غذي علاقة الحب بينك وبين شريك:

علاقة الحب مثل الحديقة، إذا أوليتها رعايتك وعنايتك وحافظت عليها سوف تنمو. وفر لها الكثير من ضوء الشمس والمياه وسوف تنضج البذور وتصبح نباتات صحية قوية، وإذا أهملتها على أمل أن تتحسن فسوف تغزوها الأعشاب الضارة، وإذا خطوت فوق النباتات وقطعت أوراقها، ولم تمنحها الحب والغذاء فسوف تذوی وتموت.

وإذا تعاملت مع علاقة الحب بنوع من التقدير والاحترام فستبقى قوية، أما إذا منحتها وقتا واهتماما ومجهودا فستستمر في النمو مع كل يوم يمر، وبالرغم من ذلك ، إذا اتخذت هذه الطريقة كشيء مسلم به وافترضت أنها ستستمر كما هي فسوف تذوی وتموت.

من السهل جدًا اتخاذ علاقة الحب کشی، مسلم به، وبمجرد أن ينتهی " الجزء الصعب" في البحث عن الحب، يعلن الكثير أنهم "تقاعدوا " ويحولون انتباههم إلى مناطق أخرى ؛ ويخرجونها من قائمة مايرغبون القيام به. إن الحب بالرغم من ذلك ، وجود يتطلب الغذاء من أجل أن يحيا، مثل الحديقة تماما لها متطلبات أساسية، وعندما ينتهي موسم الحصاد الأول، فهو لايزال في حاجة إلى العناية به بحب وتقدير واحترام ليستمر في الإزهار عاما بعد عام.

تغذية الرباط بينك وبين شريكك أو شريكتك هو ما سيحافظ على العلاقة، ويجب تقوية هذا الرباط يوميا ليبقى قوية، وهذه القوة ليست شيئا نقوم به كل عام في الأعياد السنوية ولكنه يجب أن يكون شيئا طبيعية تقوم به يومية مثل الاستيقاظ في الصباح وغسل الأسنان. من السهل أن تشعر بسحر ذلك في بداية العلاقة عندما تكون المشاعر في أوجها وتدفقها، والتحدي يكمن في الحفاظ على ذلك من خلال الرعاية والتغذية يوميا.

وفي عمق تغذية العلاقة يكمن تقدیر من تحب، وهو أن تتمسك به بالقرب منك، ويعني ذلك أن قدره من أجل صفاته الرائعة، وتعلن في كل لحظة مدى أهميته بالنسبة لك، وخلال عملية التقدير تلك فأنت تجعل شريكك يحس بطرق مباشرة وغير مباشرة بأنه لايزال الشخص الذي يجعل قلبك يقفز، وتجعله يشعر بأنه يضفي لمسة من الجمال على حياتك.

كن حاضرًا بصورة كاملةمع من تحب

وفقا لما يقوله وودی آلن فإن 90% من الحياة مظاهر، وبالرغم من ذلك فإن عملية "التظاهر" ليست كافية بالنسبة للحب، وهناك فرق بين أن تكون حاضرا بالجسد فقط وبين أن تكون حاضرا بجسدك وعقلك وقلبك وروحك، ويعني ذلك أن تكون دائم الانشغال بالتواصل مع شريكك، وأن تتواجد معه بكل جوارحك.

وقد واجه الكثير من الأزواج مشاكل عدة ؛ لأن واحدا منهما أو كلاهما قد أصبح لابالی بالآخر، وتوقف عن تقدير شریکه أو شريكته، ويحدث ذلك عندما يتسبب شيء ما لأحدهما أو كلاهما في أن يفقد رغبته في جعل العلاقة حقيقية ومزدهرة، فقد يظهر في شكل استياء غير ظاهر، أو جرح لايغتفر، أو تراخي في العلاقة نتيجة وطأة ظروف الحياة التي تدفع الأزواج إلى التقوقع داخل أنفسهم، فلقد وقعوا في براثن روتين الإهمال، وبالتالي ابتعدا أميالا عن بعضهما البعض، واتبعت الهوة بينهما، وفقدا فرصة الاتصال، وعندما يعود أحدهما إلى المنزل ولايعبأ بالآخر، أو عندما يتجول في المنزل ويعجز عن إبلاغ الآخر بتواجده ولو بلفتة صغيرة جدا، أو يتوقف عن البوح للآخر بمشاعره، أو عندما ينشغل كلاهما بالحياة اليومية ، فبالتأكيد سينهضان ذات يوم ليجدا نفسيهما منعزلين عاطفيا عن بعضهما البعض.

