التدخين

لعدة سنوات كان الرجال أكثر تعرضاً للموت بسرطان الرئة من النساء، ولكن حديثاً زاد معدل سرطان الرئة عند النساء- وهذا دليل قاطع ويدعو للرثاء في الوقت نفسه على أن النساء يتزايد إستهلاكهن للتبغ أكثر فأكثر.

في وقت قصير يمكن أن يسبب التدخين إدمان النيكوتين ومشاكل في الجهاز التنفسي وأمراض الشرايين التاجية ومشاكل مع الأسنان والعصبية والإكتئاب والميل إلى سلوك يضر بالصحة. والملاحظ أكثر هو التغييرات الفورية في نمط الحياة.

ولكن الضرر الحقيقي من التدخين هو التأثيرات طويلة المدى التي تؤثر على صحة المرأة: .

*سرطان الرئة : النساء اللاتي يدخن بشراهة عرضة للإصابة بسرطان الرئة أكثر من اللاتي لا يدخن24 مرة، سرطان الرئة أصبح الآن على قمة وفيات السرطان بين النساء (وقد تفوق بهذا على سرطان الثدي) ! .

*سرطانات أخرى: يعتبر التبغ من أهم العوامل المسببة لسرطانات أخرى مثل سرطانات العنق والمريء والحلق .

* متاعب لها علاقة بالهرمونات: تزداد قابلية الإصابة بالعقم الإنجابي أو حدوث اليأس من المحيض في وقت مبكر وإحتمال حدوث هشاشة العظام وكلها لها إرتباط بالتدخين.

* مشاكل لها علاقة بالحمل: يزيد التدخين القابلية لحدوث الإجهاض، ووفاة الطفل قبل الولادة أو الولادة قبل الموعد ونقص وزن المواليد.

* إرتفاع ضغط الدم: النساء المدخنات لديهن قابلية أكبر للإصابة بإرتفاع ضغط الدم والسكتة المخية.

* متاعب قلبية: المرأة المدخنة لديها إحتمال للإصابة بالنوبات القلبية بمقدار من إثنين إلى ستة أضعاف المرأة التي لا تدخن، ويزداد الخطر مع زيادة عدد السجائر التي تدخن كل يوم. النساء المدخنات اللاتي يتناولن أقراص تنظيم النسل عرضة للنوبات القلبية أكثر 10 مرات عن غيرهن .

التدخين، أيضاًً يعني مشاكل عديدة للطفل في الحالتين قبل وبعد الولادة. الأبحاث البريطانية وجدت أن المركبات السامة الموجودة في التبغ مثل النيكوتين يتراكم في السوائل المحيطة بالجنين في وقت مبكر جداً في الأسبوع السابع من الحمل، في  كل من السيدة التي تدخن والسيدات اللاتي يعشن أو يعملن في نفس المكان.

والأطفال الذين يولدون لسيدات كنّ مدخنات أثناء الحمل يكونون عرضة للوفاة في حالة تسمى متلازمة وفاة الطفل  الفجائية وللتخلف العقلي بمعدل يصل إلى ۲٫5 مرة أكثر من  الأطفال الآخرين.

والأطفال الذين ينشئون في بيوت فيها مدخنون عرضة للإصابة بالأزمة الربوية ضعفيّ الأطفال الذين ينشئون في بيوت ليس بها مدخنون.

ولديهم أيضا إحتمال بنفس النسبة لدخول المستشفى للعلاج من الإلتهاب الرئوي في أول سنة في حياتهم.

إحترس

التدخين أثناء الحمل مسئول عن حدوث خسائر مادية تتراوح قيمتها بين 1.4 إلى 2 بليون دولار لعلاج المضاعفات المتعلقة بالصحة .وذلك طبقا لما أوردته الأبحاث العلمية المتخصصة .

كيف تقلعين عن التدخين

 قد يكون الإقلاع عن التدخين صعباً إلا أن ما ينتج عنه من فوائد يستحق المشقة والمجاهدة. إذ تنحسر جميع الأخطار التي تنتج عن التدخين فور توقفك عن إستنشاق الدخان ويتوقف بعدكِ عن الخطر على مدى إبتعادكِ عن التبغ.                 وعلى سبيل المثال، في أول عام تتوقفين فيه عن التدخين يقل بحدة خطر أمراض الشرايين التاجية للقلب فوراً. ثم يعود قلبكِ لطبيعته العادية تدريجياً أما مستوى خطر تعرضكِ لهذه الأمراض فيكون مماثلاً لنظيره لدى الآخرين الذين لا يدخنون!

