لنعد ثانية إلى المرأة وكلابها. عندما تعود تلك المرأة إلى كلابها، فإنها تبدي دائماً سعادتها برؤيتها، ولكن هذا هو ما تفعله الكلاب دائماً. مهما أساءت معاملتها، فإنه يجن جنونها دائماً عند رؤيتك. بالطبع، أنت تريد أن يعاملك شريكك بهذه الطريقة، أن يجن جنونه عندما تعود إلى المنزل. وأنا واثق أن هذا هو ما يحدث بالفعل، أليس كذلك؟ وبالطبع أنت تفعل نفس الشيء عندما يعود هو إلى المنزل؟ كلا؟ لِمَ لا؟ نعم؟ أحسنت.
نحن جميعاً بحاجة إلى شخص يسعد لرؤيتنا. فهذا يشعرنا بالجدارة والاستحقاق. إنني أعشق الابتعاد للعمل ليوم أو اثنين، ثم أعود وأجد أبنائي في انتظاري – كما يفعل
الأبناء – وقد مد كل منهم يده بذلك التساؤل: "هل جئتنا بشيء؟" مرسوماً على وجوههم.
أو عندما يعود الأبناء من المدرسة، وتسألهم عن يومهم فيردون مهمهمين. إنه أمر منعش. ولكنك مع ذلك تظل تسعد برؤيتهم، فأنت بالنسبة لهم شخص أو شيء خاص بهم.
إن الضوء الأحمر في زر تشغيل التلفاز لا يكفي. أنت بحاجةإلى شخص أو حيوان منزلي. يزعم أحد أبنائي أن قطته تسعد دائماً لرؤيته، وقد حاولت أن أتبين هذا الشعور على وجهها، ولكنني لم أصل إلى شيء، لأن القطة ليست من أبنائي.
إن اقتناء شخص أو شيء يسعد لرؤيتك أمر مهم، لأنه يشعرك أن هناك شخصاً يحتاج إليك، ومن ثم يمنحك هدفاً، ويمنعك من أن تبقى أسير نفسك، ويمنحك سبباص لمواصلة حياتك. ولكن ماذا لو كنت تعيش بمفردك وليس لديك حيوان منزلي أو أبناء؟ حسناً، تطوع أو شارك في الأعمال الخيرية، إنها طريقة جيدة لكي تقتني سريعاً شخصاً ما يسعد برؤيتك. وثانية أكرر، سوف تجده عند عتبة بابك.
حتى على الرغم من عيشها بمفردها على أطراف لندن حيث لا يتحدث الجيران مع بعضهم البعض، اكتشفت صديقة لي أن هناك رجلاً مقعداً يعيش على بعد مسافة قليلة منها. وقد لاحظت أنه يختلق دائماً الأعذار لكي يبدو وكأنه "يمر مصادفة أمام بابها" وهي عائدة من عملها إلى المنزل. لقد كان من الواضح أنه يعاني من الوحدة، وأنه كان يقدر هذا الحديث المقتضب السريع معها (أو الحديث الأطول إن أمكن). لقد كان يسعد برؤيتها. من الذي يسعد برؤيتك؟