إذا طلب منكم المدير تحسين العلاقات مع العملاء من خلال التحاقكم جميعاً بدورة تتعلمون فيها كيف تبتسمون في وجه العملاء فلا تكن أحمق. فالأمر لا يتعلق بالابتسام في وجه العملاء. لكن رئيس العمل يتطلع لغترة التقييمات التي يريد أن يبدو فيها بشكل جيد، ويريد أن يظهر الأمر كما لو أن هناك قيادة، ومبادرة، ودفعاً.
وستذهبون جميعاً لتلقى هذه الدورة وتعلم كيفية التبسم في وجه العملاء. لماذا؟ إن رئيسك لا يدري إن كبتم ستبتسمون في وجه العملاء أم لا. فكل ما يريده هو أن يبدو لامعاً في تقرير تقييم الأداء.
إن مثل هذه الأفعال تحدث في العمل أكثر مما يتوقع البعض. لقد تطوعت لفترة لحضور دورات دراسية في الجامعة كل اثنين عن القوائم والمداخل المزدوجة لخطط الكتب. وقد اعتقد رئيسي أنني رجل دءوب ومتحمس. ولم يكن ذلك حقيقياً، فقد أردت في الحقيقة الخروج من المكتب كل اثنين لأنه اليوم الذي يجب فيه إنهاء كل الملفات وقد كنت أكره ذلك، والذهاب للجامعة كان يعفيني من ذلك.
إن البحث في دوافع كل شخص وكل شيء لا يعنى أن تصاب بجنون الارتياب، فليس هناك من يتربص بك. لكن كل ما تحتاج إليه هو البحث في الأهداف الخفية. وهي قد لا تؤثر فيك بأي حال، ولكن قد يكون من الممتع استكشاف ما يجري من حولك.
لقد عملت مع رئيس كان يحب أن يكون آخر من يغادر المكتب. وقد أرجعت ذلك ليقظة ضميره واجتهاده، لكنه ما لبث أن قبض عليه بتهمة الغش، وحينها فقط أدركت أن مكوثه بعد انصراف الجميع كان بهدف العبث في السجلات.
إن عليك دائما أن تسأل: -
- لماذا يحدث هذا؟
- هل هناك ما لا أعرفه عن الأمر؟
- من المستفيد من وراء هذا؟
- وكيف يستفيد؟
- هل هناك شيء آخر يحدث؟
- وهل أستطيع أنا أيضأ الاستفادة؟
- وكيف؟
وكما قلت لا تكن مصاباً بجنون الارتياب، لكن احصل فقط على الحقائق.