لا تكترث بمن بدأ. لا تكترث بالموضع ذاته. لا تكترث بالمخطئ والمصيب. لا تكترث بالمسئول. أنتما الاثنان تتصرفان كطفلين عنيدين، ويجب أن ينصرف كل منكما فوراً إلى غرفته الآن. بالطبع لا، كلنا يتعثر من وقت على آخر، هذه هي الطبيعة البشرية، ومن الآن فصاعداً، إن كنت تريد أن تكون لاعباً ماهراً، وأستطيع أن أرى ذلك في بريق عينيك، يجب أن تكون البادئ في تقديم الاعتذار. هذا هو كل المطلوب، والهدف من القاعدة. لماذا؟ لأن هذه هي الطريقة التي يجب أن يتصرف بها اللاعب الماهر. نحن الأوائل، يجب أن نفخر بأننا كذلك، لأننا نتمتع بثقة كبيرة في أنفسنا، وهو الحس الذي يجعلنا لا نشعر بأي امتهان في المبادرة بتقديم الاعتذار. لا نشعر بالتهديد أو التحدي أو الضعف. يمكننا أن نعتذر، ومع ذلك نحتفظ بشعورنا بالقوة. يمكننا أن نعتذر، ونبقى على كرامتنا واحترامنا.

سوف نقدم الأسف لأننا نشعر بالأٍف. ونحن نشعر بالأسف لأننا انجرفنا في جدل لا طائل من ورائه من أي نوع كان، ولأننا أثناء هذه المجادلات الدائرة نسينا خمس قواعد على الأقل من القواعد التي كان يجب أن نتمسك بها.

وكما ترى فإن حدوث خلاف مهما كان الخلاف ثانوياً أو تافها فهذا يعني أنك اقترفتت بعض الأخطاء البسيطة، ولهذا يجب عليك أن تكون البادئ في تقديم الاعتذار، لنك مخطئ أياً كان نوع الجدال الدائر. إن الجدل هو ما نأسف عليه لننا نبلاء، لأننا دمثو الخلق، ولأننا كرماء النفس والروح، ولأننا نتمتع بالكرامة والنضج والحس المرهف

والخلف الرفيع. أعلم، أعلم، يا إلهي عليَّ أن أتحمل كل هذا، وأكون في نفس الوقت المبادر بالاعتذار. إنها مهمة صعبة، إنه أمر طويل. ولكن عليك أن تطبقه، وتلمس بنفسك مدى إيجابيته. إن المشهد سوف يكون رائعاً أمامك من الخلفية الأخلاقية.

وماذا لو كان كلاكما يقرأ هذا الكتاب؟ يا إلهي، إذن عليكما ألا تخبرا بعضكما البعض بذلك – القاعدة رقم 1 – ولكن عليك إذن أن تسارع لكي تكون البادئ بالاعتذارن قد يكون هذا مثيراً للاهتمام. أخبرني كيف سارت الأمور؟

إن تقديم الاعتذار يحمل فوائد عدة حتى إن كان الاعتذار يقف في حلقك، وتجد صعوبة في التلفظ به. إن هذا لن يمنحك فقط التفوق الأخلاقي، وإنما سوف يشتت التوتر، ويتخلص من كل المشاعر السيئة وينقي الأجواء. أنت إن بادرت بالاعتذار، سوف يقدم الطرف الآخر على الأرجح على الاعتذار إليك. ربما.

تذكر دائماً أنك لا تعتذر عن الخطأ أو الذنب، أو الشيء الذي اقترفته وإنما تعتذر عن افتقادك للنضج الذي جعلك تنخرط في الجدل في المقام الأول، تعتذر لأنك فقدت توازنك وحكمتك، تعتذر لأنك نسيت القواعد، تعتذر لأنك كنت مجادلاً وصبيانياً أو عنيداً أو فظاً أو أياً كان. يمكنك أن تخرج من غرفتك الآن.