يتعلق بهذا
ما ظنك بوضعي مع " هاري " بعد انفجاري في وجهه؟ لقد كانت علاقتنا سيئة في السابق، وأصبحت الآن أسوأ. هل تظن أنني عدت أستطيع تغيير أحد المصابيح؟ لقد أصبح هذا مستحيلاً الآن وفي المستقبل. إن تحديد أصحاب النفوذ ثم التوافق معهم هما إجراءان متلازمان.
لقد كنت أعمل مع مراقب حسابات كان مبالغاً في دقته. فكل شيء يجب تدوينه في السجلات. وكل شاردة وواردة يجب مراجعتها. لكن هذا الرجل كان من أصحاب النفوذ أيضاً. فما كان مدقق حسابات وحسب، لقد بدا أن له سلطة أكبر بكثير من كونه محاسباً، فقد كان رجلاً ينحني عنده المدراء الكبار، ويستمعون إليه وينشدون نصيحته، ولا يجرءون على تخطيه، ويخافون منه. لقد كانوا يعاملونه كملك.
لكنني لم أتبين قط السبب وراء هذا التأثير الكبير الذي يحظى به، لكن كان علىّ التعامل مع الأمر. وبمجرد أن حددت موقعه في الشركة كان علىّ التعامل مع ذلك بشكل صحيح. ولكني لم أتمكن من ذلك حينها. فبصفتي مديراً للمالية فقد كانت أعمال قسمي قريبة باستمرار من سلطته ومراقبته.
وقد كنت مزعجاً له على طول الخط. ولم نكن نلتقي وجهاً لوجه. فقد كان هو محاسباً وكنت أنا مدير المالية، وثمة اختلاف بين الوظيفتين. فقد كانت مهمتي هي تثبيت أنظمة الأمان وتحسين السيولة وتقليص النفقات وتقليل الإجراءات المالية الشكلية. أما وظيفته فكانت مراقبة كل بنس يدخل أو يخرج.
وفي صباح أحد أيام السبت اصطحبت أولادي لمعرض مبيعات، وكان ذلك في الخريف، وحين شعرت بالبرد اشترت واحدا من الأوشحة التي يرتديها طلاب الجامعة حول رقبتهم. وقد كان الوشاح داكناً، وتقليدياً وفي اليوم التالي ارتديته أثناء العمل. ومصادفة قابلت ذلك المدقق، فماح قائلاً: " لم أكن أعرف أنك أحد طلاب جامعة مانشستر! حسناً، حسناً" ثم مضى.
لم أفهم ما قاله حتى تبين لي أن ذلك الوشاح كان يرتديه طلاب جامعة مانشستر، وهي الجامعة التي كأن صاحبنا طالبا بها (أنا لم أكن أحد طلاب هذه الجامعة أو أية جامعة أخرى!) ومن هذا اليوم اعتبرني المدقق أحد خلصائه ورفاقه، زميل دراسة، هكذا دونما فعل فعلته.
تلك كانت مصادفة، لكنني من حينها تحريت كل المصادفات لأكون على وفاق مع أصحاب النفوذ، أولئك الذين يملكون التأثير الذي لا يحق لهم، هؤلاء الذين ينعمون بآثار أهمية وظائفهم.
وهناك جماعة ينبغي عليك الحرص منهم، فبعض أفرادها لا يسهل ملاحظته وهؤلاء من بينهم: السائقون، المراقبون الماليون، وأفراد العلاقات العامة، وأفراد قسم الموارد البشرية، وأفراد الدعاية والموظفون القدامى، والمستشارون، والوكلاء المستقلون، والصرافون، والموظفون السابقون ورجال الصيانة بالطبع!