فعندما تتحرك من كونك متواجدا إلى إظهار نفسك فقط، فإنك تنحرف عن الأصل "نحن" التي شكلتها مع شريكك أو شريكتك ؛ وبالتالى تنسحب من توحدك مع الآخر، وتعود إلى حالة "الأنا" حيث تضع حولك سياجا لا يمكن اختراقه، وتبعد شريكك عن حياتك، وبالتالي تعاني من جراء علاقتك مع الآخر.

ولكي ترجع عن هذا التطرف عليك باستعادة شريط ذكرياتك في عقلك فستحتاج إلى العودة إلى تلك الأوقات التي كنت حاضرا فيها مع شريكك بصورة كاملة وذلك كنوع من إطلاق الذاكرة، فعندما تستدعي المشاعر التي كنت تشعر بها في تلك اللحظات القيمة عندما كنت بالفعل مناك بقلبك وجسدك وروحك فسوف يذوب فقدانك للذاكرة المؤقت، وستجد طريقك للعودة إلى وجودك الكلى مع الآخر.

استيقظ مرة أخرى وغذي علاقة الحب:

تزوج جوزيف من فيرا منذ 22 عاما، وعندما جاءت لزيارتي بدت غير سعيدة في حياتها، لأن جوزيف كما وصفته قد أصبح "متغيبا عنها عاطفيا" خلال السنوات العشر الماضية من عمر زواجهما، فقد اتضح أن جوزيف قد ارتبط بروتينه بالذهاب إلى العمل، والعودة إلى المنزل ثم الجلوس على الكرسي، وبيده الريموت كونترول ليلة وراء ليلة، وقد حاولت فيرا الكثير لكي تستعيده بطرق عديدة. ولكنها لم تنجح في جعل جوزیف يری کم ابتعدا عن بعضهما البعض.

واقترحت على فيرا أن تتذكر لحظة عاشتها مع جوزیف بكل جوارحهما، فردت على الفور بأنها قضت إجازة رائعة معه في إحدى الجزر منذ عامين، فطلبت منها أن تعود إلى المنزل، وتطفئ التلفاز، وتذكر جوزيف بتلك الرحلة وبتفاصيلها الحية - كيف كانا يشعران بالنسيم على بشرتهما، وكيف كان يبدو القمر، والوجبة الرائعة التي تناولاها على الشاطئ، كيف كانا يشعران بالحب وهما معا - حتى يطفو ما بذاكرته على السطح. ومن خلال عرض هذه الذكرى الحية القيمة، وعلى عكس ماهو موجود في الوقت الحاضر فربما يتمكن جوزیف من إدراك كم ابتعد عن محبوبته.

وعادت فيرا إلى المنزل وجلست بجوار جوزيف، واستأذنته في الحديث معه خلال فترة الإعلانات، وطلبت منه أن يخفض من الصوت ويواجهها. ثم قالت : "كيف حالك؟" فأجابها جوزیف برده العتاد: "بخير" وفي تلك اللحظة أجابت فيرا: "هل تذكر عندما كئا معا على الجزيرة منذ عامين؟ هل تذكر إحساسك بالنسيم وكيف تنزهنا على الشاطئ؟ هل تذكر ماذا شربنا وكيف استغرقنا في نوم عميق؟ هل تذكر ما أحس به کلانا في تلك اللحظات؟"..

وأجاب جوزيف بانه يذكر كل ذلك بكل تأكيد. فردت فيرا: "أريد أن أستعيد ذلك الشعور - وأعتقد أنه يمكننا ذلك - ولكني أريد أن أعرف هل تريده أنت أيضا؟".

وقد نجحت الخطة ؛ فقد فهم جوزيف أن فيرا كانت تقول ما شرحته لي سابقة من أنها تشعر أنها قد أصبحت بعيدة عنه، ووافق كلاهما على أنهما بحاجة إلى تجدید مثل تلك اللحظات حتى يوقظ جوزيف حبهما.