قد تظن أن هذا أمر واضح وعادي للغايةن وقد يدفعك هذا للتساؤل عن سبب ذكرى هذه العبارة هنا، وانا أعتذر بصدق إن كانت العبارة تتسم بشيء من التحكم، أو التهكم، أو التحقير، أو الفظاظة. أنا لا أقصد أية إهانة أو إساءة، وأقدر لك أنك تفكر لنفسك. ولكن ما أعنيه بهذه القاعدة هو أننا يجب أن نتسم بوضوح كامل بشأن آرائنا، ويجب أن نستشعر بداخلنا حس الهوية، ويجب أن نتسم بالحزم والحرص الذي يجنبنا الانجراف بسبب آراء الآخرين ونظرتهم إلينا. إنه أصعب مما قد يبدو لك لأول وهلة. نحن جميعاً نشعر بالضعف في قرارة أنفسنا. نشعر جميعاً برغبة في الاندماج، وبرغبة في أن نكون جزءاً من الجماعة، وبرغبة في التقدير، وبرغبة في الانتماء. ولكن الخوف كل الخوف من "سوف أكون ما تريدني أن أكونه".إن التفرد، أو الاختلاف أو الإبداع قد يدفعك إلى الظن بأنه سوف يتم استبعادك. ولكن الشخص الناجح بحق لا يستبعد، وغنما يبقى دائماً قائداً بسبب اختلافه وتفرده. إن كنت غريب الأطوار وفظاص وجارحاً فسوف يتم استبعادك بالطبع. ولكن إن كنت طيب القلب ومكترثا بالغير ومهتماً بشئونهم ومحترماً فسوف تحظى بالحب والقبول. كما أنك إن كنت متفرداً في تفكيرك فسوف تحظى بكل التقدير والاحترام والإعجاب.
لكي تفكر لنفسك يجب أن تكون واثقاً من نفسك، ويجب ان تكون واضحاً في تفكيرك، وقدرتك على الإنجاز بنفسك. لا جدوى في أن تفكر لنفسك إن كانت كل الأمور تبدو مضطربة ومختلطة.
لديّ صديقة بالغة الذكاء والفطنة، ولكن كل آرائها مستمدة من الصحيفة القومية التي تقرؤها. اياً كان الرأي الذي سوف تبديه إزاء قضية ما فسوف تجد هذا الرأي متسقاً تمام الاتساق مع ما تقرؤه في الصحيفة. إنها تثق بها على أبعد حد، وتعجز عن تصور كم تبدو آراؤها متوقعة – حيث إنها تكون دائماً قائمة على ما قرأته. سوف تدافع عن وجهة نظرها بتمكن ولباقة وحكمة، ولكن في اتساق دائم مع آرائه الصحفية. أحياناً قد نكون جميعاً هكذا وقد نكون بحاجة إلى تغيير مصدر معلوماتنا من وقت إلى آخر للتاكد من أنها معلومات أصلية وجديدة.
بالطبع، لكي تفكر لنفسك يجب: أ-أن يكون لديك شيء تفكر فيه، ب-أن تبذل جهدك في التفكير. راقب مجموعة من الأشخاص تعرفهم، إن كانوا يبلون بلاءً حسناً في حياتهم فهذا يعني أنهم يتقنون النقطتين السابقتين. أما إن كانوا يسيئون التكيف، ويتشاحنون بشكل عام فهذا يعني أنهم – على الأرجح – لا يجيدون أيًّا من النقطتين.