وإذا أصررت على التوقف عن التدخين فإليك كيف تبدئين : .

1- عليك بالإلتزام : إذا نويت التوقف عن التدخين فمن الواجب عليك السيطرة على عقلك وتصرفاتك. لا تجعلي تركيزك على مدى صعوبة التوقف عن التدخين. (فهذا يجعل إستسلامك أكثر سهولة !) تحدثي مع نفسك عن الأشياء الجميلة التي ستتحقق إذا توقفتِ عن التدخين وكيف أنكِ ستشعرين بتحسن أكبر. ولا تضعي الفشل في ذهنك وأنك سوف تتعرضين للوم بسببه.

۲- حددي تاريخ التوقف عن التدخين: إقنعي نفسك بإمكان ذلك وسهولته، حددي تاريخ اليوم تقذفين فيه بالسجائر بعيداً. تدريجياً وبهدوء قللي عدد السجائر حتى يأتي اليوم المنشود، وعندما تصلين إليه تخلصي من كل ما يمت بصلة إلى التدخين. إغسلي ملابسك حتى تتخلصي من الرائحة.

 ٣- تعاوني مع من يساندونك: من فوائد الأصدقاء وأفراد العائلة أن لديهم الرغبة في أن تتوقفي عن التدخين لفترة طويلة، على أية حال، إطلبي مساعدتهم. ويمكنك اللجوء إلى أسلوب المحاورة مع الغير وإستشارتهم أو إلى طريقة التنويم

4- المثابرة: إذا كنتِ في الحمام وأحسست بالرغبة في التدخين، فلا تضجري بسرعة وتسارعي للبحث عن السيجارة. تماسكي ولا تجعلي ذلك يعيدك للسيجارة. إذا أشعلت السيجارة ضعيها بعيدة. وإذا بدأت في تدخينها فألقيها قبل أن تدخنيها لآخرها.

والعائد عليك ، أنك إذا بدأتِ الإقلاع عن التدخين فإنكِ في طريقك للتعامل مع بعض الأعراض غير المريحة مثل القلق والجوع والتهيج العصبي وعدم الراحة والإجهاد ومشاكل عدم التركيز.                                                                              وعندما تدخنين آخر سيجارة يتولى جسمك إصلاح نفسه فهو يتخلص نهائياً من النيكوتين خلال يومين أو ثلاثة. أعراض منع النيكوتين (أعراض السحب) تستغرق وقتاً طويلاً لتخف حدتها تدريجياً، ولكنها لا تبقى إلى الأبد، فقط حوالي ثلاثة أسابيع على الأكثر. ومن ناحية أخرى سوف تلاحظين بعض الإشارات الإيجابية وهي تتحقق أمامك. سوف :

* تحصلين على طاقة أكثر .

*تشعرين بتحسن بدني أكثر .

*تبدئين في تذوق كل شيء بقوة أكبر .

*يتحسن شمك لرائحة الأشياء

اللصقات واللبان (العلك)

بالطبع، كونكِ تعرفين أنكِ ستتوقفين فهذا شيء وأما أنكِ تتوقفين فعلاً عن التدخين فهذا شيء آخر. أخرجت لنا العلوم الحديثة طرقاً جديدة خاصة لمن ضعفت إرادتهم وقصرت عن بلوغ غايتهم للمساعدة على التوقف عن التدخين، مثل لصقات النيكوتين ولبان النيكوتين. وكلاً منهما يحل محل النيكوتين الذي كنت تحصلين عليه من السجائر ويساعدك في التوقف عن التدخين بإخراج النيكوتين منكِ بأعراض طفيفة بينما علی جانب آخر تتعاملين مع المشاكل    النفسية الناجمة عن الإعتماد على التدخين.

