كيف تجد شرارة الحب بينك وبين من تحب:
اللحظة التي تتصل بها بمن تحب ، يفرز فيها بسرعة عامل الأدرينالين في دمائك، ومايسمى بالكهرباء التي تحدث بين اثنين هي ما أسميه "عامل الشرارة". فهذه الشرارة تحدث عندما تتسبب الكيمياء في جسدكما في إسراع ضربات القلب، ويزداد تدفق الدم، وتتاب أجهزة الاستقبال في جسدك.
والشعور بالحياة يسمى بالانجذاب والعاطفة، وهذا الشعور سحری وبه تنویم مغناطیسی قد يتحول إلى إدمان.
عندما يبقى اثنان معا لمدة طويلة، يمكن أن تتوقف هذه الشرارة. فالتعود، والتنبؤ، والروتين يخلقون جميعا نوعا من الاستقرار، والأمان والدوام ولكنه لايشعل شرارة الحب، وبمرور الوقت يمكنك أن ثرى شريكك شيئا معتادا ومريحا مثل بنطالك الجينز القديم، وقلما يوحي بنطالك الجينز القديم بالحب. إذا ماذا تفعل إذا توقفت شرارة الحب بينكما؟
البحث عن شرارة الحب
بعض الناس يقولون: "عندما يخفق قلبك فإنك بالفعل كذلك. أما إن لم يخفق فانت ليس كذلك"، فهم يتاجرون بفكرة قديمة وهي أن خفقان قلب الإنسان هو شيء ليس للإنسان إرادة فيه، ولا يستطيع فعل أي شيء حياله، وأن شرارة الحب هي وليدة الدفة ويرونها وكأنها شعور عاطفي ينتاب الإنسان من الداخل وليس من الخارج، وعليه فإنك والطرف الآخر مسؤولان عن إشعال شرارة الحب.
ربما قد شعرت بالاستقرار الداخلى نتيجة التعود وأصبحت متواءمة مع روتينك، وربما لم تحاول أنت وشريكك أن تخرجا معا منذ وقت طويل، أو ربما الوظيفة والكدح اليوم قد استغرقا معظم الوقت مؤخرا. فمن اليسير أن تصل إلى الرضا الذاتي دون أن تزعج نفسك في الاستعداد بالمجهود المناسب للإبقاء على حيوية علاقتكما.
فالشرارة لا تتوهج ثم توقف نفسها. فإذا قمت ذات مرة بإشعال نار المخيم، فانت تعلم أنها تبدأ بالضرام، وشرارة واحدة هي التي تشعل النار وبعد أن تشتعل النار، عليك بإضافة أعواد اکبر وجذوع الأشجار لتزيد اضطرامها، وعندما تبدأ النار في الخمود، عليك بإشعالها مرة أخرى، وتعريفها لمزيد من الهواء الذي هو أساسي للإبقاء على النار مشتعلة. إشعال الشرارة يشبه بث حياة جديدة في العلاقة، والأوكسجين هو المجهود الذي تبذله لدفع العلاقة للأمام.
وقلما تخبو الشرارة في لحظة، إنها تخبو ببطه، وتقع الخيانة الزوجية بسبب أن أحدهما توقف عن الاهتمام بالآخر، وتوقف عن دعم الشرارة لتظل حية. فإذا لم يغذ أحدهما الشرارة فبالتأكيد سوف تخبو.
إيقاد شعلة الحب
إعادة إشعال الشرارة ليس سهلا بعد أن تخمد وتبرد، ولكنه ليس مستحيلا. إذا كانت العلاقة في حاجة إلى شرارة، فأول شيء تسأل نفسك عنه هو إذا ماكنت ترغب في تولى زمام المسؤولية من القدر، وتفعل مايمكنك أن تفعله الشعيد البحر الذي كان بينكما، وربما أصعب جزء تقوم به هو الجهد الذي ستبذله لإخراج العلاقة مما هي عليه، ويمكن أن يكون مغريا أن تبقى في شرنقتك. ولكن، إذا شعرت بجذب الذكريات البعيدة لعواطفك، أو شعرت بالاشتياق أو بأنك تريد إشعال الشرارة فأنت في منتصف الطريق للخروج من الشرنقة، وفي اتجاه تحقيق الهدف.
والخطوة الأولى في العودة إلى اللحظة التي تغير فيها كل شيء. متی کانت آخر لحظة تتذكر فيها أن الشرارة كانت حية بينكما؟ فانت بحاجة إلى أن تعيش اللحظة في عقلك ومشاعرك لتتمكن من إيقاظ الشرارة بداخلك. اتصل بذكرياتك الداخلية السحرية , ودعها تسحرك كما كانت تفعل فى الماضى. هذه الشرارة الأولى لم تخمد بعد، ولكنها راقدة في طور السبات، تنتظر أن توقظها.
