الفترة النشطة من المرحلة الأولى للولادة
في خلال الفترة النشطة تتوالى الإنقباضات وتتقارب بفاصل قصير يبلغ عادة من 3 إلى 4 دقائق وتطول مدتها فتستمر الانقباضة ما بين 40 إلى 60 ثانية وتقوى وتشتد وما أن تبلغ نهايتها إلا وأخرى تتبعها من جديد. ويتسع عنق الرحم في هذه الفترة إلى ۷ سنتيمترات. في هذا الوضع وهذه الفترة إذا لم تكوني داخل المستشفى أو مركز التوليد، فعليك التوجه إليه مبكراً في تلك الفترة.
يحتمل في خلال هذه الأحداث أن ينصب تفكيرك على ملاحظتها ويتوقف تفكيرك في أي شيء آخر، والأفضل ألا تصبي تركيزك على ما يحدث خلال هذه الفترة السابقة للولادة، ولذلك إن كنت قادرة، حاولي السير في المكان قليلاً كل فترة أو تغيري وضعكِ وموضعكِ كل فترة. وحاولي في هذه الفترة أن تتبولي حتى ولو لم يكن لديكِ الإحساس أو الميل لذلك.
بعد هذا المجهود وما اتبعته من تعليمات سنراكِ مجهدة الآن. حاولي أن تستريحي فيما بين الإنقباضات قدر ما استطعت. (وقد يبدو ذلك شيئاً صعباً ولكنك بحاجة لتوفير كل طاقتك).
إذا شعرت بالظمأ، فليحضروا لكِ ماء أو رقائق من الثلج لتمصيها. وإذا كان الألم شديداً وشعرت بحاجة إلى مزيل للألم أخبري الممرضة المشرفة عليكِ. في أوقات كثيرة ستنصحك الممرضة بالإنتظار والصبر لمدة ربع الساعة أو نصف الساعة ثم تعيد ترتيب حساباتها إذا ما كنتِ ما زلت بحاجة إلى الدواء.
اجعلي زوجك والممرضة على علم دائم بما تشعرين به ويحدث لك. وعندما تبلغين مرحلة أنك لا تقدرين على الكلام أثناء الانقباض الرحمي، فيمكنك ممارسة تمرينات التنفس ويمكن أن يساعدكِ زوجكِ في ذلك. وإذا ما بدأ شعورك بآلام في الظهر اطلبي مساعدة الممرضة في الضغط على أسفل الظهر أو تدليك الظهر في المناطق التي تسبب لك التعب. وتستغرق الفترة النشطة بكل ما فيها من تطورات في الولادة لأول مرة مدة تتراوح بین ۱۲ و۱5 ساعة في المتوسط.
فكرة ذكية
رغم أن فصول الولادة مليئة بالمتدربات (وهي تقام من أجل التثقيف الصحي للحوامل إستعداداً للولادة , وقد تم إعدادها بشكل علمي مدروس ,فإن بعض النساء يجدن تمارين التنفس مثلاً مثيرة للحيرة والإرتباك والضيق,أو أنها فقط صعبة أكثر من اللازم . فهدئي من روعك ياسيدتي .إذ لا يقصد بتلك الدروس أنك سترسبين في إمتحان الولادة إذ لم تحضريها ,إنه إختياركِ أنتِ,والمولود سوف يجيء علي أيه حال وأياً كان الأمر.
المرحلة الثانية من الولادة
المرحلة الثانية من الولادة شديدة ومؤثرة ولكنها لحسن الحظ لا تستغرق طويلاً. وهي التي يتسع فيها عنق الرحم من 4سم إلى10 سم وهو أقصى إتساع له. وتأتي فيها إنقباضات الرحم واحدة تلو الأخرى وقد وصلت الآن إلى ذروة قوتها. وتستغرق الإنقباضة دقيقة لتتلوها الأخرى بدون لحظة من الراحة. ويطلق على آخر ثلاث سنتيمترات في إتساع عنق الرحم "الإنتقال" أو "التحول" وفي لحظاتها تشتد الإنقباضات بشكل غير معقول وهذه الفترة تسمى الفترة الانتقالية.
