محتويات المقال

 

 

تحوّل من السلبيّة إلى الإيجابية مع شريك حياتك:

إذا كنت ترغب في أن تزدهر علاقتك فأنت بحاجة إلى التركيز على النقاط الإيجابية في شريكك وليس العيوب، وبحاجة أيضا إلى أن تتخيل شريكك كاملا بالضبط كما هو أر مي. ففي النهاية تلك هي الصورة التي قابلتها بها أول مرة.

قد بذاكرتك إلى ذلك الوقت وانسخ في عقلك الصورة التي كانت عليها شريكتك في البداية ، أي عندما كانت تقوم بأي شيء ويلقى قبولا من جانبك - وقد يصل إلى حد وصفه برائع - ولايعني ذلك ألا تنظر في العيوب التي ل اترضى عنها في شريكك ولكن القصد هنا أن تنظر إلى الأشياء التي تعجبك جنبا إلى جنب الأشياء التي لا تعجبك.

والحفاظ على تلك الحالة يعني أن تتذكر أن تروى النباتات، ويعني ذلك أن تعود بذاكرتك إلى اختيارك، وتتذكر لماذا اخترت ذلك الشخص منذ البداية، والتركيز على هذه المميزات التي جعلتك تحبه. فهناك شاب أعرفه أخبره صديق يكبره بأن يتوقف مع نفسه في تلك اللحظات التي يشعر بالحب تجاه زوجته، ويكتب قائمة بالميزات التي يقدرها فيها، وبهذه الطريقة ووقتما تضايقه زوجته يعود إلى القائمة ليحافظ على مشاعره الحقيقية والأمر يحتاج إلى طرف واحد يخرج نفسه من الدائرة اللولبية، ويحول هذه الدائرة اللولبية السلبية إلى الدائرة اللولبية الإيجابية، ويتطلب ذلك من شخص واحد بان يقف للحظة، ويعود بذاكرته إلى ما كان يحبه في شریکه، ويختار التركيز على ذلك وليس على ما لايحب، فمن هنا يمكنه أن يحول اهتمامه من النقد إلى التقدير.

ولأن التقدير يجلب تقديرًا مماثلا فسيستجيب الشريك، وستعود الأمور إلى مجراها الطبيعي.

عينة للتغيير في أسلوب التعامل بين الزوجين:

تقابل كل من "کاری" و"أندی"، وكان كلاهما سعيدا ومبتهجا بالآخر، وكانت مرحلة شهر العسل بينهما مليئة بملاحظات الحب وطوفان لانهائی من المجاملات وتقریبا تقدیر دائم لكل من مميزات الآخر. أحبت کاری الطريقة التي يعبر بها آندي عن نفسه، وأحب آندي الطريقة التي تستمع کاری بها إلى كلماته، وأحبت کاری أسلوب آندي في اختيار ملابسه، وأحب آندی شعر کاری الأشقر المجعد، واستمرت المجاملات، ولم يخجل أحدهما من أن يسرد منها دائما ما يسعد الآخر.

ومضت ستة أشهر وتزوجا، وشعر آندی بالراحة مع كاری فترك لنفسه العنان ليظهر سلوكه، وأصبح مهملا في بعض الأمور. فكان يترك أكواب القهوة نصف مملوءة على المنضدة، ويترك المناشف مبتلة على السرير، ويترك حذاءه أسفل درجات السلم، كل هذا أصاب کاری بالفزع، وبسرعة بدات تشير إليه لينتبه آندى للحالة التي أصبح عليها.

ووجد آندي في ذلك التغيير فرصة ليجعل کاری تعلم كم الضيق الذي ينتابه عندما تنسى أن تخبره عن رسائل هاتفية هامة، وأضاف أنه سيكون ممتنا لها لو تركت الهاتف ولو لعشر دقائق كل ليلة ليستطيع إجراء بعض المكالمات، وبالرغم من أن هذا التغيير لم يكن صعبا إلا أنه كان تحولا شديدا من حالة الحب والتقدير التي كانا عليها إلى الملاحظات الحادة والنقد اللاذع.

وقد فتح هذا التغيير الباب للملاحظات النقدية والتعليقات اللاذعة في الأسابيع التالية، وقد شکت کاری بإصرار من عادات آندي ولجات إلى الإهانات، وأخبرها آندي أنه لايحب المناقشة أثناء مشاهدته للتلفاز. لقد كانا في حالة من الانسجام وفجاة تحول الاهتمام الإيجابي المتصاعد من ملاحظات إلى نقد مكثف.