وعندما توقظ الشرارة بداخلك فيمكنك أن توقظها في العلاقة. احتفظ بحلاوة الذكريات الماضية في عقلك فأنت بحاجة لأن تعبر الفجوة بين ذلك وبين الحقيقة الواقعية الحاضرة. نعم، ولكنك ستسال كيف؟ كيف يمكنك رأب هذا الصدع؟ سيحدث ذلك إذا جددت التوهج داخلك، وتجعله ينعكس على شريكك، وبالتالي سيتوهج داخل شريكك.
ابدأ بخطوات صغيرة، وسير نحو شريكك. ربما يمكنك أن تبدأ بان تطلب من شريكك موعدا رسميا وسط جو من الشموع أو تقترح القيام بنشاط تحبان القيام به، فيمكنك تأجير فيلم رومانسي أو تقديم رسالة غير متوقعة إلى شريكك، أو على الأقل اهتم بان يكون مظهرك يضفي البهجة على شريكك. فعن طريق إيماءة بسيطة نحو شريكك فستعطيه الإذن بأن يقابلك في وسط الطريق.
إذا لم يستجب لك في أول الأمر، فلا تقلق، فربما تكون قد فاجاته. فسيستغرق الأمر بعض الوقت ولكن ستعود الأمور إلى مجراها إذا أصررت وبذلت جهدا لإشعال شرارة الحب بينكما، فعلى سبيل المثال، إذا انطفات نار المخيم، هل ستنفض ذراعيك وتقول: "لقد انطفئت، لا فائدة، بل قد تنساها؟" لن يحدث ذلك إذا كنت تريد الدف، بل ستقوم بجمع الحطب، وتبدا في محاولة إشعالها مرة أخرى.
استعادة السحر مرة أخرى في حياتك:
بعد مرور ثمانية أعوام على بقاء "إيما" و"تيم" معا استقرا على روتين مريح. فهي تذهب إلى العمل خمسة أيام في الأسبوع، وهو يعمل داخل المنزل في الصباح ويجلسان مع أطفالهما في المساء، ويتبادلان الإعداد للعشاء، ويقضيان أمسياتهما مع الأطفال، يلعبان، ويقرأان القصص أو يشاهدان الأفلام، وعندما يدخل الأطفال للنوم يكونا قد أنهكا تماما ويغطان في نوم عميق، ولايتبادلان أي حديث.
أما عطلة نهاية الأسبوع فكانا يقضيانها بطريقة معينة، فقد كان تیم پارس الجولف وتعتني إيما بالحديقة وكذلك يمكن القول بأن رعاية الأطفال كان من بين أنشطتهما المتعددة، وعندما يجد كل من تيم وإيما أنها وحدهما في إحدى أمسيات أيام السبت فهما يقضونها متباعدين، تجلس می عند طرف الأريكة تقرأ مجلة أو تتحدث عبر الهاتف، ويشاهد هو التلفاز، وكانا وفقا لحساباتهما سعداء وذلك بالرغم من أن إيما كانت بالكاد تدرك أن الجزء الحيوي في علاقتهما قد مات وسط انشغالهما بحياتهما اليومية.
ذات مساء، وأثناء إعدادها للعشاء نظرت إلى تيم نظرة وكانها أول مرة تضع عينيها عليه، وفجأة تذكرت شعورها في الأيام الأولى لزواجهما عندما اعتادا الذهاب إلى فندق جميل، وتذكرت فجأة شعورها وهي راقص تيم. في تلك اللحظة، أوقع طفلها الصغير بالعصير على مائدة العشاء، وخرجت إيما فجاة من حلم يقظتها. ولكن بقى شيئا من تلك الذكري وابتسمت إيما لنفسها وهي ترسم خطتها القادمة.
وفي اليوم التالي، ومع الذكرى وهي لاتزال تشع بذاكرتها اقتربت من تیم وسألته إذا كان يرغب في تاجير جليسة أطفال في ليلة هذا السبت، ويذهبان معا للرقص. تراجع تيم في البداية وبسرعة قدم العديد من الاعتذارات لاستحالة إتمام ذلك، حيث كانت هناك مباراة بالتلفاز كان يرغب في مشاهدتها، إضافة إلى أن أجر جليسة الأطفال مرتفع، وكان يريد أن يستيقظ مبكرا صباح الأحد.
ولكن إيما أصرت بلطف وهی تذکر تیم کم مضى من الوقت عليهما منذ تشاركا في شيء معا. ونظر تيم إلى زوجته ورأي بريقا في عينيها، وأدرك ماتحاول أن تفعله وابتسم وقال: "بالتأكيد ياحبيبتي".
واستعدا إيما وتيم وذهبا للرقص. لقد مضى الكثير من الوقت عندما تواعدا آخر مرة ولكن شرارة الحب اشتعلت عندما خطوا أول خطوة على حلبة الرقص، فعندما نظرا إلى بعضهما البعض عاد إليهما السحر.