هذه القاعدة قد تؤثر، أو قد لا تؤثر عليك. بما أنني شخصياً أصبحت الآن يتيماً فإن هذه القاعدة يجب ألا تؤثر علي. ولكنها مع ذلك تفعل. أمر عجيب. لقد نشأت في ظل جانبي قصور بالغي الأهمية: أب غائب، وأم صعبة المراس. لديّ أشقاء عاشوا نفس التجربة. ولكن كل شخص منا مع ذلك تعامل مع الأمر بشكل مختلف، أما أنا فقد وجدت سهولة أكبر في التغاضي عما فعلته أمي بمجرد أن أنجبت أبناء وأدركت مدى صعوبة المهمة التي وكلت إليها. وقد أدركت عندها أيضاً أن البعض يؤدي دوره كأب أو أم بشكل فطري، بينما يفتقد البعض هذه الكفاءة، أي أنهم لا يجيدون فن الأبوة. كانت أمي تنتمي إلى الفئة الأخيرة. هل كان هذا خطأها؟ كلا. هل يمكن أن ألومها؟ كلا. هل يمكن أن أسامحها؟ ليس هناك ما أسامحها عليه. لقد وجدت نفسها تخوض حياة لم تكن مؤهلة لها، لم تكن تتلقى أي مساعدةن كانت تفتقد المهارة، كانت تجد صعوبة بالغة. والنتيجة؟ كانت تعامل ابناءها بغلظة حتتى إننا جميعا ربما نحتاج إلى علاج نفسي، أو إلى الاحترام والتسامح. كيف نلومها على إساءة أداء عمل أو مهمة شاقة؟ مرحى، هناك الكثير من الجوانب في حياتنا جميعاصً نفتقد فيها الكفاءة أو المهارة أو الدافع والحماس.
إن أهلك يبذلون أقصى ما في وسعهم. وقد لا يكون هذا كافياً بالنسبة لك، ولكنه مع ذلك يبقى أفضل ما لديهم. لا يمكن أن تلقي اللوم عليهم، لأنهم لم يجيدوا أداء دورهم. لا يمكن أن نكون جميعاً آباء رائعين.
وماذا عن الأب الغائب؟ لا بأس بهذا أيضاً. كلنا نقدم على اختيارات يمكن أن ينظر إليها الآخرون على أنها سيئة، أو لا تغتفر، أو تنم عن أنانية مجردة أو غير صائبة. ولكننا لم نكن هناك. لا ندري نقطة الضعف التي دفعت الشخص إلى اتخاذ قراره، والإقدام على اختياره. أو ما كان يجري في رأسه. لا يمكن أن نصدر أحكاماً قبل أن نقدم نحن أنفسنا على نفس الاختيار. وحتى إن اختار أمراً آخر، فلا بأس في ذلك، ولكن هذا لا يعني أننا نملك حق الشجب، والتوبيخ، وإصدار الأحكام.
إذن – لكونهما جاءا بك إلى العالم – فاحمل لهما قدرا من الاحترام والتسامح. إن كانا قد أحسنا، فأخبرهما. إن كنت تحبهما (وليس هناك ما يحملك على ذلك عنوة) يجب أن تخبرهما أيضاً. أما إن كانا قد أساءا كأبوين فاعف عنهما وامض في حياتك.
أنت كابن، عليك واجب الاحترام، وعليك مسئولية معاملة أهلك بلطف وطيبة وعليك أن تكون أفضل من ذلك، وهو أن تكون متسامحا وغير منتفقد. يمكن أن تسمو على تنشئتك.