"أريد أن أبقى بمفردي ..." يحق لكل منا وهو حق طبيعي أن يحظى بالاحترام والخصوصية والثقة والصدق. ولكن من بين كل هذه الحقوق تبدو الخصوصية أكثر قدسية، والأكثر حرمة، والأكثر بعداً عن الانتهاكات.
يجب أن تحترم الخصوصية شريك حياتك، وهو ما يجب أن يفعله هو الآخر. إن لم تفعل، فعليك أن تتفقد باقي الأشياء جميعها، الثقة والاحترام والصدق، أيضاً. إن افتقدها جميعاً، فهذا يعني أنك تفتقد العلاقة ذاتها، وأنا لا أدري صراحة ما الذي يمكن أن يطلق عليها غير أنه قد انقضى عمرها. إذن سوف نفترض أنك تملك علاقة جيدة وصحية، وهذا يعني أنك يجب أن تحترم خصوصية شريك حياتك. في كل الجوانب.
إن قرر شريك حياتك ألا يتحدث في أمر ما، فله ذلك، ولا يحق لك أن:
- تتملق.
- تهدد.
- تبتز عاطفياً.
- ترشو.
- تسحب امتيازات.
- تحاول أن تعرف بطرق ووسائل ملتوية.
ولكن، إن الإغراء في هذه الحالة وسيلة مرفوضة تماما. إن الخصوصية لا تعني فقط ألا تفتح البريد الخاص بشخص آخر، والا تستمع إلى رسائلة الهاتفية، أو قراءة بريده الإلكتروني عندما لا يراك. وإنما الخصوصية تعني أنه يمكن أن يتكتم ما يريد. كلنا بحاجة إلى مستوى معين من الفخر والكرامة في حياتنا. ولعل الخصوصية في الحمّام
هي الحد الأدنى المتعارف عليه في واقع الأمر. إن الحمّام المشترك أمر مكروه ناهيك عن استخدام شخصين له في آن واحد، أجل كم هذا بغيض، وهو من الأشياء غير المجدية وغير الضرورية، فلا تفعل ذلك. لقد ذكر وستون تشرشل أن السبب الذي جعله ينجح في البقاء على زواجه على مدى 56 عاما – أو أياً كانت الفترة – هو أنه كان لكل منهما حمّام منفصل عن الآخر. إذن علكي أن تحرص على خصوصيتك، ولا تتلصص على خصوصية أحد. يمكنك أن تطبق هذه القاعدة على أي شخص آخر في الكون بأسره، وليس شريكك فقط.