات (برکا ۱) و(برکا ۲) مع عمل مقارنة بين نتائج فحص عينات دمك ودم الأقارب الذين أصيبوا بسرطان الثدي.

* تناقشي مع أطبائك عن فكرة تناول (تاموكسيفين) کوقاية ، وهو الدواء الذي يعتقد أنه يساعد على منع حدوث سرطان الثدي.

*ناقشي مع طبيبك فكرة إشتراكك في التجارب القومية التي تجري على إستخدام دوائي تاموكسيفين ورالوكسيفين.

توفير النقود

إن أي طبيب : يمكنه أن يأمر بإجراء اختبار جين "بركا" لكِ. وأنتِ في المقابل يمكنكِ الحصول علي هذا الإختبار بالمجان إذا كنتِ مشاركة في تجربة إكلينيكية وستكون سريتك أيضاً مكفولة