عندما نلتقي لأول مرة، ونسقط في حب بعضنا البعض، يهيأ إلينا أننا نعرف كل ما يخص هذا الحب، ونظن أن لدينا نقاطاً مشتركة كثيرة، ويبدو كل شيء سهلاً وتلقائياً وطبيعياً. ونحن بالطبع نرغب في أن يوافقنا الطرف الآخر في كل هذه المشاعر. بالطبع نحن وجهان لعملة واحدة، بالطبع سوف نسير معاً على نفس الدرب.
خطأ، خطأ، خطأ. إن الدرب سوف يتفرع إلى دروب في بعض الأوقات، وغن لم تكن حريصاً فسوف تفقد رؤيتك للطرف الآخر تماماً وإلى الأبد. يجب أن تحرص دائماً على التأكد مما إذا كان كلاكما يسير وفق خريطة واحدة، وما إذا كان كلاكما يسعى لنفس نقطة الوصول، وما إذا كان كلاكما يتحرك في الأصل في نفس الاتجاه.
إذن ما أهدافكما المشتركة؟ ما وجهتكما من وجهة نظرك؟ كلا، لا تخمن هنا، لا تفترض أو تخمن أهدافاً. يجب أن تعرف ما يفكر به شريكك، وما أهدافكما المشتركة، وما رأيك أنت. قد تكون أهدافكما متباينة تمام التباين. أو قد تكون على العكس شديدة التقارب. وغنك لن تعرف إلا إن سألت، بشكل خفي بالطبع، إياك أن تخيف الطرف الآخر.
ويجب أن تفرق بين الأهداف المشتركة والأحلام المشتركة، كلنا نحمل أحلاماً – ذلك الكوخ على شاطئ البحر، تلكالرحلة حول العالم، والسيارة الفيراري، والمنزل الثاني في أرقى الأماكن، وقبو تخزين البضائع (الممتلئ عن آخره بالطبع)، وحمام السباحة الأوليمبي، ولكن الأهداف شيء مختلف عن ذلك. الأهداف هي غنجاب أبناء (أو عدم الإنجاب)، كثرةالسفر، والتقاعد في سن مبكرة، الحياة في أسبانيا، وتنشئة أطفال سعداء متوائمين، وبقاؤكما معاً، الانتقال إلى الريف أو إلى المدينة، الاستقرارا معاً وممارسة العمل من المنزل، غدارة عملكما معاً، اقتناء كلب. إن الأحلام هي الأشياء التي تهدف إلى الحصول عليها في يوم ما، أما الأهداف فهي ما نسعى لتحقيقه معاً، الأحلام هي مكتسبات قد يتطلع إليها أي منكما، أما الأهداف فهي الغايات المشتركة التي يحتاج كل منكما إلى الآخر لتحقيقها، لأن تحقيقك للهدف بدون الطرف الآخر سوف يفقد معناه.
إن هذه القاعدة تعني المراجعة. ولكي تراجع، عليك أن تتحدث مع شريكك عن الهدف الذي تتحركان صوبه، وما تفعلانه. لا يجب ان تكون المهمة مجهدة. يمكن أن تكون مجرد مراجعة بسيطة فقط للتأكد من الأساسيات، والتأكد من أنكما مازلتما معاً على نفس الدرب لا يجب أن تكون المراجعة مفرطة التفاصيل، وإنما يمكن أن تقتصر على بعض الأسئلة البسيطة للتأكد من أنكما تسيران بشكل عام في اتجاه واحد بدلا من أن تضلا الطريق.