هذه المرحلة من الولادة مؤلة بشدة، ولذلك فمن الأفضل أن يتم الإعداد لها. والألم فيها لا يعني وجود خطأ ما ولكنه من أثر تمدد قناة الولادة (أي "ممرالولادة" وهو الطريق من الرحم عبوراً بعنق الرحم إلى المهبل) وسوف يزيد إيلام تمددها. بعض النساء يجدن أن الإنقباضات غير محتملة. وقد تصابي بالغثيان أو القيء. وقد ترتعد ساقاك أو يحدث لك تقلصات بهما وقد يحدث لك الفواق وتعاني من كل ذلك.
اطلبي مساعدة من حولك ليحكوا لك ظهرك أو يقوموا بتدليك رجليك أو يناولوك قطعة من الثلج وأن يراقبوا إنقباضاتك ليعلموك عند وصولها إلى قمة نشاطها.
إذا لم تكوني قد تناولت دواء لتسكين الألم، فإطلبيه الآن إذا شعرتِ بضرورة ملحة إليه. وطالما كانت جرعة مسكنات الألم في الحد المعقول المناسب لحالتك فمن الممكن إعطاؤها لك في وقت متأخر دون أن تسبب هبوطاً خطيراً في مراكز التنفس العصبية لطفلكِ.
ومازالت الفرصة متاحة أمامك لتحصلي على تخدير لغلاف الحبل الشوكي أو تخدير نصفي في الحبل الشوكي نفسه. وفي كل الأحوال فقد آن الأوان لتصبي تركيزك على الولادة سواء تناولت مسكنة للألم أم لا.
ركزي تفكيرك مع كل انقباضة موجودة حالية ولا تنصرفي إلى التفكير في التي مضت أو التي ستأتي .
الفترة الانتقالية في الولادة يمكن أن تكون مخيفة وعميقة الأثر. وتكونين فيها في ألم عظيم ويسيطر عليكِ شعور بأن شيئا مرعباً يحدث وقد ينتابك القلق خوفاً من الموت. وقد يوصلك قلقك إلى درجة الغضب (بعض النساء يصبحن في الحقيقة مشاغبات مع أزواجهن ) أو تصرخين أو تبكين.
إذا فقدت السيطرة على نفسك، فليست هذه نهاية العالم. إن جسمك يعرف ما يفعله. ولكن حاولي أن تبقي متأهبة وقولي لنفسك إنك قادرة على المضي إلى نهاية الولادة. ضعي هدف وإقتناعاً في عقلكِ بأنه رغم ما في هذه المرحلة من آلام الولادة إلا أنها ستنتهي على كل حال لأن طفلكِ سيكون هنا قريباً.
الدفع
الدفع لأسفل إحتياج طبيعي، غالباً ما يكون طاغياً، تحتاج إليه المرأة غريزياً لإخراج الطفلوسيرشدك الطبيب إلى عدم الاستجابة للدفع حتى يتوسع عنق الرحم تماماً، لأن الدفع قبل توسع عنق الرحم يؤدي إلى إبطاء الولادة. فإذا قيل لك لا تدفعي لأسفل ففرغي طاقتك في شكل دفعات قصيرة من نفخ الهواء من فمك الذي سيساعدك على عدم الإستجابة للدفع. وعادة ما يأتيك الشعور بالدفع لا إرادياً عندما يصل رأس الطفل إلى ما يتراوح بين ثلث إلى نصف المسافة بإتجاه أسفل قناة الولادة. وينتج الشعور بضرورة الدفع (دفع الطفل لأسفل) مع ضغط رأس الطفل على المستقيم. وفي الحقيقة، فإن أكثر أوقات الدفع الأسفل فعالية هو وقت إنقباضات الرحم كما لو كان لديكِ إمساك وتحاولين التخلص منه بضغط البطن.
وعندما يصرح لك الطبيب بحرية الاستجابة للدفع، خذي نفساً عميقاً وأخرجيه دفعاً حين يكون الرحم في انقباضه فيساعد دفعك رحمك على إخراج الطفل لأسفل في قناة الولادة. ادفعي لمدة 10 ثوان ثم خذي نفساً سريعاً لتعاودي الدفع. وحاولي أن يكون دفعك لأسفل مع إنقباضات الرحم بقدر إمكانك.