وأخيرا لجأت کارى إلى، فقد كانت غير سعيدة لما وصلت إليه علاقتهما، وكانت تريد إيجاد حل، وشرحت لها أن طرفا واحدا منهما يجب أن يعكس تركيز الاهتمام على النقاط السلبية في الآخر، وسألت إذا كان كلاهما على استعداد للتركيز على مايقدره في الآخر، ويتوقفان عن جعل الضيق يتملكهما، وأشرت إلى أن الرغبة في ذلك مطلوبة، وأن أيا منهما يمكنه تغيير الآلية ليعود كل شيء إلى ما كان عليه ، وذلك بأن يختار التواصل وليس الثأر، ووافقت کاری على المحاولة.

وفي المرة التالية حاول آندي أن يستفزها بأنها سوف تخسر حساب أعمالها لأنها ليست نشيطة بصورة كافية، وبسرعة سيطرت کاری علی كلماتها قبل أن تخرج من فمها، وأخذت نفسا عميقا واستعادت في عقلها رغبتها في تغيير الموقف، وكانت تعلم بأن ذلك لا يمكن أن يستمر، فحاولت تغيير الاتجاه السلبي بالتحول من اللوم إلى التقدير.

وقد بدأت کاری بجعل آندی يعلم بان مايفعله يؤذي مشاعرها (تحولت من التحكم إلى المشاعر). ثم شرحت له أن أسلوب النقد والثار لن يجدي وأن علاقتهما أغلى وأثمن لكليهما، وليس أحد منهما يريد إيذاء الآخر، وعن طريق تقدير المشاعر وليس السخرية منها تمكنت کاری من استرضاء آندی، وفتح حوار أكثر مصداقية عما كان يجرى بينهما.

تعلّم الأخذ والعطاء في حياتك الزوجية

تكمن طاقة هائلة من العطاء في قلب من يحب، والعطاء هو التعبير عن المشاعر في صورة ملموسة، إنه كيفية الإعراب عن وفرة مشاعرك تجاه حبيبك، وكيف تصل إليه بالعاطفة، وكيف تمنحه ولاءك، فالعطاء لشريكك هو أن تمنح الحب لشريكك.

طُرق العطاء بين الطرفين

معظم الناس عندما يفكرون في العطاء، تجد أول شيء يخطر ببالهم هو الهدايا؟ فقد تربى معظم الناس منذ الطفولة على أن الحب يتم التعبير عنه من خلال لفافات جميلة مزينة بشرائط كبيرة، وبالرغم من أن الهدايا، بالطبع ، تعبیر مهم عن العطاء إلا أنها ليست الطريقة الوحيدة.

يمكنك أن تمنح شريكك الوقت، الاهتمام أو الجهد - فكل الهدايا بكافة المقاييس ذات قيمة، وأعظم هدية يمكنك تقديمها إلى شريكك موشی، لايمكن شراؤه ألا وهو ذاتك، كالتطوع بالقيام بمهامها إذا كان ضغط العمل عليها شديداً, أو التطوع بالذهاب معها إلى طبيب الأسنان الذى تخشاه, كل هذه الأفعال قيمة وتجعلها تحس بحبك الحقيقي.

ومؤخرا قام ستيفن زوج ديبرا بالتطوع للعناية بكلبها في نهاية الأسبوع لتتفرغ هي للقيام بمشروع هام. لقد كان ذلك نوعا من العطاء، ويعني لها أكثر من أية زهور أو شكولاته أو مجوهرات. ببساطة أنت لايمكنك أن تضع دولارا في شيء لايساوی. ولكن تلك الأشياء التي لايمكن إحصاؤها هي الأغلى.ط

حقق الأماني لشريك حياتك كلما استطعت:

تحقيق الأماني لشريكك يعد من أحسن الطرق التي تعبر بها عن عطائك لن تحب، وتحويل أماني شريكك إلى واقع يمنحه إحساسا بأن اتحادکیا معجزة.

اطرح أسئلة لها علاقة باهداف وأحلام وأماني من تحب. بغض النظر عن حجم ميزانيتك فهناك دائما طرق لتحقيق تلك الأماني، فإذا حلم مثلا بالذهاب إلى أفريقيا، ربما ستجلب الابتسامة إلى شفتيه إذا أهديته شريط فيديو أو ملصقات عن البلاد التي سيسافر إليها.

