يجب أن أقر أن زوجتني هي التي لقنتني هذا المبدأ، وانا مدين لها به إلى الأبد. لقد كان يبدو لي دائماً من الطبيعي أن أبحث عن السعر أثناء التسوق. ربما هذا هو مقصد الزبون دائماً. كنت أقرر ما أريد، وأخرج لشرائه بأرخص الأسعار، واشعر بالرضا عن نفسي لأنني وفرت المال، ولكنني كنت بعدها أشعر دائماً بخيبة أمل بما اشتريه. كانت الأشياء تتكسر أو تتعطل أو تتقادم، أو تبدو متهالكة بعد فترة قصيرة. كنت أعيش في فوضى، وكان السبب هو تلك الأشياء الرخيصة، إذا كان ما يجب عليّ تعلمه هو فن اقتناء الجودة.
وهو ما يتلخص أساساً في الآتي:
- اقبل الأفضل على الإطلاق وليس الثاني.
- عن كنت لا تملك الإمكانية المادية، فلا تشتر وإنما انتظر إلى أن تدخر المال اللازم.
- عن كان لابد من اقتناء الشيء، فاشتر أفضل ما يمكن شراؤه.
هل يبدو هذا سهلاً؟ حسناً؟ لم يكن الأمر سهلا بالنسبة لي. لقد استغرقت وقتاً طويلاً على أن اعتدت ذلك. لم يكن للأمر علاقة بأنني لا – ولم أكن في وقتها – أكترث بالجودة، وأقدر الإتقان وغنما بأنني كنت أتصرف برعونة. إن كنت أظن أنني أريد اقتناء شيء كنت أشعر أنني أريده الآن وفي الحال. وإن لم يكن بوسعي أن أقتني الأفضل على الإطلاق، كنت أرضى بشراء الأرخص ثمناً. إنني في واقع الأمر – وهو السلوك الانجليزي المميز جدا – كنت أرى أن عقد الصفقة هو كل ما في الأمر. نحن لا نحب أن نتحدث عن المال، ولا نحب أن نفتخر بثمن الأشياء، ولكننا يجب أن نحرص على اقتناء ما هو قيّم.
إن البحث عن الجودة لا يعني أن تكبل نفسك بالأعباء، وتتخطى مستوى إمكانياتك المادية – إن كنت لا تملك الإمكانية المادية فلا تشتر، إن البحث عن الجودة يعني أنك تقدر الأشياء الراقية، أو يعني أنك تدرك جيداً معنى شراء الأشياء القيمة متقنة الصنع فهي:
- تدوم أكثر.
- تكون أكثر قوة.
- لا تنكسر بسهولة.
وهذا يعني أنك لن تكون بحاجة لاستبدالها بأخرى. أي أنك في واقع الأمر سوف توفر على نفسك المال. كما أنك أيضاً سوف تبدو في مظهر أفضل، وتشعر أنك في حال أفضل.
والآن بعد أن تمرستُ على هذه القاعدة أصبحت أجد متعة كبيرة قبل اقتناء شيء ما، وأصبحت أتأكد قبل الشراء أنني بصدد اقتناء الجودة وليس السعر. ومع ذلك فغنني ما زلت أحرص على عقد الصفقات. لقد أصبحت الآن أبحث عن الجودة، ولكنني أسعى لاقتنائها بأقل الأسعار.