إقرأ في المقال

العطف كطريقة للحياة الزوجية

في المدرسة الثانوية التي التحقت بها، كان هناك بند بالتقرير المدرسی بعنوان "الاهتمام بالآخرين" حتى وأنا في تلك السن لم أكن أتخيل لماذا الاهتمام بأي شخص آخر غير نفسي يعد قيما ويستحق أن أحقق فيه درجات عالية، وبدا أنه من الأفضل أن أكون مهتمة فقط بما أشعر به، وما الكتاب الذي أريد قراءته أو الألعاب التي أريد أن ألعب بها، وأن أكون مهتمة بنفسي فقط، وكان هذا التفكير مقبولا بالنسبة لي.

وكسيّدة ناضجة أدركت أهمية الاهتمام بالآخرين. ولكني الآن أسميها: "عطف". أعتقد أنني قد تعلمت الكثير عن العطف عندما أصبحت أنا، فقد تحول اهتمامي الزائد بنفسي إلى طفلتي فقد كنت أحتضنها في كل الأوقات، وهي دائمًا لا تفارق أفكاري حتى وأنا لا أقوم بلا شی، لها أو معها، فمنذ لحظة ميلادها، كانت سعادتها هي من أولويات اهتمامی.

العطف هو أعلى وأطهر درجات الرعاية، فهو مثل الملاك الحارس الذي يشرف على سعادة الآخر. فالعطف به روح الكرم، والرأفة ولايعرف حدودا، فهو غیر آنانی، بهتم بالآخرين وملتزم بغیر تطفل أو استبداد، وفي الأساس، العطف هو أن تفتح قلبك وتمنح الخير لشخص آخر.

الرقة في الحياة اليومية مع شريكك

الرقة هي أن تجعل شريكك يحس بانك مهتم وله أهمية بالنسبة لك وأنك تفكر به، ويعني ذلك أن تقوم بفعل أشياء بتعمد لتظهر حبك. إنها القيام بالتنبؤ بما يحبه شريكك، ويريده ويحتاجه ثم تخرج عن روتينك وتمنحه إياه.

تظهر الرقة غالبة من خلال أشياء صغيرة، ولعلك سمعت مقولة: "أشياء صغيرة هي التي تحدث فرقا". الحياة في أغلبها سلسلة من التفاصيل الصغيرة مربوطة مع بعضها البعض، وعندما تستغرق وقتا لتصنع بعض التفاصيل بصورة أجمل لشريكك، فإنك تغذيه بحبك وتجعل حياته أفضل، لأنك جزء منها وتشعره بمدى اهتمامك به.

من السهل أن تكتشف طرقاً تعبر بها عن اهتمامك بمشاعر الآخرين. افعل أشياء صغيرة دون أن يطلبها أحد منك. قم بإعداد منشفة نظيفة لزوجتك فور خروجها من الاستحمام، ځذ قميصها المفضل إلى الخياط ليعيد الزرار الذي فيد، أو اشترى لها الصابونة التي تحبها.

فمن خلال هذه الأفعال الصغيرة تخبر شريكك أنه من الأولويات بحياتك وسعادته ورفاهيته هم شاغلك الأهم.

فمثلا، عندما كانت دونا في حالة من الحزن في أحد أيام الأحد الممطرة، خرج مات وأجر بعض الأفلام القديمة التي يحبان مشاهدتها. هذا التصرف البسيط مس قلبها وربط بينهما أكثر، وأضاء ليلتهما بهجة وسعادة.

المعاملة الرقيقة ليست بالضرورة الرومانسية الدائمة

لا يجب أن تعني الرقة في كل الأحوال، الرومانسية ولكنها يمكن أن تكون في الروح التي تحركك. كنت مؤخرا في رحلة عمل وأردت من زوجي أن يرسل إلى بالبريد الليلی کابل إضافي للحاسب الآلي.

وفعل ذلك ووضع رسالة قصيرة داخل الطرد تقول: "إني أفتقدك وأفكر بك ولا أستطيع الانتظار حتى أراك عندما تعودين للمنزل". لقد كان جميلا منه أن يرسل الكابل ولكن تلك الرسالة جعلت الطرد شديد الخصوصية بالنسبة لي.

حاول وضع بعض الرسائل الصغيرة التي تعبر عن اهتمامك: "هذا هو الوجه الذي أحبه". "إنك تعني الكثير بالنسبة لي". يمكنك أن تضع مثل هذه الرسائل في أماكن غير متوقعة مثل دولاب الجوارب، جيب السترة، في الثلاجة. هذه الرسائل ترسم الابتسامة على وجه شريكك وتفتح قلبه وتمس وتر الخصوصية.

