نعم، يجب ألا تكف عن الحديث. عندما تلوح مشكلة في الأفق فإن التحدث هو ما سوف يزيحها. عندما نمر بظروف عسيرة، فإن الحديث هو الذي سيفسح لنا طريق تخطي الصعاب. عندما نتسم بالتفاؤل والحماس، فإن الحديث هو ما سوف يساعد رفيقنا على تخطي محنته.
إن لم نكن نتحدث، فهذا يعني أن هناك خطأ. إن لم نكن نتحدث فما الذي نفعله إذن؟ إن الحديث يساعدنا على الفهم والإصغاء والمشاركة والتواصل.
يفترض الكثيرون أن الصمت يعني أن هناك مشكلة، ثمة خطأ. بالطبع، نحن لسنا مطالبين بملء كل لحظات الصمت، ولكن هناك بعض القواعد الأساسية للتأدب أثناء الحوار.
- يجب أن تبدي اهتمامك بما يقوله شريكك. واحذر الهمهمة أو التنهد لا يكفي.
- يجب أن تبدي له متابعة لحديثه كل بضع ثوان، يجب أن تريه أنك ما زلت يقظاً وحياً ومتواجداً ومهتماً ومنتبهاً – قد يكون هذا من خلال غيماءة، أو التلفظ بكلمة نعم أو كلا، أو إصدار صيحة تشجيع (أجل، حقا).
- يجب أن تدرك أن التحدث جزء من واجباتك كحبيب أو رفيق، ولذا يجب أن تتقنه.
- الحديث الجيد يقود إلى الحب الجيد، إن لم تكن تتحدث فهذا يعني أنك لا تغزل وأنك لا تمسك بيد رفيقك، ولا تثيره.
- إن الحديث يساعد في حل المشاكل، والصمت ولا يزيدها إلا تفاقماً.
- إن الحديث يبقيكما معاً، إنه ما اعتدت أن تفعله عندما سقطت في هوى رفيقك أول مرة، ألا تذكر؟
هناك من الواضح وقت ومكان للصمت (انظر القاعدة 58) – ولكن التحدث ظاهرة صحية وبناءة وحميمة ومحبة وودودة ورقيقة وممتعة. إن الصمت يمكن أن يكون مملا ومعوقا ومدمرا ومهددا. كما أن هناك حديثا جيدا وآخر مضيعا. احرص على ألا تثرثر فقط لملء الصمت بأحاديث تافهة. إن الحديث يجب أن يكون له هدف على الرغم من أنه لا بأس من الثرثرة في بعض الأحيان. ولكن الوعظ لن يفيد. إذن عليك تحري الصواب في حديثك الآن.