وإذا كان يتوق إلى إجازة، فربما تغني إجازة صغيرة في شكل رحلة لمدة يوم إلى منتجع أو مجرد دعوة على الغداء. السر هنا هو الإصغاء وبعناية إلى ما يرغبه شريكك، والبحث عن طرق خلاقة لتحقيقها.

أخيراً، قد يتخذ العطاء صور أفعال بسيطة كاحتضان الآخر، والإيماء إليها بطريقة ما عندما تكون متوترة، وسؤالها عما فعلته في يومها والإصغاء إلى كلامها باهتمام، وإحضار الشوربة لها عندما تكون مريضة، حمل کنیها عندما تكون خائفة، وأن تكون بجانبها في حزنها، كل تلك الأشياء أفعال صغيرة للعطاء تصنع فرقا كبيرا بين العلاقة العادية والمزدهرة. وتذكر، أنه عندما تشارك أحدا أفراحه فإنك تضاعفها، وعندما تشاركه الحزن فإنك تقلل منه.

تبادل المعاملة بين الزوجين:

آخر قضمة من الفطيرة يجب أن تذهب إلى أحد ما، إذا كان كل منكما يفكر في أخذ آخر قطعة لنفسه، فسيفترض كل منكما أن الآخر لايفكر سوى في احتياجاته ورغباته وليس في الآخر - فكلاهما محبوس في أسلوب "الأخذ".

أما إذا كان كلاكما يفكر في الآخر؛ فسيحاول كل منكما أن يمنح القطعة للآخر - وذلك تعبيرا عن أن كلاكما في حالة "العطاء"، وربما سيقبل أحدكما، أو ستقوم بتقسيمها إلى نصفين فيمكن لكليكما أن تستمتعا بالمذاق الأخير.

المهم هنا، هو الروح التي تتعاملان بها مع الموقف، وأن تشعر الآخر بانه ياخذ نصيبه طوال الوقت.

توجد بين الشركاء دائرة تبادلية للعلاقات، وتكون هذه الدائرة متوازنة بشكل نموذجي، وتدور بسهولة لأن كلا من الطرفين يشعران بالحب وبأن هناك من يسمح لها ويقدرها ويحترمهما بصورة متماثلة فتبادل الأخذ والعطاء متساوی.

وعندما تنقطع هذه الدائرة، وسيل الأخذ والعطاء يصبح غير متوازن، فسيشعر أحد الأطراف وربما كليهما بانه مخدوع وغير مرغوب فيه، فيتوقف أحدهما عن العطاء كما كان يفعل سابقا ويستجيب الآخر بالانسحاب أيضا، وفجأة تصبح العلاقة ليست أخذا وعطاء، ولكن أخذا وأخذا، ومع طرفين كلاهما يأخذ ولايعطى سيجف نبع الحب بسرعة شديدة.

وعندما يختل التوازن في العلاقة التبادلية، تظهر صفحات متوازنة خفية في اللاوعي لدى كل منهما، ويبدأان في الحفاظ على تسلسل الأفكار من فعل ماذا، ومن أعطى ماذا لمن، ومن يدين للآخر بالجميل، والوقت، والاهتمام، والحب أو أي شيء آخر. إذا تصاعد الموقف ولم يتم التعامل معه بحكمة، ستاتی عواقبه في كل مرة حيث يتفاقم الغضب إلى نفور، والنفور كما نعلم يولد المشاكل.

ومفتاح تجنب مثل هذا السيناريو هو أن نعی متى يختل توازن نسبة الأخذ والعطاء، وأن نتعامل مع ذلك في الحال بأن تعطي ونمنح، ويمكن أن يتم ذلك من خلال الاتصال الواضح والتفاوض ؛ حتى يشعر كل منهما مرة أخرى بأهميته لدى الآخر.

تجنب الآنانية في حياتك الزوجية:

هناك أربع طرق يمكن أن تخل بدائرة الأخذ والعطاء:

  • عندما يعطى أحدهما قليلاً جداً.
  • عندما ياخذ أحدهما كثيرا جدا.
  • عندما يأخذ أحدهما قليلا جدا.
  • عندما يعطي أحدهما كثيرا جدا.

