سوف يسهل كثيراص في خضم الحياة المحمومة التي نعيشها أن نغفل الأشخاص الأكثر قربا منا. أنا أفعل ذلك. لدي أشقاء أكن لهم كل الحب، وترطني بهم علاقات وثيقة، ومع ذلك أنسى أن أتصل بهم هاتفياً، أنسى أن أبقى على تواصلي معهم. ليس لأنني لا أكترث ولكن لأنني منهمك في أعبائي. (عذر غير مقبول بالمرة) أجد نفسي أشكو من آن إلى آخر من أن أحداً منهم يتصل بي. ولكنني أنا بالطبع الذي فقدت أو قطعت تواصلي معهم تماما مثلما فعلوا هم. يجب أن نخصص وقتاً، لأننا إن لم نفعل، فسوف يتسلل الوقت من بين أيدينا سريعا، وتتحول الأسابيع القليلة إلى شهور، والشهور إلى سنوات قبل حتى أن نلتفت إلى ما يجري.

يتكرر الأمر نفسه مع الأبناء. يحمل كل الآباء بداخلهم ذلك الخيال الأسري "ألن يكون لطيفا أن نعود إلى المثالية، ونرى الأبناء قبل موعد نومهم بساعة واحدة بعد أن تكون المربية قد أشرفت على استحمامهم، وألبستهم لباس النوم، وأعدت لهم العشاء؟". حسناً أعلم أنني أفعل ذلك حتى إن لم تكن أنت تفعله. ولكنك كلما بذلت الوقت في دعم العلاقات – سواء مع الأبناء أو الأشقاء أو الأهل أو الأصدقاء – زاد مردود العلاقة عليك. يجب أن نكون نحن البادئين بالتحرك، وبالاتصال، وبالحرص على التواصل. ولكن ماذا لو لم يقابلنا الطرف الآخر بنفس التصرف؟ لا بأس. لقد أصبحت الآن لاعباً يتقن القاعدة 68

مهارات اللعب.

هذا ما تفعله. سوف تصبح أكثر نجاحا بدرجة كبيرة في مواجهة حياتك، وفي التكيف مع الشعور بالذنب (لن يكون لديك أي شعور بالذنب لأنك تتصل وتكاتب، وتحرص على التواصل) وفي التسامح (لم يتصلوا أو يراسلوا أو يحرصوا على التواصل) وفي دعم العلاقات بشكل عام، سوف تتخذ أنت الخلفية الأخلاقية رفيعة المستوى، وسوف تكون أول من يبادر بتقديم يد الصداقة، وأول من يسامح، وينسى (ولا أكترث بصدى فداحة النزاع أو الشقاق، لأن اللاعب الماهر لا يحمل ضغينة أبداً ....).

مهما كانت حياتك محمومة – ولنأمل أن تعمل هذه القواعد على التخلص من قدر من الضغوط، وتحرير بعض الوقت – يجب أن تخصص وقتاً، يجب أن توفر وقتاً منتقياً أو وقتاً جيداً (آسف، أنا أكره هذا التعبير أيضاً) لكل من حولك ممن تمثل لهم أهمية. إن كل من يحبونك يستحقون أن يحصلوا على جزء من وقتك – إنه مقابل عادل. إنهم يحبونك وانت تمنحهم جزءاً من نفسك، جزءاً ثميناً. أجل، تمنحهم وقتك وانتباهك. وسوف تفعل ذلك بتفان والتزام وحماس متأجج وإلا فلا تفعله بالمرة. ليس هناك داع لأن تَقضي وقتاً منتقياً مع أبنائك على سبيل المثال، وتستغل هذا الوقت في قراءة الصحيفة، أو إنهاء عملك، أو إعداد غداء اليوم التالي. يجب أن تكرس نفسك كلية في هذا الوقت للأبناء، وإلا فسوف يدركون أنك منشغل بأمر آخر، وأنك تخدعهم.

وهذا يعني أنه عندما يدق جرس الهاتف، ويكون المتصل هو أمك أو جدتك أو صديقاً قديماً، وتكون منهمكاً بالفعل في مهمة ما، لا تبقهم على الهاتف، وبعد ذلك تكتفي بإصدار بعض أصوات الهمهمة للرد عليهم بينما تكون مشغولا في العمل على الحاسب أو كتابة خطاب. إما أن تنحى كل شيء جانباً، وتمنحهم جل انتباهك، أو تطلب منهم الاتصال في وقت لاحق – واحرص أن تفعل ذلك. في يوم ما قد يرحل هؤلاء وعندهان سوف تندم على كل ما فاتك، وعلى أنك لم تصغ غليهم. ولكن الوقت

سوف يكون تأخر للغاية. لذا احرص على تخصيص الوقت للأشخاص المهمين في حياتك – وليكن ذلك الآن.