إقرأ في المقال

 

استمرار الحب وسط ضغوط الحياة​:

دائما ما ينغمس الزوجان في حياتهما اليومية - عملهما، الضغوط، الأطفال، النشاطات - وينسيان أن علاقتهما في حاجة إلى رعاية، وعندما تصبح الحياة مليئة بالعمل، يصبحان غير واعيين ويتجهان إلى أسلوب التغلب على صعاب الحياة، أي أنهما يخصصان الكثير من الوقت والجهد في الإبقاء على نجومهما متألقة في السماء، أنا رعاية علاقتهما وتغذيتها فهي بالنسبة لها آخر ماینکران به.

ولكن لحظات الإهمال تلك تتحول إلى ساعات، والساعات إلى أيام، والأيام إلى شهور، وقبل أن يدرکا ماحدث يجدا نفسيهما وقد ابتعدا أميالا عن بعضهما البعض.

التغييرات تحدث دائماً والتأكيد على الحب يعزز العلاقات:

الأشياء تتغير والناس تتغير والحالة النفسية تتغير، وسيكون من السخيف أن نفترض بأن الطريقة التي كانت عليها الأشياء في الأسبوع الماضي هي نفسها الطريقة التي ستكون اليوم أو بعد شهر من الآن. وحيث إن التغيير شيء طبیعی، فمن المهم أن نتأكد من علاقتنا بالطرف الآخر من حيث موقفه من نفسه ومن العلاقة ذاتها، فهذا التأكد يوقظك من حالة اللاوعي، ويذكرك برباطك الأولى مع شريكك.

التأكيد على الحب بين الزوجين ضروري:

التأكد من العلاقة بالطرف الآخر يمكن أن تقارنه بفحص السيارة، فبعد أن تقوم بقيادة سيارتك لعدد من الأميال فإنك تأخذ سيارتك لتفحص الفرامل، والقابض، والزيت، والفلتر والمحرك، لتتأكد من أن كل شيء على مايرام، وإذا كان هناك خطأ ما، فسيتم تدارك المشكلة وإصلاحها.

وبالتالى التأكد من العلاقة هو فحص لاتحادکما، فعندما يتأكد الشريكان من علاقتهما يعني ذلك أنهما يطرحان جانبا لحظات قليلة ليلما بایدیهما القاعدة ويتصلا ببعضهما البعض. هل هما سعداء؟ هل قاما بحل هذه المشكلة في العمل؟ بماذا يشعران تجاه بعضهما البعض؟ شارك الآخر أفراحه، وآلامه، وتحدياته والضغوط والإنجازات التي حققها كل منكما في حياته الفردية، فابحث عن اهتمامات شريكك واجعله يشاركك اهتماماتك. إجمل الطرف الآخر على علم بكل مايحدث داخلك أو خارجك من تغيير، ففي الأساس، التأكد معناه أن تتوقف وسط حياتك المليئة بالعمل لتسأل شريكك وبإخلاص : "كيف حالك؟" وتستمع بأمانة إلى الإجابة.

التاكد هو الإحساس بنبض العلاقة، ومن المهم أن تتشاركا أفكاركا ومشاعركما حول وضع علاقة الشراكة بينكما لتظل أنت وشريكك متصلين. هل سبق وتوافقت توقعاتكما؟ هل هناك أية أحجار بحاجة إلى أن تلقيها خارج سلتك؟ هل تشعر بالأمان؟ بالتقدير؟ أم أن شريك يتعامل معك كشخص مسلم بوجوده؟ هل ترغب بتغيير أي شي، بخصوص كيف تتواصلان مع بعضكما البعض؟ فلکی تجعل العلاقة دائما مزدهرة فمن الضروري أن تتوقف كل فترة وتسأل: "كيف حالك؟" وأرجو أن تضع في اعتبارك أن الرد "بخير" ليس إجابة مقبولة.

التأكد اليومي على الحب بين الحبيبين:

هناك نوعان من التأكيد، التأكد اليومي والتأكد الرسمي، التاكد اليومي يقع عندما تتوقف أنت وشريكك عما تقومان به، حتى ولو لثانية واحدة، وتركز اهتمامك على الآخر، ويحدث ذلك عندما تضغط وبوعي على زر "التوقف المؤقت" وتاخذ دقيقة لإعادة توحيدك مع الآخر، كيف يشعر في تلك اللحظة، وكيف كان يومه، وما يدور في عقله.

منذ عدة أعوام، كان من التقليدي أن تتجمع الأسرة حول منضدة الطعام ويتحدثوا بشأن ما مر بهم من أحداث يوميا، وهناك مايشبه التقرير يقدم كل ليلة ويتناول ما يدور في حياة كل منهم من تطور، ويؤمن العديد من الأزواج بأن ذلك كان أهم وقت في اليوم. وبالتالي، لكثير من الأزواج، لم يكن هناك حاجة لتأسيس أي نوع من نظام التأكد؛ لأنه يحدث بصورة أتوماتيكية تقريبا كل ليلة، وبالرغم من ذلك، فالأوقات تغيرت وربما يكون هناك حاجة لتأسيس قواعد حديثة للتأكد من الآخر.

