منذ سنوات عندما كنت أعمل في مجال ما، كان كلما وقع خطأ، تنهد رئيسي في العمل وأجابني قائلاً: "حسنا، أعتقد أننا يجب أن نجرب "الحل الأمريكي"*[1]. إن ما كان يقصده تحديداص من وراء ذلك هو استخدام المال في حل المشكلة. كثيراً ما تجدي هذه الطريقة في مجال العمل، بل وقد تصنع المعجزات في التصدي للمشاكل، ولكن مشاكل الحياة تحتاج إلى طرق مختلفة، تحتاج إلى لمسة أكثر رقة وإنسانية. نحن نميل إلى الاعتقاد بأننا إن دفعنا ببعض المال فإن المشاكل سوف تحل بدلاً من أن نسعى عن البحث عن طرق لحل المشاكل عن طريق بذل الوقت والجهد والاهتمام.
دعنا نعد ثانية إلى مسألة التقدم في العمر. ربما تظن أن تخصيص بعض المال لإجراء عملية تجميلية جراحية يمكن أن يكون هو الحل الذي تبحث عنه ولكنه ليس كذلك، إنه فقط يؤخر الأشياء كما أنه يمكن أن يوجد المزيد من المشاكل الأسوأ التي يصعب حلها. يفضل في مثل هذه الأحوال كثيراً أن تلجأ إلى الحل الذهني النفسي للتعامل مع التقدم في السن وصولاً إلى طريقة أكثر مهابة وتبجيلاً. إن بدا لك شخص تهتم بأمره مشتتا ومتوترا وليس كعادته فإن شراء هدية له قد يحسن حالته المعنوية بعض الشيء، ولكن الأفضل (والأرخص) هو أن تخصص له بعض الوقت، وتخرج معه في نزهة وتسأله عن أحواله، وتطلب منه أن يفضي إليك يمكنون نفسه، أي تمنحه فرصة للتحدث.
نحن نميل إلى الاعتقاد بأننا إن أنفقنا المال على شيء ما فسوف تحل المشكلة. ولكننا أحياناً قد نكون بحاجة إلى الحل القديم، وهو تخصيص الوقت والانتباه والاهتمام للتعرف على المشكلة. مثلما كان يفعل أجدادنا. لم يكن أجدادنا يلقون بالأشياء، ويقتنون أشياء أخرى جديدة عندما يصاب الشيء بالعطب أو العطل وغنما كانوا يجلسون في صبر واناة في محاولة للتعرف على المشكلة وسببها، وإن كانت هناك وسيلة فعالة لمعالجتها، كان هذا ينطبق على العلاقات بقدر ما كان ينطبق على إصلاح الساعات والأجهزة.
إن إلقاء أو بذل المال سوف يشعرنا بالقوة والنضج في الوقت الذي قد لا نكون فيه بحاجة إلا للتروي والتحقق لنرى ما إن كان بوسعنا أن نبذل جهدا لتغيير الوضع بشكل آخر. أعلم أنني مذنب في هذا الصدد مثل أي شخص آخر. وهو ما أقترفه دائماً حال شرائي للسيارات. فأنا أقدم على شراء سيارة التي عادة ما تكون غالية الثمن، ومسايرة لآخر خطوط الموضة، وباهظة التكاليف عندما تتطلب الإصلاح. وعندما يحدث ثمة خطأ وهو ما يحدث دائماً لا محالة، أتصل بقسم الصيانة، واطلب منهم الحضور لإصلاحها مقابل ثروة. كم كان يمكن أن تكون حياتي أكثر بساطة إن كنت قد تراجعت إلى الوراء، وتفكرت جيداً، وقررت اقتناء سيارة مناسبة في المقام الأول. إنه خطأ في الأساس. إن إنفاق المال على السيارة الآن لن يحل المشكلة وإنما سوف يرجئها فقط. سوف يؤخرها لحين حدوث خطأ أو عطل آخر في السيارة. وهو ما سوف يحدث لا محالة. صدقني سوف يحدث هذا وهو ما يحدث دائماً. وفي هذه الحالة فإن الحل الأمريكي لن يجدي أبداً.
[1] لا أقصد بهذا أي تجريح أو تحقير للأمريكيين أو حلولهم. إنه حل مجدٍ بالفعل. ليس لديّ أي اعتراض على هذه الطريقة في مجال العمل، ولكنها طريقة غير مجدية في الحياة الشخصية، ولكنني لا أقصد اية إساءة أو أن أبدو فظاً.