في بعض الأحيان يتم تقدير الرقة عندما تفعلها في السر، وأسمى ذلك بالحالة، وهذه الحالة تشعر بها عندما تكون سعيدا وتفعل أشياء خيرة للآخرين، وتبعث البهجة في قلوبهم دون انتظار أن يلحظوا ذلك في المقابل، وعندما تقوم بدور الجني نحو من تحب، فإنك تبحث عن الفرص لتصنع أشياء خفية تجعلها تبتسم أو تضحك. مثلا، يمكنك أن تجدد اشتراكها في مجلتها المفضلة، أو تدفع قيمة اشتراك جراج لسيارتها.

إن الرقة ليست صفة وراثية يولد بها البعض ويفتقدها البعض الآخر. ورغم أن بعض الناس قد يكون مهيا لها اكثر من الآخرين إلا أن كل شخص بإمكانه أن يتعلم هذه الصفة. فكل ماتتطلبه هو الإدراك والاستعداد لإسعاد محبوبك. بالإضافة إلى قليل من الإبداع.

الإحترام والفخر بشريك حياتك:

الاحترام يعني أن تفخر بشريكك، وإذا فخرت به، فسقدر وجهة نظره، وتستمع إلى كلامه وتحترم مشاعره، وهذا يؤدي بدوره إلى أن تعامله بإجلال.

فاحترام الشريك هو ما سيمنعك من الشعور بالإحباط أو ایة مشاعر سلبية تحس بها نحوه.. فشريكك هو محبوبك وليس مجرد حقيبة، فأثناء قيامها بدعمك والوقوف بجانبك عندما تحتاج تنفيسا لمشاعرك، فهدفها ليس تحمل الجانب الأعظم من تلك المشاعر "فالعودة من العمل بعد يوم مرهق والصراخ في وجه زوجتك يعد عدم احترام لها من جانبك". تذكر دائما أن شريكتك هی حليفك وليس عدوك ، عاملها على هذا الأساس.

مهما تكن الطريقة التي تتحدثين بها إلى شريكك فهي انعكاس لمدى احترامك له، فلن تقومي بالحديث مع شخص تحترميه بسخرية وتقللي من شأنه فذلك لن يكون ملائمة، فالحديث بطريقة حادة تجرح مشاعر شريكك أكثر من أي جرح بدنی. ځذ حذرك من نبرة صوتك التي تتحدث بها إلى شريكك، فهو يستحق أن تحادثه باحترام کالذي تتحدث به مع أي شخص آخر ذی مكانة عالية.

ومهما كانت طريقة تعاملك مع شريكك في وجود آخرین فهی انعکاس آخر لاحترامك، فإذا وضعت من حولك في مكانة عالية فلن تفكر في التقليل من شأنه، ولن تقوم بتصحيح مايقوله أو تعترض على قوله أمام الآخرين، ولن تقاطعه أثناء حديثه، فهذا علامة على أنك غير مهتم بما يقوله.

لقد ذهبت لتناول العشاء منذ فترة مع زوجين، وقد صدمني الزوج الذي كان يقاطع الزوجة كلما حاولت أن تتكلم، وفي كل مرة يفعل ذلك، كنت أراها تنطوي على نفسها. من الواضح أنه لم يكن يحترم عقليتها أو طريقة تفكيرها.

عندما تجازف أنت وشريكك، على كل منكما أن يتحمل مسؤولية الآخر ويكون أفضل سند له، فمثلا عندما اصطحب ديفيد، "لان" إلى عشاء عمل كان يبذل قصارى جهده ليعطي انطباعاً جيداً عن لان؛ لأنه يحترمها، فقد كان سلوکه هو التدعيم لها.

يتطلب الاحترام أن تعطي شريكك ما ينفي الشك إذا ما كان هناك سؤالا عن تصرفاته أو دوافعه، فالقفز إلى استنتاجات تتهمه يشير إلى عدم الثقة، والثقة تسير جنبا إلى جنب مع الاحترام، فالاحترام يعني أن تؤمن بأن شريكك بری، حتى تثبت إدانته، وأنك تقف بجانبه خلال عملية إثبات ذلك.

الاحترام يخرج أفضل مافي نفس كل منكما. فكل منكما يشعر بمسؤوليته تجاه وجهة نظر الآخر فيه، وبالتالي يوحى إليه بالتصرف بتقدير. فعندما يحترم شخصان كل منهما الآخر فإحساسهما الذاتي بأهميتهما يزداد وتزداد قوة الترابط بينهما.

أهمية طريقة المعاملة بين الزوجين:

إن طريقة معاملتك لمن تحب وكيفية معاملته لك تحدد مدى قوة العلاقة. الاهتمام الذي يمنحه كل منكما للآخر، وسيل الأخذ والعطاء والرقة التي يغمر كل منكما الآخر بها كلها طرق يمكن أن تقدر شريكك بها وتقوي من خلالها أواصر اتحادكما.

اعتن بالعلاقة التي بينكما، فهي كالحديقة الجميلة تحوی معجزات رائعة يمكن أن تحدث ولكنها تتطلب وقتا وحبا واهتماما وطاقة وجهدا تبذلانه معاً.