كل زوج لديه عاداته وإيقاعه الخاص. فمثلا، يذهب كل من جيری وسیدنی إلى الجيمانزيوم أسبوعية في الصباح معًا، ويتصل كل من لاری وكلای ببعضهما البعض خلال اليوم من أجل تقديم تقرير عن الأخبار والمتغيرات أو أية نقاط ذات اهتمام مشترك، وكل من جون وكامارین یخرجان للعشاء معا كل ليلة أربعاء

ما الذي يجدي معك ومع شريكك؟ هل أنت بصفة عامة وقبل ذهابك للنوم ليلا لابد أن توافی شريكك بالأخبار والخطط والأفكار والمشاعر والاهتمامات والإنجازات؟ هل ترغب أن تتقابل مع شريكك على الغداء يوما في أسبوع؟ ربما تُفضل أن تاخذ قهوتك مع شريكك في الصباح أو تذهبا إلى العسل معا، ومهما يكن الزمان، أو المكان أو أي شيء قد يكون ملائما لك، فمن الضروري أن تحاول معرفة ماهو الملائم لكليكما وتحتذي به، فالقليل من الوقت والجهد سيعود عليك بمنافع عدة في كثير من الأوقات.

التأكيد الرسمي على الحب بين الزوجين:

التأكد الرسمي في العلاقة يتم من خلال عقد اجتماعات مجدولة يتم فيها طرح قضايا الماضي والحاضر والمستقبل وتصنيفها، وفي هذا الاجتماع يشترك الزوجان في صنع سعادتهما نفسيا وبدنية، فيمكنهما الاشتراك معا في القضايا التي يواجهانها والدروس التي يتعلمانها والإنجازات التي يحتقانها والتجارب التي يخوضانها، فالعوائق التي يمران بها مشتركة، وبعد كشف الجانب الشخصي كل على حدة يتحركان إلى عالم العلاقات الشخصية بينهما.

كلا الشخصين لديه الفرصة لأن يواجه الآخر بشروط هذه العلاقة، ويتضمن ذلك الأخبار الجيدة والسيئة - بمعنى آخر ما الذي يجدی وما الذي لا يجدی. التأكد من بعضكما يذيب أية افتراضات قد تكونت، وتعيدكما إلى سابق عهدكما.

وربما تتساءل: لماذا يكون من المهم أن تصبح عملية التأكد رسمية وضرورية؟ يرجع ذلك إلى أن التأكد الرسمي يضفي جوا من المصداقية، وتغيير نغمة المواجهة المعتادة إلى نغمة مميزة يجعل الشركاء يأخذان المسالة بجدية ويكسبان وقتا وطاقة ذهنية يتم إعدادها مسبقا، والتأكد الرسمي يمكن أن يكون أداة مساعدة لتعديل العلاقة فيحس كل طرف بقيمته عند الآخر.

عندما تبدأ في مناقشة علاقتك بشريكك، فربما تحتاج لتغطية هذه النقاط:

المشاعر عموما حول العلاقة:

  • هل تجد ما يلبي احتياجاتك؟
  • هل تتحدث مع الآخر وتطلب ما تریده؟
  • هل تشعر بأن هناك من ينصت إليك؟
  • هل تشعر بأن هناك من يقف بجانبك ويشجعك على النهوض؟

عملية صنع القرار بين الأزواج:

  • هل يتم اتخاذ القرار برضاك؟
  • هل هناك وقت كاف للمناقشة والتقييم والتقدم؟
  • هل تشعر أن أفكارك ومشاعرك يتم التعامل معها بجدية؟
  • هل هناك روح مشتركة بخصوص القرارات؟

الاتصال بين الأزواج :

  • هل تشعر بالأمان لتقول كل ما ينبغي أن تقوله؟
  • هل تشعر بأن هناك من يسمعك عندما تتواصل؟
  • هل تشعر بالتشجيع وأنت تقول الحقيقة؟
  • هل تحس بأن هناك من يشجعك في أحلامك وأهدافك؟

الأدوار والمسؤوليات بين الحبيبين:

  • هل تشعر بأن تقسيم الهام مجد؟
  • هل تشعر بأن كلا منكما يقوم بدوره؟
  • هل تشعر بان حصة كل منكما في المهام عادلة؟
  • هل هناك أي شيء تود تغييره؟

النشاطات المشتركة بين الزوجين:

  • هل تشعر بأنك تقضى وقتا كافية مع الآخر؟
  • هل تشعر بأنك في حاجة لوقت تقضيه مع نفسك؟
  • هل تريد تجربة شيء جديد؟

