إنها قصة مضحكة قديمة متكررة، وهي أنك عادة تسقط في هوى شخص ما، لأنه مستقل وقوي وصحاب نفوذ ومسئول، ويملك زمام الأمور، والقدرةعلى مواجهة العالم والحياة. غير أنك بعد ذلك في الثانية التي تلقي فيهابشباكك عليه، تسعى لتغييره. حيث تعترينا الغيرة لأنه يواصل التصرف على أنه شخص مستقل، وكأن علاقته بنا يجب أن تحده وتقيده وتبتر أجنحته.
قبل أن نلتقي بهذا الشخص، فإنه كان يجيد إدارة حياته بدوننا. ولكن في اللحظة التي تقابلنا فيها، فإننا نشرع في تقديم النصائح له، والحد من اختياراته وآرائه وأحلامه وحريته. نحن بحاجة لأن نتراجع إلى الوراء لكي نمنحه الحرية لأن يكون نفسه.
يذكر الكثيرون أن سحر علاقتهم قد ولى، وانه لم يعد هناك بريق وأن الهوة بينهم وبين شركائهم أصبحت آخذة في الاتساع، ولكنك وعندما تدقق النظر جيداً في العلاقة سوف تجد شخصين في قبضة علاقة رمزية يسودها عدم الثقة والقمع وتراشق الاتهامات. إنهما لا يمنحان بعضهما البعض مساحة بالمرة، ناهيك عن منح كليهما مساحة لنفسه.
إذن ما الذي يمكن أن نفعله؟ أولاً يجب أن نقف ونتراجع إلى الوراء، وننظر إلى شركائنا في الحياة كما رأيناهم أول مرة. ما الذي جذبك إلى شريكك؟ ما الذي كان يميزه؟ ما الذي أشعل فيك الرغبة في الارتباط به؟
والآن انظر إلى نفس الشخص. هل هو مختلف؟ ما الذي حدث وما الذي تم استبداله؟ هل بقي نفس الشخص المستقل، أم أنك استحوذت على حريته وثقته واستقلاليته وحيويته؟ قد لا تكون قد فعلت هذا، ولكن هذا يبدو صعباً، فنحن نميل بشكل لا شعوري على الهيمنة قليلاً مما يفقد شريكك بريقه.
يجب أن تشجعه على الخروج عن دائرة العلاقة المألوفة المعتادة لكي يعيد اكتشاف طاقته وحيويته، قد يكون بحاجة لقضاء بعض الوقت في إعادة اكتشاف مواهبه ومهاراته في الاستقلالية. وقد تكون أنت بحاجة لأن تجلس لكي تكف عن محاولة الهيمنة ثانية. لذا يجب أن تشجعه، ويجب أن تتراجع إلى الخلف، ويجب أن تكف يدك، ويجب أن تدفع وتساند. إنه أمر طويل. إن معظم العلاقات الناجحة تملك عنصراً مشتركاً كبيراً وهو الاستقلالية. إن كل زوج يقضي وقتاً منفرداً بعيداً عن الطرف الآخر لكي يحمل إلى العلاقة بينهما شيئاً ما، فإن هذا تصرف صحي. تصرف جيد. هذا هو النضج.