سافرت إلى أيسلندا منذ فترة مضت – إنها دولة رائعة، في منتهى الود والثقافة والمتعة. ولكن هناك شيئاً واحداً لاحظته هناك وهو الطريقة التي يتحدثون بها عن المشاريع المدنية. كنت في سيارة أجرة، وتوقفنا بسبب بعض أعمال الطريق في "ريكيافيك". سألت عن سبب هذه الأعمال لأنه بدا لي أنهم ينكسون الطريق، "أجل، نعم نحن ننقل الطريق من هنا لأنه يكون سيئاً في فصل الشتاء"، عندما عدت إلى المملكة المتحدة سألت سائق أجرة انجليزياً سؤالا مشابها بالقرب من هيثرو: لا أدري، لا أدري ما الذي يفعلونه، إنهم دائما يحفرون الطرق هنا". إنهم في أيسلندا يتحدثون بصفة الجمع: "نحن" أي "نحن نفعل هذا". أما في المملكة المتحدة فنتحدث بصفة "هم"، "هم يفعلون هذا"، أمر مدهش.
لم أفكر يوما في أن الطريقة التي نتحدث بها عن أنفسنا تعكس ما نشعر به حيال مجتمعنا. في أيسلندا يتمتع الجميع بحس الهوية والانتماء والمجتمع ويتحدثون بصفة "نحن".
لكي نكون أعضاء فاعلين في المجتمع، ربما يجدر بنا أن نبدي قدرا من الاهتمامن وان نتعرف على ما يجري، وأن نلعب دورا، وأن نكف عن الشكوى وننضم إلى العمل، وان نحاول ونعمل على تغيير أشياء بداخلنا. ينطبق نفس الشيء عندما يغلق أحد محلات القرية أبوابه. يشرع الجميع في الشكوى والتذمر، وبعدها يواصل الجميع شراء الاحتياجات من سوق المدينة. لا يمكنك أن تحصل على الأمرين. عن كنت تريد مجتمعا فيجب أن تلعب دورا في هذا المجتمع، ويجب أن تسانده، وإلا فسوف يتجمد ويموت.
إنني لا أقصد بهذا أن تعمل كمستشار محلي، أو تنضم إلى أية جمعيات أو هيئات، وإنما أعني أن تقدم المساندة بتواجدك، بالاهتمام ومراقبة كل ما يجري.
ولا يجب أن تعيش في الريف لكي تسهم بدور في المجتمع. إن المدن الكبرى بدورها هي في الواقع سلسلة من القرى، التي يحمل كل منها هوية محددة وحدوداً واضحة، يمكنك أن تلعب بداخلها دوراً مسانداً، وتشعر أنك جزء منها.
إن كان مجتممعك – وهو ما ينطبق على كل جزء من البلاد – يمارس أشياء لا توافق عليها، فإن مجرد التعبير عن مشاعرك يمكن أن يغير الأمور. وأنا لا أقصد بهذا أن تبقى قابعاص في الملهى لتبدي تذمرك واستياءك. وإنما عليك أن تشارك على نحو ما لكي تحدث فارقاً.