كنت أحادث صديقة عن هذه القاعدة ذات يوم، ولكنها أبدت اعتراضها البيّن. وقد ذكرت أنك يجب أن تعامل أصدقاءك على نحو أفضل، لأنهم يعرفونك بشكل أفضل، ويستحقون كل هذا الإخلاص. وتحدثت بعدها مع صديقة أخرى ولكن رأيها كان مختلفاص مع الرأي السابق، حيث أخبرتني أنها يجب أن تعامل شريك حياتها على نحو أفضل لأنها تعرفه بقدر أقل. إنه أمر محير. وما أقصده هو أنك يجب أن تعامل شريك حياتك بشكل أفضل من معاملتك لأصدقائك، لأنه حبيبك وصديقك في آن واحد. بل هو في أفضل الحالات صديقك الأمثل.
إن لم يكن كذلك، فمن هو؟ ولماذا؟ هل لأنه من الجنس الآخر، وأنت تريد صديقاً من نفس جنسك؟ أم العكس؟ هل لأنك لا تستطيع أن ترى المحب على أنه صديق؟ (إن أجبت بنعم عن هذا السؤال، فكيف ترى شريكك إذن...؟ ما الدور أو الوظيفة التي يقوم بها كشريك لك؟)
إنني أتحدث هنا ثانية عن الغدراك الواعي. إن معاملة شريكك أفضل من أقرب صديق لك يعني أنك قد فكرت في الأمر، واتخذت قرارا واعيا بأن تفعل هذا، أو لا تفعل هذا إن كان هذا هو الحال.
كنت أظن أن معاملة الشريك أفضل من أقرب صديق أمر مسلم به. وهذا يعني عدم التدخل، واحترام الخصوصية، والتعامل معه باعتباره شخصاً ناضجاً مستقلاً. ولكنك عليك فقط أن تلقي نظرة حولك لكي تلاحظ أن هناك من يعاملون شركاءهم على أنهم
أطفال صغار، يسعون لتدليلهم ومجادلتهم وانتقادهم، والتهكم عليهم. إنهم لا يفعلون هذا مع أصدقائهم. إذن ما الذي يدفعهم على عمل هذا مع شركائهمن وهم من المفترض أن يكونوا أكثر الأشخاص أهمية في حياتهم؟
سوف أعطي لك مثالاً. أنت راكب داخل سيارة يقودها أحد أصدقائك. يقترف صديقك خطأً فادحاً (ولكنه مع ذلك ليس خطيراً). سوف تشرع على الأرجح في ممازحته، والسخرية من الأمر، والآن تصوّر نفس الموقف مع شريكك. هل:
- تهزأ به؟
- تظل تذكّره بما اقترفه لفترة طويلة؟
- تخبر الجميع بما فعله؟
- تتولى القيادة نيابة عنه لفترة على اعتبار أنه غير جدير بالثقة؟
- سوف تعامله بنفس الطريقة التي عاملت بها صديقك؟
أتمنى أن تكون إجابتك هي الأخيرة، ولكن معظم الأزواج لن يفعلوا هذا في ظل نفس الموقف. راقب ما سوف يفعلونه.