التجديد في الحب هو سر بقاء السعادة:
السعادة الدائمة، تعني القُدرة على إبقاء العلاقة مُتجددة وحيويّة:
حاولت البشرية ولعدة قرون البحث عن سر الخلود، ولقد بحثنا في كل أنحاء العالم عن ينبوع الشباب، واخترعنا عددا لانهائي من مستحضرات التجميل والجرعات والنظريات ولازال سر الخلود يحيرنا.
وخلال ذلك، فأصدقاؤنا الصامتون على هذا الكوكب منذ فترة ما قبل التاريخ - سلاحف البحر العملاقة - تجدد نفسها وبهدوء ومنذ آلاف السنين، فإذا فقدت إحداها قدما فإنها تنمو مرة أخرى، وإذا دمرت صدفتها التي تحميها فإنها تجدد نفسها، وتعيش السلاحف بهذه الطريقة، ويبدو أنها تنقرض فقط على يد صائدیها، فقد اكتشفوا أن سر طول العمر هو التجديد.
وهكذا أيضا مع الحب. فالسر الحقيقي لجعل العلاقة تدوم هو أن يكون لديك القدرة على تجديد الحب والإبقاء على الشراكة قوية تتسم بالحيوية، وإذا فقدت جزءا من هذه العلاقة فعليك بتجديدها، وإذا دمر جزء عليك بإصلاحه وعندما تكون قادرا على غرس حياة جديدة في علاقتك مرة بعد مرة فستكتشف سر الحياة السعيدة للأبد.
كيف تحافظ على حياتك الزوجية متجددة؟
واحد من الأسئلة التي تتكرر كثيرا في العلاقات ذات المدى الطويل هی، "ماذا حدث للسحر في الحياة الزوجية؟".
يمكن أن تفقد شرارة الحب الأولى بعضأ من لمعانها بمرور الوقت، ويجد الطرفان نفسيهما يتوقان إلى الأيام التي كان حبهما فيها شديدا ، ورباطهما واضحا، وحماسهما المشترك إلى زواجهما حيا، ويتساءل الزوجان ما الذي يحتاجانه التغذية علاقتهما بنفس الطاقة؟ وأين الشرارة والإثارة التي كانت تغذيها في البداية؟، والإجابة في غاية البساطة ؛ فأي علاقة في حاجة دائمة إلى دعمها بصفة دائمة بطاقة جديدة ومتجددة.
كيف؟ من خلال الأفعال التلقائية، والضحك، وإعادة تجديد حياتكما المشتركة، والقيام برحلات.
حافظ على التلقائية في حياتك الزوجية:
التلقائية هي العنصر الأساسي للحياة، وإذا عرفناها، فهي الأشياء غير المتوقعة، ولايمكن السيطرة عليها، وهي مفاجئة. فالروتين يصبح متوقعا، ومعتادا، وللإبقاء على العلاقة متحفزة فأنت بحاجة إلى اللعب، والمرح، والإبداع والمفاجاة.
فكر في الأوقات التي مرت في حياتك كنت فيها تلقائية. ماذا حدث؟ لقد تم إبعاد الجزء التحليلي، والمتعقل، والمنطقي وقمت بفعل شيئا عنویا، مجنونة وأحمقا، ولكنه كان شعورا رائعا. في العلاقات، يمكن أن يعمل الإحساس بالتعجب على إخراج العلاقة من سباتها.
منذ عدة أعوام مضت، قال لي زوجی: "يوم الجمعة، سنذهب أنا وأنت إلى مكان ما. استعدي أمام الباب في الرابعة مساء وسأقوم بتحضير الحقائب، ومهمتك الوحيدة هي أن تكوني مستعدة في الميعاد".
لم أكن أعرف كيف أفكر. فلم يكن ذلك عيد ميلادي، أو العيد أو عيد الحب، ولم يكن عيدًا قوميًا أو إجازة نهاية الأسبوع، وحسبما كنت أعلم، لم نكن نحتفل بأية مناسبة، ورفض أن يخبرني بالمزيد وأمضيت باقي الأسبوع افكر في الأغراض والمنطق والمناخ وتسائلت: "هل يمكنه حقًا أن يجمع حاجياتي، وفي وسط الأسبوع؟" كنت أتحرق شوقا.