وفي الحقيقة، إن الدفع صعب ومؤلم جداًً. فرأس الطفل في وضع ضاغط مشدود أمام المهبل والمستقيم والعجان والنتيجة ألم شديد. والشيء الجميل في الدفع أنه هو الذي سيساعد على إخراج طفل إلى الحياة رغم الألم الذي تشعرين به.
كثيرات من النساء يشعرن في هذه اللحظة بانتعاش وطاقة كبيرة لأنهن يعرفن أن تلك نهاية الرحلة ويشعرن بأن لديهن قدر من السيطرة على الأمر.
ومقابل هؤلاء فمن الأمهات الحوامل من تضعف إرادتها ووعيها على ظن أن الطفل لن يخرج أبداً من هذا المكان. وقد تصبح هذه المرحلة ذكري بائسة في الولادة إذا شعرتِ حقاً بأن هذا الوضع ليس له نهاية.
المهم أن تحافظي على الدفع والضغط طالما كانت هناك إنقباضات. قد يجنح الطفل إلى أعلى قليلاً في قناة أو ممر الولادة بعد كل إنقباضة. وأنت بدفعك أثناء الانقباضات الرحمية تصححين وضعه في قناة الولادة.
أخيرا...طفل؟
وخلال حركة طفلكِ في قناة الولادة، يدير رأسه إلى جانب واحد مع إلتصاق الذقن بالصدر. وبالتحديد فإن مؤخرة رأس طفلك (أعرض منطقة فيها) هي التي تقوده في الطريق حيث يضغط الطفل هو الآخر محاولاً الخروج. وفور إنزلاق مؤخرة الرأس إلى الخارج تتبعها مقدمة الرأس ثم الوجه كله. في هذه اللحظة عندما تبدو رأس الطفل كلها يطلق عليها "ظهور الرأس أو التتويج" وبالفعل فإن هذه هي آخر اللحظات الصعبة في الولادة. فبعد خروج رأس الطفل ينزلق بقية جسده خارجاً بسهولة.
ماذا يحدث الآن؟
بعد ولادة طفلكِ (ذكراً كان أم أنثى) مباشرة يجري بعض العمل اللازم للتأكد من أنه يتنفس جيداً وليس بحاجة إلى عناية خاصة. وفي لحظة خروج رأسه يتولى الطبيب تنظيف الأنف والفم من السوائل. وعند خروجه كله تقدم له بعض المساعدة على التنفس إذا دعت الضرورة إلى ذلك.
ستتولى الممرضات أو القابلات الإطمئنان على معدل دقات القلب والدورة الدموية وملاحظة لون الطفل. ثم تقييم حالة الطفل العامة بمعيار (أبجار) بعد دقيقة ثم بعد 5 دقائق من الولادة.
بعد خروج الطفل يقوم عادة من ولدّك بقطع الحبل السري للطفل. ويفضل بعض الأطباء عدم قطع الحبل السري الذي يصل ما بين بطن الجنين والمشيمة إلا بعد خروج المشيمة.
بعد استلام الطفل، تقوم الممرضة أو العاملة بوضع حلقة بلاستيكية عليها بياناته حول معصمه وحول كاحله (رجله) وعادة (حول رسغ الأم أيضاً) ثم توضع قطرة للعين لكل من الأم الطفل حدیث والطفل كإجراء احتياطي ضد الكلاميديا والسيلان اللذين قد يتسببان في العمى أحياناً ويحقن الطفل أحياناً بفيتامين (ك) وقاية له من سيولة الدم أو النزيف.
وعندما تتسلم طفلك أيدي المعنيين بالرعاية الطبية للطفل يقومون بفحصه فحصاً بدنياً شاملاً للإطلاع على أية أمور غير طبيعية: عيوب خلقية، عدوى، إصابات ... إلخ.
غير رسمي
في عام 1953 وضعت دكتورة/فيرجينيا أبجار مايسمي(إختبارأبجار) كتقييم سريع لصحة الطفل حديث الولادة , ويعتمد علي عدة عناصر وهي : لونه,نبضه,ردود أفعالة ,توتر عضلاته وتنفسه,ويقاس بدجات من صفر إلى 2 لكل عنصر . وكثير من الأطباء يقلون من أهمية ذلك الإختبار قائلين إنه ليس دائما مؤشراً دقيقاً لصحة المولود.