اللصقات أسهل إستعمالاً فلن تضطري إلى إتباع القواعد الضرورية الخاصة بالمنتجات الأخرى، كما يجب أن يحدث مع اللبان. ببساطة تلصقين اللصقة على ذراعك في صباح اليوم الذي ترغبين فيه في التوقف عن التدخين وتتركيها مكانها لمدة ۲4 ساعة.

اللصقة تحتوي على كمية محددة من النيكوتين الذي يطلق في جرعات محددة تدريجياً ويتم إمتصاصه من خلال الجلد. ومعظم اللصقات مصممة للعمل لمدة شهرين أو ثلاثة بحيث تخرج منها جرعات النيكوتين تدريجياً حتى تنتهي.

قد تشعرين ببعض التهيج الجلدي في مكان اللصقة وهذا من الممكن مداواته بنوع من كريمات الحساسية المحتوية على استيرويد (كالكورتيزون)،                        ولكن اللصقة لا تتناسب مع أي سيدة لديها حساسية جلدية عالية.                     تسبب اللصقة لبعض السيدات عدم النوم والعصبية، ويوجد الآن نوع من اللصقات ينزع عند النوم.

وفي الوقت الذي أصبحت فيه اللصقة أسهل إستعمالاًً من اللبان إلا أنه يجب          أن تحرصي جيداً على عدم التراجع عن عزمك على التخلص من السيجارة،           ولا تضعفي ولا تتهوري فتمسكي بالسيجارة أثناء وضعك اللصقة على جلدك. وتذكري أن السبب الأساسي لتوقف عن التدخين هو سموم الدخان في أساس الأمر فالنيكوتين يعد مادة سامة. ولقد توفيت عدة نساء يلصقن اللصقة؛ لأنهن عدن للتدخين أثناء وجود اللصقة على جلودهن ؛ فنتج عن ذلك أن كانت كمية النيكوتين الناتجة قاتلة.                                                                                                  يعمل النيكوتين على الجهاز العصبي المركزي فينشطه أولاً ثم يخمده أخيراً. وعمله الأولى هو على الجهاز العصبي المستقل الذي ينظم الحركات اللاإرادية للجسم مثل معدل دقات القلب.

قد يبدو لبان النيكوتين شيئاً صعب الإستخدام بطريقة صحيحة من أول وهلة ولكن من غير المناسب أن يكون لديكِ رغبة أن تدخن سيجارة في الوقت الذي تمضغين فيه لبان النيكوتين. لبان النيكوتين متوفر على شكل تركيزات مختلفة ولكن لا تضعيه في فمكِ كدفعة طلقات البازوكا!

ولذلك إليك إستخدام لبان النيكوتين بالطريقة الصحيحة:

1-إمضغي لبانة النيكوتين بهدوء حتى يخرج منها النيكوتين كله إلى فمكِ  (ستعرفين ذلك من طعم المنتول أو النعناع الممزوج به).

2-وبعد ذلك إجعلي اللبانة (بدون مضغ ما بين خدكِ ولثتكِ لفترة دقائق قليلة حتى يخف طعم ولذعة النعناع أو المنتول

3- إمضغی لبانة النيكوتين مرة ثانية حتى يخرج منها النيكوتين مرة ثانية.

4-إجعليها مرة أخرى ما بين باطن الخد واللثة.

5-كرري هذه العملية لمدة نصف ساعة حتى تشعري بإختفاء طعم النعناع              أو المنتول تماماً.

قد تحتاجين إلى مضغ عدد من القطع ما بين 9 إلى ۱۲ قطعة يومياً (جربي مضغ قطعة كل ساعة) لمنع أعراض إيقاف التدخين (أعراض السحب).                            ولكن قد يحتاج من يدخن بشراهة إلى 30 قطعة في اليوم. بعد ثلاثة شهور يجب أن تنقصي العدد تدريجياً. وحوالي 5 إلى 10 في المائة من مستعملي اللبان يتطور وضعهم إلى التعود على لبان النيكوتين لفترات طويلة. توقعي أن تواجهك بعض التأثيرات الجانبية، (بعضها ذو علاقة بأعراض إيقاف التدخين) وتشمل:

* غثيان .

* فواق (زغطة) .

*إحساس بالدوار .

*ألم بالفك (من كل هذا المضغ)

* قرح بالفم