وفي يوم الجمعة، كنت مستعدة أمام الباب في الموعد المحدد. ودخلنا السيارة وذهبنا إلى مطار بوربانك ، وبينما يقودني إلى بوابة عليها لافتة لاس فيجاس، فهمت أنه ينوى قضاء نهاية الأسبوع في مدينة الأضواء، وبعد أن تحققنا من الحجز في الفندق قادني وأنا مغمضة العين في الردهة، ثم قادني إلى صالة العرض، حيث حجز لنا مقعدين في الصفوف الأمامية لأشاهد مثل الكوميديا المفضل لدى، وتلك هي واحدة من أكثر الذكريات المفاجئة والمرحة التي قدمها إلى، والتفكير فيها يجعلني أشعر بالسعادة ويرسم الابتسامة على وجهی.
التلقائية يمكن أن تكون في أكثر من صورة. يمكن أن تأتي كلحظة سحرية من أحد الطرفين، كما فعل زوجي، أو ربما تأتي من قرار مشترك للقيام بفعل شيء ما. هذا الفعل يمكن أن يكون في منتهى البساطة مثل أن يسيرا في الحديقة، وفجأة يقرا الذهاب إلى حفل صاخب، أو يذهبا للرقص أو قيادة السيارة إلى القرية، حجم الفعل ليس مهما، المهم هنا هو أن تسمح لنفسك بان تخرج من هذا الروتين وتتوقف ولو للحظة للهو معا، وفي النهاية، اللهو هو الذي يبقى على العلاقات مثيرة.
الضحك والسعادة في الحياة الزوجية
الضحك هو واحد من أفضل الأوقات سعادة في الحياة، ويمكن أن تستمتعا به معا. فيمكن أن يرتفع بروحك ومزاجك ويدفي قلبك. عندما يشترك اثنان في هبة الضحك فهما يحتفلان بالروعة والابتهاج. الضحك ما يقوى الروح التي تربط بينكما، ابحث عن حس الدعابة في الحياة اليومية على قدر المستطاع. ابق على أذنيك وقلبك مفتوحين لالتقاط اللحظات المرحة، أو تذکر نشاطاتك أو ذكرياتك التي ضحكتما عليها معا في الماضي.
أعرف زوجين كان يحبا الأفلام الكوميدية، وكلما شعرا أنهما بحاجة إلى تغيير يقومان بتاجير أحد هذه الأفلام في إحدى الأمسيات ليضحكا معا، وهناك زوج آخر وهما بام ولويس ينتهي بهما الأمر إلى الضحك كلما ذهبا لممارسة الباتيناج وذلك لأن لويس لايجيدها، وكلما فعلا ذلك فهما يبقيان على علاقتهما حياة ومتوهجة، فالطريق الذي تمشي فيه مع شريكك ملئ بالصدمات وأنت بحاجة لأن تتشاركا الابتسام وتشعرا برجفة الضحك في أعماقكما، وأن تكونا قريبين من مصدر السعادة، وتزيدا من حيوية العلاقة بينكما.
أهمية الدعابة والضحك في حياتك:
غالبًا، عندما يبدأ الشخص في البحث عن شريکه فهو يبحث عن الشريك المثالي، والذي يميل دائما إلى الدعابة، ويكون ذلك بسبب أن هناك شيئا مشتركا بينكما يجعلكما تضحكان، فعندما تجد أنت وشريكك أشياء مضحكة تضحكيا معا فأنت تنحاز وتتوحد مع الجزء الطفولى داخل كل منكما، فالسعادة التي تشعر بها عندما تضحك أنت وشريكك على نفس الشيء بأحد الأفلام، أو عندما تجد نكتة هزلية تثير السخرية، يمكن أن تستدعيها كلما بدأتها في الضحك معا. فهذا الفعل سيجددك مرة بعد مرة.
إعادة تشكيل واقع حياتك الزوجية:
لقد أخبرني "مارتی" و "رونی" عن برنامج حياتهما، فهو طبيب أسنان وهي مستشارة. في كل عشر سنوات ، يأخذان سنة إجازة ويقومان فيها بمغامرة لها شقان. الأول هو التخلي عن مسؤولياتهما في السنة التاسعة ويرسلا إلى منافسيهما ومرضاهما وزبائنهما ليخبروهم بذلك، والثاني أن يدخلا في مغامرة المدة عام.
وللإبقاء على علاقتهما نشطة فهما يعيدان تشکیل واقعهما كل عشر سنوات.
فنحن نقضى الكثير من الوقت لخلق مناخ مريح لحياتنا التي تبدو متعذرة الفهم للتفكير في تغيير كل شيء بمجرد أن نستقر. ولكن تحريك الأشياء هو الذي يجعلك أنت وشريكك راضيين باختياركما وتعيشا في حالة جميلة من التجديد المستمر.