إضطراب القلق العمومي
الخوف هو مجرد شيء واحد، ولكن إذا كنتِ تقاومين نوعاً من شي عام، كالقلق حر التنقل، فتصبح مشكلتك هي حالة تعرف بإسم إضطراب القلق العمومي. وهذه الحالة تصيب من النساء ضعف ما تصيبه من الرجال. ومع أن ثلث المرضى يشفى من هذه العلة إلا أن سرعة شفاء الرجال أعلى. والوضع بالضبط أن المرأة تعاني من شعور بالقلق العمومي يستمر يوماً بعد يوم ويواصل تقدمه بإستمرار وتتخلله نوبات من الذعر أكثر حدة. والخوف في هذه الحالة لا علاقة له بشيء معين أو مناسبة معينة.
هل تعانين الإضطراب القلقي؟
إذا إعتقدت أن لديكِ نوع من الإضطراب القلقي فيجب أن تحددي موعداً مع أخصائي التحليل النفسي أو أخصائي الأمراض النفسية والعصبية لتقييم حالتك. كما يجب أيضاًً أن تتأكدي من أن الأعراض ليست بسبب مرض بدني مثل فرط نشاط الغدة الدرقية أو مشاكل قلبية.
فإذا اكتشفت أنك سليمة بدنياًً فعلى معالجك أن يبحث عن أسباب مرضية نفسية أخرى قد تتشابه في كثير من أعراضها مع الإضطراب القلقي. وفقط بعد أن يبحث معالجك الاحتمالات المرضية الأخرى ويستبعدها سیستطيع التوصل إلى تشخيص الإضطراب القلقي.
العلاج
لحسن الحظ أن إضطرابات القلق بجميع أنواعها يمكن علاجها بشكل مجموعة محاورات أو جلسات إستشارية تمكنك من فهم التفاعل القلقي وما يسببه. وإذا كان القلق أكثر شدة فاللجوء إلى الأدوية يفيد في السيطرة على القلق ويسمح لك بفهم طبيعته.
الجمع بين المحاورات والأدوية
في أغلب الأحيان تحتاج المرأة المريضة بالقلق إلى التحاور لتتعلم كيف تهزم الخوف والقلق بداخلها. أما عن مدى سرعة تأثير هذا العمل، فإن ذلك يتوقف على نوع القلق وإلى أي مدى يتعارض مع حياتكِ اليومية وما الذي أدى إلى تلك المشكلة.
فإذا كانت مشكلة القلق شديدة إلى درجة أن المعالجة الحوارية لا تكفي للتغلب عليه فسوف تحتاج تلك المرأة إلى إستخدام أدوية علاج القلق (أو مضادات القلق) للسيطرة على مشاعر القلق (توصف مضادات الإكتئاب أحيانا بكفاءة لعلاج إضطرابات القلق).
ومشكلة أدوية علاج القلق أنها بينما تؤدي عملها جيداً فإنها قد تحمل خطراً حقيقياً هو حدوث الإعتماد الجسدي أو الإدمان النفسي عليه. ويمكن معالجة الإعتماد الجسدي بتقليل الجرعة تدريجياً، أما الإدمان النفسي فهو أكثر صعوبة في معالجته.
والأدوية المضادة للقلق التي تسبب الاعتماد عليها هي مجموعة "البنزوديا زيبينات" (ومنها أدوية أسماؤها التجارية "زاناكس" و"فاليوم"). ويجب عند استخدامها لفترات طويلة أن تكون تحت رقابة الطبيب الذي سيكتب نظاماً خاصاً لإستخدامها في شكل جرعات من إثنين إلى ثلاث مرات يومياً.
وعندما يأتي الوقت المناسب لوقف إستخدام أدوية مضادات القلق، فلا يمكن أبداً وقفها مرة واحدة، فقد يؤدي ذلك إلى كوابيس شديدة، وأرق، وتشنجات. وبدلاً من ذلك يجب تقليل جرعة الدواء تدريجياً حسب نصيحة الطبيب المعالج.
وقد أظهرت الدراسات أن أحسن وسائل علاج الإضطراب القلقي هي الجمع بين العلاج الحواري (أو طرق العلاج غير الدوائية التي ذكرناها) وإستخدام الأدوية في نفس الوقت. وفي الوقت الذي يعالج فيه الدواء أعراض المرض فإن دور الجلسات هي تعليم المريض کيفية السيطرة على الأعراض بإستخدام الطرق الطبيعية مثل الإسترخاء والإفضاء (أن تقول المريضة كل ما عندها).
إحترس
إذا كنتِ تستعملين الأدوية المضادة للقلق فلا تتناولي المشروبات المحتوية على الكافيين، وأيضاً لا تتناولي معها الأدوية شائعة الإستخدام بدون إستشارة
الطبيب.
وحالات الفوبيا على وجه الخصوص تعالج بنجاح بنوع من طرق العلاج الحواري يطلق عليه (التخلص من الحساسية). وفي هذه الطرق العلاجية يطلب الطبيب المعالج من المريضة أن توجد لنفسها صورة عقلية للشيء الذي يسبب لها الخوف، وأن تركز على هذا الخيال أو الصورة في مخيلتها، عند ذلك يبدأ الخوف في التراجع وتشعر المريضة بالاسترخاء. وعندما تعيد المريضة تدريب نفسها على استدعاء هذه الصورة التخيلية في عقلها وكيف تغلبت على الفوبيا وإسترخت فإن ذلك يشجعها على تطبيق ذلك مع الأشياء والمواقف الحقيقية، وبزيادة التعرض لأسلوب التخيل والسيطرة والإسترخاء تزداد قدرة المريضة تدريجياً على مواجهة الشيء أو الموقف الذي يخيفها وتقدر على معالجة قلقها.
فلفل كاوة
فلفل كاوة هو نوع من النباتات العلاجية أو الأعشاب المشهورة التي تعطي تأثيراً خفيفاً مشجعة للمعنويات والحالة المزاجية النفسية بدون أن يكون له آثار هلوسية أو إدمانية. ويعتبر أعظم علاج ضد القلق في أوربا، ويستخدم هذا العشب الآن في علاج العديد من العلل والشكاوى النفسية والعصبية ويشمل ذلك علاج الأرق ولكنه مشهور أكثر في علاج القلق.