تنبثق الشكوى من أول ديناميكية - عندما يعطي أحدهما قليلا جدا، ودائما مايكون أحدهما لديه توقعات لايتوقعها الآخر، ويشعر ببعض الفتور من شریکه لأنه لم يعطه مايحتاجه أو يريده، وربما ينتهي الأمر بإحساسه بأنه مخدوع أو أنه أمر مسلم به، ثم تظهر أعراض مرضية على العلاقة، وإذا كان شريكك، من منظورك، يعطى القليل، فستحتاج إلى أن تواجه الموقف مباشرة، وتتفاوض من أجل الوصول إلى الحل الذي يعيد التوازن.

وذلك واحد من هذه السيناريوهات التي تكون فيه خطوات التواصل الفعال القانون الخامس) مفيدة للغاية، وستحتاج لأن تبدأ بنهم ما الذي تريده من شريكك ، وقولك ببساطة إنك تحتاج إلى المزيد" ليس كافيا ، فيجب أن تصرح له بالتفصيل ما الذي تريده "أكثر". وإذا لم يمنحك شريكك ماتريده أو تبنيه في التو واللحظة ، فمن المحتمل لأنه لايعرف ماذا يعطيه لك أو كيف، وكلما ساعدته أكثر ليعرف الكثير عنك وكيف يمنحك ماتريده، أصبحتما أكثر سعادة.

تجنب العطاء القليل في حياتك الزوجية:

ودائما بمعنى العطاء القليل، الأخذ الكثير، وأولئك الذين يأخذون أكثر من نصيبهم العادل يستنزفون شركاءهم، وبصفة عامة، يطغي الضيق على مستوى الأخذ والعطاء، وذلك بعدم توفير مايملكه من موارد لإشباع الآخر، فإذا أخذ شريكك منك الكثير دون أن يعطي في المقابل فسيتضخم الشعور بالاستياء داخلك، وستحتاج إلى التوجيه والتكيف قبل أن يفوق الأمر احتمالك.

ومن المحتمل أن يقوم أحدهما بإفساد التوازن التبادلي بإعطاء الكثير أو أخذ القليل، ويقع معظم الأزواج في هذا الفخ، لأنه يبدو لهما وكانه أكثر الطرق التي لايبدو فيها أنانية. كلمة "أخذ" تبدو أنها سلبية وتحمل بين طياتها معنی الطمع. ولكن، مايهم حقا في العلاقات هو تقبل ماقدمه لك الطرف الآخر.

ويمكن لخلل في التوازن أن يحدث إذا رفض أحد الشريكين أن يخرج من دائرة العطاء إلى دائرة الاستقبال ، فبعضهم يقول إنه يفعل ذلك بدافع من الحب أو الكرم، ولكنهم يعوقون التدفق الطبيعي للأخذ والعطاء، وذلك بإفساد التوازن في عقل كل من الطرفين.

فعلى سبيل المثال، كان دانیال غرق شريكته لين بالهدايا الثمينة والعروض السخية، فقد كان يصحبها للتسوق ويشترى لها ملابس باهظة الثمن، وكان يقوم بأشياء جميلة مثل صيانة سيارتها، وعندما قدمت لین هدایا - مادية وغير مادية - في المقابل، رفض دانيال وقال: "إن الهدية الوحيدة التي يريدها هی أن تكون سعيدة دائما".

لم تشعر لين بالسعادة ولكنها أحست بالذنب، فهي لم تكن تستطيع أن تعي الحقيقة، وفكرت أنه ربما أيضا تكون قد راودته نفس الفكرة، وذلك بوعي أو غير وعي، وعندما رفض دانیال عروض هداياها كان يخل بالميزان، وقطع تدفق الأخذ والعطاء، فقد أنكر دانیال سعادة لين وهي تعطى حبيبها هدية.

فالعطاء الفائق والأخذ القليل سيسبب ضررا للعلاقة، فبكلتا الطريقتين سيختل الميزان، والطريق الوحيد الموثوق للحفاظ على تدفق سيل الأخذ والعطاء هو أن تعطى شريكك من قلبك، دون اتباع برنامج، وتسمح لشريكك أن يقوم بنفس الشيء في المقابل. فليس هناك نقاط إضافية لمن يعطي أكثر وياخذ قليلا ولكن الإضافة تكون عندما يشعر كلاكما بنفس التقدير والود والأفضلية.