التخطيط والجداول والتنظيم المشترك بين الشريكين:

  • هل تواجه أية تعارضات أثناء وضع الجداول وتريد أن تتغلب عليها؟
  • هل هناك اتفاقيات مالية عادلة؟
  • هل كل منكما لديه وقت كاف لإنجاز كل شيء تريده؟

يحتاج التأكيد الرسمي إلى الاقتراب منه بمستوى معين من الاحترام. وبالتالى، من المهم أن يقوم كلاكما بتحديد وقت كاف وترتيب الاجتماع في مناخ مناسب؛ فمناقشة مثل هذه الموضوعات الهامة في المطبخ وأثناء رنين الهاتف والأطفال يصرخون، وساعة الفرن تطن، ليس بالتأكيد هو الطريقة الصحيحة لتصل إلى الهدف. وكذلك محاولة الكلام عندما يكون أحدهما أو كلاكما يعاني من ضغوط أو قلق بسبب شيء ما.

اختر الزمان والمكان المناسبين لكليكما. ابحث عن مكان خاص لك ولشريكك لتتحدثا فيه، وذلك في وقت يشعر فيه كلاكما بالراحة، ويمكنه التركيز على الآخر.

ومن الأفضل إذا فكرت في الأسئلة والإجابات مسبقا. أن تكون مستعدة وتتذكر أن كل شي، تعد في عقلك. والأماكن الجيدة هي على الطرق السريعة وأنتما بالسيارة. أو المشي على الشاطئ. أو التنزه معا.

فأنت ورفيقك في حاجة إلى تحديد إلى أي مدى تحتاج للشعور بنبض العلاقة. فالأمر يرجع إليكما معا لأن تتوقفا وتنظرا إلى كيفية سير الأمور.

حافظ على الاهتمام الإيجابي وليس السلبي:

في بداية أية علاقة يكون تبادل الدفء والحب والود بين الطرفين متوفرا . فتتدفق كلمات الحب العسولة:

  • "عيناك جميلتان".
  • "أحب شكلك في اللون الأزرق".
  • "من المتع الذهاب معك إلى صالة الجيمانزيوم".
  • "إنك تصنعين أفضل بيض مقلي".

تتدفق تلك الكلمات بصدق من داخل كل منهما. وفي كل لحظة يقوم أحدهما بتوجيه اهتمامه الإيجابي نحو الآخر يكون مثل توجيه ضوء الشمس على الأزهار، فترتفع الروح المعنوية للطرف المتلقى لعبارات الإطراء.

ونتيجة لذلك يكون هناك تقديرا أكثر، وتكون الاستجابة ماهي إلا إعجاب متبادل، ويستجيب المتلقي بإغراق شریکه بالحب، فالاهتمام الإيجابي يعمل على إزهار ثمار الحب التي تستمر في الازدهار بشكل متبادل بين الطرفين ، وهذه بالطبع هي مرحلة شهر العسل.

وبالتاكيد سيسقط المنظور الوردي اللون ليظهر الواقع. ففي مرحلة معينة سيتبدل الحال بين الزوجين، وفجاة تتحول "ياللروعة" إلى "ياللهول" ويبدأ الاثنان في إدراك أن هذا الآخر الذي كان رائعا قد تبدل، وتبدأ العيون الناقدة في ملاحظة الأخطاء والتقاطها عسى أن يكون صاحبها غير مدرك لها، ويتحول الإدراك والاهتمام الإيجابي إلى ملاحظات نقدية ومحددة، وتقريبا من لا شيء يبدأ كل من النقد والسخرية والمضايقة في الزحف إلى العلاقة فيتبادل الطرفان العبارات التي تتم عن ذلك:

  • "هل تركت أنبوب معجون الأسنان مفتوحًا مرة أخرى؟"
  • "ألا تستطيع ترتيب ما صنعته من فوضى؟"
  • "هل يمكنك أن تملأ السيارة بالوقود ولا تعيدها إلى وهي فارغة؟"
  • "هذه السترة صغيرة جدًا عليك"

وتتقلص قوة الاحتمال، وتخيم عبارات المصارحة بالإحباط على الكلمات التي كانت يوما ما جميلة، وينتهی شهر العسل.

ماذا حدث؟ ما الذي تغير؟

الأمر ببساطة أن الإهتمام الإيجابي قد تحوّل إلى اهتمام سلبي، فطاقة الطرفين مركزة على بعضهما البعض ولكن الفارق أن التعبير بالكلمات الجميلة تحول إلى كلمات تشوبها الخصومة، كتحول نبات اللبلاب الصاعد إلى الهبوط في دوامة من النقد، والدفاع، والانتقام وهكذا حتى لايستطيعا رؤية النقاط التي كانت فيهم ذات يوم قيمة. ليس هذا هو الأسلوب الأمثل لإقامة العلاقة ولكنه الأكثر شيوعا في عالم الواقع.