إذن، لقد أصبحت ناضجا الآن، ولم تعد تنظر على الأرجح إلى نفسك كطفل. ولكنك ما زلت طفلا على الرغم من أنك تُقَابَل بنظرات الاستغراب عندما تركن سيارتك عند منتزه "الأسرة والطفل" إن حدث وذهبت للتسوق بصحبة أبيك وأمك.
طالما بقي والداك على قيد الحياة فأنت ما زلت طفلا، وعليك مسئولية – بما أنك أصبحت لاعباً ماهراً الآن – وهي أن تتسم بكل صفات السخاء، وحسن الخلق، والصبر، والتعاون مع أهلك.
نعم، نعم، أعلم أنهم يقودونك إلى الجنون، ولكن من الآن فصاعدا أصبح عليك دور يجب أن تقوم به، وهو ببساطة الآتي:
- أن تتصرف بمنتهى الأدب معهما.
- أن تعتني بهما إن كان هذا هو ما يريدانه أو يحتاجانه.
- أن تساندهما إن كانا يريدان ذلك، أو يحتاجان إليه.
- أن تصغى إليهما عند النصح بدون أن تتذمر أو تتنهد.
- أن تقدر لهما أنهما عاشا حياة طويلة صعبة زاخرة بالتجارب-والتي قد يكون بعضها ذا فائدة بالنسبة لك – ولكنك لن تدرك ذلك إن واصلت هز رأسك، وتجاهل كل ما يقولانه.
- أن تزورهما، وتراسلهما، وتتصل بهما وتتواصل معهما أكثر مما تظن أنك يجب أن تفعل – وهو ما سوف يكون على الأرجح أقل مما يعتقدان هما أنك يجب أن تفعله.
- ألا تسيء التحدث عنهما أمام أبنائك، وإنما تحرص على الإشادة بهما باعتبارهما أفضل جدين في العالم.
- أن تسعد بحضورهما إلى منزلك، وتسمح لهما عن طيب خاطر بتخير كل البرامج التلفازية التي يريدان مشاهدتها بدون أن تبدي أي تذمر من جانبك.
ولِمَ تفعل كل هذا؟ لأنهما منحاك الحياة، لأنهما ربياك. نعم، نعم، أعلم أنهما ربما قد اقترفا بعض الأخطاء، ولكنك تسامحهما على كل ما اقترفاه (انظر القاعدة 77) كما أنك أصبحت على خير ما يرام. أجل أنت كذلك بالفعل.
إن الأبوين يستحقان هذه المعاملة الراقية الطيبة من جانبنا بعدما يكبران، ويكونان بحاجة إلى الرعاية والاهتمام، وبحاجة إلى من يسمعهما، ويصغي إليهما ويتعامل معهما بجدية – فضلا عن أنهما سوف يكونان بمثابة جليس أطفال رائع (وهو ما سوف يقدمانه بشكل عام مجاناً).