يسهل للغاية أن تنوح وتشكو وتنتقد. ولكن من الصعب كثيراً أن تجد شيئاً طيباً تقوله بشأن موقف ما أو شخص ما. ولكن فكر في الأمر الآن على أنه تحدٍ كبير. إن قول شيء طيب يكون صعباً لأننا نميل بطبيعتنا إلى الشكوى. إن سألك أحد عن معسكر نهاية الأسبوع، فمن السهل أن تبدأ بسرد الأحداث والمشاكل السيئة مثل الأحوال المناخية السيئة، والسلوك المزعج لأصحاب البيت المجاور لك، ثم التحدث بعد ذلك عن متعة التواجد مع الأشخاص الذين تحبهم وروعة المكان. عندما يسألك صديق عن أحوالك أو علاقتك بمديريك سوف يقفز إلى عقلك في البداية عادة كل الأشياء المزعجة قبل الجوانب الطيبة.
مهما كان الشخص سيئاً، سوف تجد دائماً أن هناك شيئاص طيباً فيه. وتتمثل مهمتك في العثور على الجانب الطيب، والتركيز عليه والتحدث عنه والالتفات إليه. ينطبق هذا بنفس القدر على المواقف المزعجة. أتذكر أنني قرأت ذات مرة عن سيدة كانت متواجدة في أزمة إضراب مترو باريس حيث كانت الفوضى تعم المكان، وكان الجميع يتدافعون ويتسابقون، وكان الوضع مخيفاً للغاية. تلك السيدة كانت تجلس ومعها طفل صغير، وقالت في منتهى التفاؤل: "هذا يا عزيزي ما يطلقون عليه اسم مغامرة"، وقد تحولت هذه العبارة إلى لازمتى المفضلة في أوقات الأزمات والمشاكل.
عندما تسأل عن رأيك في شخص ما، أو شيء ما، أو مكان ما، يجب أن تبحث عن شيء جيد تقوله، عن شيء إيجابي وطيب. هناك دليل قوي يثبت أن الإيجابية مزايا لا تحصى، ولكن أكثرها ملاحظة هو أن الناس سوف ينجذبون إليك بدون حتى أن يدركوا السبب، إن هذا المناخ الإيجابي الذي تخلقه سوف يكون بمثابة مصدر جاذبية.
إن الناس يحبون التواجد مع الشخص المتحمس النشط الإيجابي السعيد الواثق. نحن بحاجة لأن نعض على ألسنتنا، ولا نتلفظ إلا بالأشياء الطيبة.
أنت إن التزمت بقول الأشياء الطيبة فسوف تضع حداً للأحاديث السرية، والغيبة، والنميمة، والشكوى، والغلظة (يمكنك أن تسرد العيوب أو المشاكل ولكن بطريقة إيجابية). وسوف يخلف هذا وراءه هوة كبيرة يجب أن تملأها.
قبل أن تفتح فمك، حاول – لمدة أسبوع فقط-أن تعثر على شيء جيد تقوله. سوف تندهش من مدى التأثير الإيجابي لذلك في حياتنا، ولكن لا تثق بكلامي دون تجربة، فقط جرب. إن باءت كل محاولاتك بالفشل، ولم تتمكن من العثور على أي شيء إيجابي يمكن أن تقوله، ولا تتفوه بكلمة بالمرة.
كلنا بحاجة لأن نُحِب ونُحَب. نحن نتوق إلى دفء العلاقات وما تحمله من تقارب وثيق وحميمية، نحن لسنا جزراً منعزلة ولذا فنحن بحاجة إلى المشاركة مع شخص عزيز وقريب ما، هذه هي الطبيعة البشرية. لا يمكن أن نكون هذه المخلوقات الرائعة التي لا تكون بحاجة إلى العطاء والأخذ.
ولكن، وهنا أعني "لكن" بكل ما تحمله الكلمة من معنى، (هل تبدو "لكن" هنا كبيرة إلى الحد الذي أعنيه؟) العلاقات البشرية كما هي عليه الآن، تفسح مجالاً شاسعاً لاقتراف الأخطاء والتعثر والسقوط وإفساد العلاقة. نحن بحاجة إلى قواعد لأن قواعدنا قد بليت. نحن بحاجة إلى إرشاد حقيقي لما يجب عمله. أنت محق، كفاني حديثاً عن نفسي.
ولكننا جميعاً في واقع الأمر بحاجة إلى المساعدة واحياناً قد يجدي كثيراً أن تنظر إلى الأمور من زاوية مختلفة. إليك فيما يلي بعض القواعد غير التقليدية التي سوف تحملك على النظر إلى علاقاتك من منظور مختلف.
لن تجد أية قاعدة ثورية ولكنها القواعد التي لاحظت ملازمتها الدائمة للشخص الذي يقيم علاقات ناجحة بناءة مثمرة مستمرة طويلة إيجابية، فضلاً عن أنه الشخص الذي يتمتع بأكثر العلاقات إثارة وتحفيزاً وتقارباً وقوة.